بعد تحليل المخطط الكهربائي للقلب لآلاف المرضى في دول متعددة، توصل فريق من الباحثين الدوليين برئاسة أستاذ ألماني متخصص في أبحاث علم الوراثة، إلى وجود عوامل جينية تزيد من خطر الإصابة بالموت المفاجئ لعضلة القلب.
ويأمل العلماء من وراء هذا الكشف الجديد إلى معالجة الأشخاص المهددين بهذا الموت قبل حدوثه، حسبما أعلن مركز "هيلمهولتس" للقلب في ميونيخ.
فهذه الاضطرابات التي تحدث في عضلة القلب عادة ما تحدث في غضون ثوان معدودة، ويصبح بالتالي التدخل الطبي لإنقاذ المريض شبه مستحيل.
وفي ألمانيا وحدها يلقى سنوياً نحو 100 ألف شخص حتفهم جراء التوقف المفاجئ لعضلة القلب، بينهم الكثير من الرياضيين الشباب.
وكان سبب هذه الظاهرة مجهولاً تماماً، إلا أن الدراسة الجديدة توحي بأن هذه المشكلة متعلقة بالجينات الوراثية أكثر منها تعلقاً بإتباع أسلوب حياة غير صحي.
وقام الباحثون بتحليل المخطط الكهربائي للقلب لأكثر من 15 ألف مريض فقد اكتشف فريق الباحثين الدوليين بقيادة البروفيسور الألماني أرنه بفافيفر، من معهد أبحاث علم الوراثة البشري في مركز هيلمهولتس، 10 أنواع من الجينات تعرض صاحبها بشكل أكبر للإصابة باضطراب دقات القلب الذي يتسبب في الموت المفاجئ.
وشاركت في هذه الدراسة الواسعة جامعتا إيسن وبون الألمانيتان بعينات 4814 مريضاً من منطقة رور الصناعية غرب ألمانيا، كما قام العلماء بتحليل المخطط الكهربائي للقلب لأكثر من 15 ألف مريض من ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، تأكدوا بعدها أن هذه الجينات تؤثر على النشاط الكهربي لعضلة القلب.
وحسب بيانات مركز هيلمهولتس، فإن الدراسة لم تركز بالدرجة الأولى على جينات بعينها بل على مجموع الجينات الوراثية للإنسان.
وتبعا لذلك، وجد العلماء أن خطر الإصابة باضطرابات في نظم القلب أو موته المفاجئ يزداد في حالة تفاعل تركيبة معينة من مجموع الجينات الوراثية للإنسان مع عدة عوامل خطر أخرى مثل العقاقير التي يتناولها الإنسان أو نقص الأكسجين.
ويعتزم العلماء إجراء المزيد من الدراسات لتعميق معلوماتهم عن العلاقة بين العوامل الجينية والموت المفاجئ للقلب.