«ميني 2140» من «أتش بي» و «إي بي سي توش» من «أسيوس» |
لندن: «الشرق الأوسط»
اكتسحت في العام الماضي أجهزة صغيرة جداً تدعى «نيتبوكس» netbooks محلات بيع أجهزة الكومبيوتر التي غالبا ما يكلف الواحد منها أقل من 400 دولار، وهي تتألف من شاشات ولوحات مفاتيح منمنمة ظهرت وكأنها أقزام أمام كومبيوترات اللابتوب التي كانت تبدو قبل شهور من ذلك التاريخ وكأنها أجهزة يمكن حملها ونقلها بسهولة كبيرة. ومثل هذه الكومبيوترات الصغيرة مهدت للمستهلكين فكرة الحركية الكبيرة التي يمكن دمجها مع الكلفة المنخفضة، طالما أن الناس مستعدون لاستخدام الكومبيوتر للوصول إلى الانترنت، وليس أكثر من ذلك. فهي لا تحتوي على مشغل لأقراص «دي في دي»، ولا على معالج دقيق سريع جداً، ولا على سعة تخزين كبيرة لاستيعاب كميات غير محدودة من الصور والفيديوهات.
وبسبب الاقتصاد المتردي الذي لا يزال مهيمناً على هذه السنة الجديدة وتزايد راحة ورضا المشترين مع هذه الكومبيوترات المنمنمة الصغيرة جداً، فإن المزيد منها شرع يشق طريقه إلى رفوف محلات البيع. وبعض أجهزة «نيتبوكس» هذه ستحتفظ بأسعارها التي هي أدنى من أرخص كومبيوترات «بي سي»، غير أن بعضها الآخر يكلف ما تكلفه أجهزة اللابتوب الكبيرة، ويتضمن مميزات مثل الشاشات التي تعمل باللمس، مع تبييت معدني، واتجاه الشركات الصانعة للاستمرار في تسويق هذا الصنف.
كومبيوترات صغيرة جديدة
* كانت شركة «أسيوس تيك كومبيوتر» التي مقرها تايوان التي أطلقت أجهزة «نيتبوكس بي سي» باسم «إي» في العام 2007، والتي يتراوح سعرها بين 269 و699 دولاراً قد طرحت في المعرض الدولي الأخير للأجهزة والمعدات الإلكترونية الاستهلاكية في لاس فيغاس هذا الشهر، جهازاً جديداً دعته «إي بي سي توش» Eee PC Touch يعمل باللمس بشاشة تبلغ 9 بوصات تقريباً يمكن أن تتحرك على ركيزة، أو تنفتح بحيث يمكن استخدامها كجهاز كومبيوتر «بي سي» لوحي. وتتوقع شركة «أسيوس» أن يتوفر هذا الجهاز الجديد في مارس المقبل بسعر 499 دولاراً، كما تنوي إطلاق نسخة منه بشاشة قياس 10 بوصات.
ومثل هذا الحجم والسعر ليسا بعيدين جداً من اللابتوب العادي، فجهاز «ديل إنسبايرون 1525» بشاشة قياس 15 بوصة ومعالج أكثر قوة يبدأ سعره بـ 479 دولاراً عن طريق «راوند روك» الذي هو الموقع الإلكتروني للشركة التي مقرها ولاية تكساس في أميركا.
ويقول جاكي هسيو رئيس شركة «أسيوس» في الأميركيتين إن شركته باعت خمسة ملايين جهاز «إي بي سي» في جميع أرجاء العالم في العام الماضي 2008.
وبالتأكيد فإن الشركات الأكبر المنتجة للكومبيوتر مثل «ديل» و«إم إس آي كومبيوتر»، و«إينوفو غروب المحدودة»، و«إيسر»، و«هيوليت باكارد» (إتش بي)، باتت تعول على «نيتبوكس» هي الأخرى. والعديد منها عرضت بعض النماذج الجديدة منها في معرض لاس فيغاس.
وعرضت «إتش بي» التي مقرها بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا التي تعتبر المنتجة الأولى في العالم لأجهزة الكومبيوتر، إضافة إلى مجموعتها الأساسية من أجهزة «نيتبوكس» الصغيرة، جهاز «ميني 2140» Mini 2140 المتوقع توفره في الأسواق في الشهر الحالي بسعر 499 دولاراً. وهو خلافاً لجهاز «ميني 1000» الذي تنتجه الشركة أيضاً بسعر 329 دولاراً، يتضمن مميزات، مثل التبييت من الألمنيوم، ولوحة المفاتيح المطلية لمقاومة التآكل والتلف، ومقياس للتسارع والحركة الذي يبلغ القرص الصلب لكي ينغلق لدى سقوط الجهاز على الأرض. أما «ديل» ثاني شركة كبيرة صانعة للكومبيوتر فقد كشفت النقاب عن دفتر ملاحظات جديد هي الأخرى، وهي تأمل أن تعزز من مبيعاتها بالنسبة إلى أجهزتها القديمة عن طريق تخفيض الأسعار مؤقتاً إلى 99 دولاراً.
شعبية أم أفول؟
* ولمحلات البيع آمال كبرى بالنسبة إلى أجهزة «نيتبوكس» في ما يتعلق بهذا العام أيضاً، هذا إذا كانت «أمازون دوت كوم» تشكل مثالا على ذلك. فخلال الأسبوع الذي سبق أعياد الميلاد من أواخر العام الماضي كانت ثمانية من أفضل 10 كومبيوترات لابتوب مباعة من طراز «نيتبوكس» كما نقلت وكالة «أسيوشييتد بريس» عن بول رايدر نائب رئيس شركة «أمازون» للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية. وأضاف أن الفئة هذه من الأجهزة ستستمر نحو الأفضل مقارنة بفئة كومبيوترات اللابتوب العادية، لأنها لا تزال صنفاً جديداً، وستنمو مبيعاتها بصورة أسرع. لكن هذا قد يسبب مشكلة للشركات المنتجة للكومبيوتر. فالعديد منها تأمل ألا تكون «نيتبوكس» بديلة لأجهزة اللابتوب القديمة التي مضى عصرها، بل جهازاً رفيقاً يصطحبه الناس معهم في تجوالهم وترحالهم. لكن بالنسبة إلى الفترة الحالية، يعتقد محلل مجموعة «إن بي دي» ستيفن بايكر أن الاقتصاد السيئ سيعزز من مبيعات «نيتبوكس»، ويخفض من مبيعات أجهزة اللابتوب الأكبر. فالأشخاص الذين ينفقون 600 دولار عادة على شراء لابتوب، قد يفضلون حالياً إنفاق مبلغ أقل من ذلك لشراء جهاز «نيتبوكس» بدلا من ذلك. «والنتيجة هي أن هذه الأجهزة ستلتهم الأجهزة الأخرى، وعلى الأقل في الفترة الأولى من العام 2009»، على حد قوله. ولكن على المدى الطويل يشكك النقاد، وبايكر منهم، بفترة خدمة هذه الفئة من الأجهزة. وفي الواقع يعتقد بايكر أن «نيتبوكس» ستزول في العام المقبل لتحل محلها حتى أجهزة أصغر، والتي ستركز أيضاً على إيصال أصحابها إلى الإنترنت.
ويعلق على ذلك المحلل كين ديولاني من مؤسسة «غارتنر» بقوله إن الفئة هذه من الأجهزة «ستتبخر ببطء»، وأشار إلى أنه في الوقت الذي قد تجعل الاقتصاديات السيئة حالياً أجهزة «نيتبوكس» أكثر جاذبية على المدى القصير، إلا أنها من غير المحتمل أن تأسر قلوب المستهلكين الذين يرغبون في لوحات مفاتيح أكبر، مع أداء أفضل التي تتوفر كلها في أجهزة اللابتوب الكبيرة التي تعرف باسم «دفاتر الملاحظات»، «لأنه إذا كانت استخداماتك تتطلب دفتر ملاحظات فستصاب بالخيبة مع هذه الفئة من الأجهزة الصغيرة» على حد رأيه.