من أكثر أمراض الأرض قابلية للعدوى
القاهرة: د. أحمد الغمراوي
[b][size=12]بينما لم يفق العالم بعد من ذعر وباء إنفلونزا الخنازير، إذ تحمل نهاية العام هدية جديدة غير مرغوب فيها، فطوال الأسبوع الماضي، تتواتر أنباء عن هجمة شرسة لمرض «حمى الماعز» أو «كيو» كما يطلق عليها علميا، واردة من هولندا وأميركا. وتفيد بعض المصادر في الشرق الأوسط بوجود حالات إصابات ووفيات بشرية، في الوقت الذي قررت فيه السلطات الهولندية إعدام 35 ألف رأس من الماعز، في محاولة لاحتواء المرض ومحاصرته بعد ثبوت وفاة أكثر من ستة أشخاص جراء الإصابة حتى الآن.
وحمى «كيو» (و«كيو» هنا هي الحرف الأول من كلمة «query» الإنجليزية التي تعني «غامض»)، تظهر جراء الإصابة ببكتريا غير منتشرة تدعى «كوكسيللا برنيتي» Coxiella burnetti، لديها القدرة على إصابة البشر والأغنام والماشية وبعض الحيوانات الأليفة الأخرى كالقطط والكلاب على حد سواء.
وعلى الرغم من أنها بكتريا قليلة الانتشار، فإنها تُعتبر أكثر أمراض الأرض قابلية للعدوى حيث يكفي التعرض لخلية بكتيرية واحدة للإصابة بالمرض، وقد تم اكتشاف المرض وعزل البكتيريا المسببة له لأول مرة عام 1937 في كوينزلاند بأستراليا. والعدوى في هذا المرض تكون تنفسية نتيجة التعرض للهواء الملوث بالجزيئات الحاملة للمرض، كما يمكن الإصابة بها عند التعرض للإفرازات المختلفة للحيوانات المصابة مثل اللبن أو البول أو البراز وخلافه، وتتراوح فترة حضانة المرض بين 9 أيام و40 يوما. وتشبه أعراض المرض في مجملها أعراض الإنفلونزا، من ارتفاع بدرجة الحرارة قد يصل إلى 40 درجة مئوية يستمر مدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، وشعور عامّ بالتعب والإرهاق، وصداع وغثيان وقيء، وقد يحدث بعض المضاعفات التي تتمثل في الالتهاب الرئوي اللا نمطي الذي قد يتحول إلى الفشل التنفسي الحاد القاتل، أو التهاب الجدار الداخلي للقلب، أو الالتهاب الكبدي. ويعتمد تشخيص المرض على التحاليل المختبرية في الأساس، والتي تهدف إلى البحث عن الأجسام المضادة للبكتيريا في الدم.
أما عن العلاج، فإن عددا كبيرا من المضادات الحيوية ذو فاعلية علاجية جيدة، إلا في حالات الحمل حيث لا يتم استخدام معظم هذه العقاقير، كما أن بدء العلاج يجب أن يكون في فترة مبكرة من المرض، ولقاح حمى «كيو» متوافر وفاعليته جيدة للغاية ولكن يجب إجراء اختبار للحساسية قبل استخدامه.
[/size][/b]
القاهرة: د. أحمد الغمراوي
[b][size=12]بينما لم يفق العالم بعد من ذعر وباء إنفلونزا الخنازير، إذ تحمل نهاية العام هدية جديدة غير مرغوب فيها، فطوال الأسبوع الماضي، تتواتر أنباء عن هجمة شرسة لمرض «حمى الماعز» أو «كيو» كما يطلق عليها علميا، واردة من هولندا وأميركا. وتفيد بعض المصادر في الشرق الأوسط بوجود حالات إصابات ووفيات بشرية، في الوقت الذي قررت فيه السلطات الهولندية إعدام 35 ألف رأس من الماعز، في محاولة لاحتواء المرض ومحاصرته بعد ثبوت وفاة أكثر من ستة أشخاص جراء الإصابة حتى الآن.
وحمى «كيو» (و«كيو» هنا هي الحرف الأول من كلمة «query» الإنجليزية التي تعني «غامض»)، تظهر جراء الإصابة ببكتريا غير منتشرة تدعى «كوكسيللا برنيتي» Coxiella burnetti، لديها القدرة على إصابة البشر والأغنام والماشية وبعض الحيوانات الأليفة الأخرى كالقطط والكلاب على حد سواء.
وعلى الرغم من أنها بكتريا قليلة الانتشار، فإنها تُعتبر أكثر أمراض الأرض قابلية للعدوى حيث يكفي التعرض لخلية بكتيرية واحدة للإصابة بالمرض، وقد تم اكتشاف المرض وعزل البكتيريا المسببة له لأول مرة عام 1937 في كوينزلاند بأستراليا. والعدوى في هذا المرض تكون تنفسية نتيجة التعرض للهواء الملوث بالجزيئات الحاملة للمرض، كما يمكن الإصابة بها عند التعرض للإفرازات المختلفة للحيوانات المصابة مثل اللبن أو البول أو البراز وخلافه، وتتراوح فترة حضانة المرض بين 9 أيام و40 يوما. وتشبه أعراض المرض في مجملها أعراض الإنفلونزا، من ارتفاع بدرجة الحرارة قد يصل إلى 40 درجة مئوية يستمر مدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، وشعور عامّ بالتعب والإرهاق، وصداع وغثيان وقيء، وقد يحدث بعض المضاعفات التي تتمثل في الالتهاب الرئوي اللا نمطي الذي قد يتحول إلى الفشل التنفسي الحاد القاتل، أو التهاب الجدار الداخلي للقلب، أو الالتهاب الكبدي. ويعتمد تشخيص المرض على التحاليل المختبرية في الأساس، والتي تهدف إلى البحث عن الأجسام المضادة للبكتيريا في الدم.
أما عن العلاج، فإن عددا كبيرا من المضادات الحيوية ذو فاعلية علاجية جيدة، إلا في حالات الحمل حيث لا يتم استخدام معظم هذه العقاقير، كما أن بدء العلاج يجب أن يكون في فترة مبكرة من المرض، ولقاح حمى «كيو» متوافر وفاعليته جيدة للغاية ولكن يجب إجراء اختبار للحساسية قبل استخدامه.
[/size][/b]