واشنطن: مايك مسغروف *
المعرض الأخير للمعدات الإلكترونية الاستهلاكية في لاس فيغاس، عرض الكثير من الأجهزة التلفزيونية النحيفة التي يبدو أنها الاتجاه الجديد للمستهلكين. وكانت الشركات المنتجة لهذه الأجهزة تتنافس على تقديم أكبر الشاشات. والمقصود بالنحافة هنا في الواقع هي الأجهزة التي تملك الشاشات الكبيرة الجديدة، فقد عرضت «باناسونيك» نموذجاً أولياً لا تتعدى سماكته 8.8 مليمتر. كما عرضت «سامسونغ إليكترونيكس» جهازاً تلفزيونياً تبلغ سماكته 6.5 ملم. ومثل هذه التطورات بالطبع هي أخبار جيدة لأولئك الحريصين على توفير المساحات في منازلهم، بسبب أسطح الأجهزة السميكة القديمة التي تشغل عادة حيزاً واسعاً.
ومن المتوقع أيضا أن يتقلص نمو مبيعات أجهزة التلفزيون هذا العام بسبب التوقعات المتواضعة في تسويق سائر منتجات الصناعة الإلكترونية الاستهلاكية. وتتوقع جمعية للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية مقرها في أرلنغتون قرب واشنطن، أن المستهلكين حول العالم سيبتاعون ما قيمته نحو 724 مليار دولار من المعدات والأجهزة الإلكترونية في العام الحالي. وهذا المبلغ يفوق مبلغ العام الماضي بنسبة 4.3 في المائة وإن كان ذلك أقل من نمو العام الماضي الذي بلغ 13.7 في المائة.
وعلى ذلك علق ستيف بالمر مدير شركة «مايكروسوفت» خلال كلمة له قصيرة خلال المعرض المذكور، تحدث فيها عن النسخ الجديدة المقبلة من «ويندوز» بقوله «يبدو أننا دخلنا فترة من التوقعات الضعيفة التي من شأنها أن تخفض من طموحاتنا قليلا». وأضاف «بغض النظر عما سيحدث مع الاقتصاد، وكم سيطول هذا الركود، أعتقد أن حياتنا الرقمية ستستمر في الغنى والتطور». وكان نظام «ويندوز 7» الذي أطلق في موسم عطلة نهاية العام الفائت قد وصف من قبل البعض على أنه يشبه سابقته من أنظمة التشغيل، لكنه نسخة عملية جداً تعمل بنجاح.
ولم يكن معرض لاس فيغاس الأخير الحدث الوحيد، فقد حضر الكثيرون معرض «ماكوورلد» في مدينة سان فرانسيسكو الذي عرض آخر مستحدثات «أبل» مثل أدوات التعرف على الوجوه عبر برمجيات إدارة الصور، وآخر مبتكراتها من أجهزة اللابتوب التي تقف في الخط الأول التي يبلغ سعرها 2800 دولار.
وفي هذا الجو القاتم، كانت هناك بعض النقاط البراقة أيضاً، فقد قفزت مبيعات دفاتر الملاحظات الإلكترونية التي برزت أخيراً، والتي هي بحجم حقائب اليد، إلى نسبة 160 في المائة خلال الشتاء. وتسيطر على هذا القطاع من الأجهزة شركة «إيسر». ويبلغ ثمن الجهاز الواحد 400 دولار. كذلك من المتوقع ازدياد مبيعات وحدات الملاحة الإلكترونية «جي بي إس» العاملة عبر الأقمار الصناعية خلال العام الجديد هذا. ويبدو أن معرض لاس فيغاس هذا قد حدد الاتجاه الذي سيسلكه المستهلكون في الأشهر المقبلة، كما أن توقعات أرباب الصناعات الإلكترونية لهذا العام أظهرت أن المستهلكين سيركزون اهتماماتهم على تقنيات التوفير بالطاقة والأجهزة التي يمكن استخدامها في السيارات.
لكن توقعات معرض لاس فيغاس للعام 2007 حول تطور تقني جديد لم تتجسد بعد. فقد توقع المراقبون حينئذ نهاية الحرب الدائرة بين نمطين من التقنية اللذين سيحلان محل أقراص «دي في دي» الحالية ليشكلان وسطاً فيديوياً عالي الوضوح والتحديد. وبعد مضي عام كامل، لم تتمكن التقنية المنتصرة، وهي أقراص «بلو-راي»، أن تحتل موقعها الصحيح بين المستهلكين. فقد أعلنت الدعايات التلفزيونية في مثل هذا الوقت من العام الماضي أن الأقراص التي تتضمن أحدث الأفلام السينمائية ستكون من نوع «بلو-راي». لكنها وصفت هذه الأقراص أخيراً باسم «بلو-راي عالية الوضوح والتحديد» لتوضيح الأمر أكثر بالنسبة إلى المستهلكين، وتبرير سبب إنفاقهم المزيد من المال للحصول على مثل هذه الأقراص. وعندما أصيب العالم بالركود الاقتصادي في العام 2008 ظل معرض المعدات الإلكترونية الاستهلاكية يحافظ على صورة مفادها أن مبيعات مثل هذه الأجهزة ستستمر، لكون الناس ينظرون إليها على أساس أنها من الضروريات في هذه الأيام وليست من الكماليات. غير أن ستيف كيوينغ مدير المعرض للتحليلات الصناعية أقر بـ «أننا من غير المحتمل أن نرى نمواً في القطاع الصناعي هذا، إلا أننا محميون لأن هذه التقنية مغروسة في حياتنا الخاصة في هذه الأيام. فقد يقوم المستهلكون بتقليص مشترياتهم من هذه الأجهزة في العام الحالي، لكن من غير المحتمل أن يجروا تقليصاً كبيراً في إنفاقهم على التقنيات».