علاجات غذائية ودوائية وجراحية لها
جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
[b]انتشرت في الآونة الأخيرة السمنة بكل مشاكلها، حتى إنها أصبحت من أكثر المشاكل التي تواجه المجتمعات خطورة، وبخاصة المجتمعات الخليجية. ويعتبر الباحثون السمنة من أهم أسباب الموت المفاجئ؛ مما دفع بهم إلى إطلاق مصطلحات عديدة عليها، مثل: داء العصر، وبوابة الأمراض، وأم الأمراض.. وذلك لما تسببه من أمراض كثيرة لا حصر لها، كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب وآلام المفاصل والعظام، والعقم لدى الرجال والنساء، والالتهابات الجلدية البكتيرية والفطرية، والاكتئاب، والمشاكل النفسية، وأخيرا المظهر الشكلي غير اللائق لدى مرضى السمنة.
ولا يخفى على المهتمين بموضوع السمنة الأسباب التي أدت إلى انتشارها بشكل كبير، وهي تتعلق باختلاف ظروف الحياة العصرية المحيطة بنا من كل جانب، مثل انتشار الأطعمة السريعة المليئة بالزيوت المهدرجة الضارة جدا بالصحة، والغنية بالدهون المشبعة الضارة التي سرعان ما تجد طريقها سهلا للتراكم تحت الجلد، ويوما بعد يوم تنشأ السمنة، وتنتشر بكل أجزاء الجسم. إلى جانب ذلك، فإن وسائل الرفاهية الحديثة المنتشرة في كل مكان تنمي عند الشخص ميلا شديدا للاسترخاء والراحة. كل ذلك يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالسمنة، وصعوبة التخلص منها. وقد تزامنت زيادة معدلات السمنة، لحسن الحظ، مع ظهور علاجات جديدة.
* علاجات علمية ومزيفة
* تحدث إلى «صحتك» د. حسام الدين عبد الصادق متولي استشاري الصحة العامة والتغذية بعيادة حراء، وهو أحد المهتمين بعلاج السمنة، وأوضح في البداية ظهور مدارس كثيرة للعلاج وللوقاية من السمنة، في البلاد العربية بالتحديد، ومنها ما هو قائم على أساس علمي، ومنها ما اعتمد على أسلوب أقرب ما يكون إلى الدجل والشعوذة، وعلى سبيل المثال، لا الحصر، ظهرت في الأسواق العربية بعض أنواع من الأعشاب، يدعي مروجوها أنها تقضي على السمنة، أو تحد منها، وقد استعملها بعض الأشخاص المصابين بالسمنة، وتمت مراقبتهم لفترات مناسبة؛ ولوحظ نزول وزن الجسم، ولكنه نزول خادع ومؤقت، كما أنه ضار، حيث يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل، بالإضافة إلى التأثير الضار لهذه الأعشاب على الجسم، يمتد ليصيب القولون والجهاز الهضمي ببعض الاضطرابات، نظرا لكونها غريبة التركيب، ولا يستطيع الجسم التعامل معها بشكل سليم. وهناك بعض الأعشاب المفيدة، ولكن لا بد من استعمالها تحت إشراف متخصصين؛ لضمان سلامة الجسم.
* أسباب السمنة
* الخمول والكسل: إن تناول كميات كبيرة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، سوف يؤدي، مع مرور الوقت، إلى تراكم الزائد منها على هيئة دهون. كما إن الخمول والكسل وقلة الحركة مع المكوث طويلا أمام التلفاز من الأسباب الأخرى للإصابة بالسمنة. ووجد أن أكثر من 65% من حالات السمنة ضحاياها الأشخاص قليلو النشاط والحركة. وهذا يفسر سر انتشار السمنة بشكل ملحوظ في المجتمعات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المرتفع.
* الوراثة: هناك عدة عوامل يرثها الأبناء من الآباء، مثل زيادة عدد الخلايا الدهنية عن الطبيعي، وتشابه مناطق تراكم الدهون في الجسم، كتراكمها في الأرداف والبطن، والخلل في التفاعلات الكيميائية التي تنتج عنها زيادة تراكم الدهون في الجسم .
* الغدد والهرمونات: لا يزيد دور اضطرابات الغدد والهرمونات في إحداث السمنة على 5%، بالرغم من إلصاق الكثيرين تهمة إصابتهم بالسمنة بها.
* مشاكل السمنة
* السمنة وارتفاع ضغط الدم. هناك علاقة بين الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم، إذ تعتبر السمنة المفرطة أحد عوامل الخطورة المسببة لارتفاع الضغط. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، ففي حالة سمنة الكرش يزداد معدل إفراز هرمون الأنسولين بالدم، وهذه الزيادة تساعد في ارتداد واختزان عنصر الصوديوم بالجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط، كما يعمل الأنسولين على زيادة الدهون، مما يزيد الفرصة لحدوث تصلب الشرايين وارتفاع الضغط.
* السمنة وأمراض القلب والشرايين. من أهم مضاعفات السمنة على القلب والشرايين: تَضخُّم كل من البطين الأيسر والأيمن للقلب، وخاصة في حالات السمنة المُفرطة وسمنة الكرش، وضعف عضلة القلب، واحتمال حدوث هبوط بالقلب، وضيق النفس لأقل مجهود، وتصلب الشرايين، وخاصة الشريان التاجي، مع زيادة الفرصة لحدوث الذبحة الصدرية وجلطة القلب.
* السمنة وآلام المفاصل. آلام المفاصل المصاحبة للسمنة وزيادة الوزن تعتبر شكوى متكررة، إذ يشعر الشخص السمين بآلام مبرحة في المفاصل، وخاصة مفصلي الركبة والقدمين، نتيجة للحِمل الزائد عليهما. وللأسف، فإن معظم أنواع العلاجات لا تجدي في الحد من هذا الألم. وهناك عدد كبير من الأشخاص المصابين بالسمنة، وخاصة من أصحاب الكروش، يشكون آلاما شديدة أسفل الظهر. وعند إجراء الفحوص اللازمة، نجد أن غضاريف هذه المفاصل قد أصيبت بالتهابات، وخشونة، وقد يصل الأمر إلى تجمع كميات من السوائل داخل المفاصل. وجدير بالذكر أن (داء النقرس) يزداد معدل حدوثه في الأشخاص السمان عن معدل حدوثه في الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
* السمنة ومرض السكري. لقد أظهرت نتائج معظم الأبحاث أن 80% من مرضى السكري يعانون من السمنة، وأن ما يقرب من 20% من الأشخاص السمان معرضون للإصابة بمرض السكري. وقد فسَّر الباحثون سبب هذه العلاقة بأن هناك علاقة عكسية بين عدد الخلايا الدهنية وحجمها، وعدد مستقبلات الأنسولين على جدار الخلية. وهذه المستقبلات هي المسؤولة عن دخول الجلوكوز من الدم إلى داخل الخلية، بفعل هرمون الأنسولين. ومعنى هذا أن زيادة عدد وحجم الخلايا الدهنية في الجسم يكون مصحوبا بنقص في المستقبِلات، وزيادة في جلوكوز الدم. كما أن كثرة تناول النشويات والسكريات التي اعتاد عليها الأشخاص السمان تزيد من إفراز الأنسولين، وتسبب إجهادا لغدة البنكرياس الذي يعجز فيما بعد عن إفراز كمية كافية من الأنسولين.
* السمنة والجلد يقع مريض السمنة فريسة للفطريات التي تنتشر بين ثنايا جلده، وخاصة تحت الإبط والثديين، وبين الفخذين. وتساعد زيادة ثنايا الجلد عند الأشخاص السمان، والعرق الغزير لديهم على انتشار هذه الفطريات. وأكثر هذه الفطريات شيوعا، فطر (مونيليا)، وهو يسبب احمرارا في الجلد، مع حكة (هرش) في مناطق انتشارها. وكذلك تكثر الدمامل، والالتهابات البكتيرية، وحمو النيل بجلد الأشخاص السمان.
[/b]
جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
[b]انتشرت في الآونة الأخيرة السمنة بكل مشاكلها، حتى إنها أصبحت من أكثر المشاكل التي تواجه المجتمعات خطورة، وبخاصة المجتمعات الخليجية. ويعتبر الباحثون السمنة من أهم أسباب الموت المفاجئ؛ مما دفع بهم إلى إطلاق مصطلحات عديدة عليها، مثل: داء العصر، وبوابة الأمراض، وأم الأمراض.. وذلك لما تسببه من أمراض كثيرة لا حصر لها، كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب وآلام المفاصل والعظام، والعقم لدى الرجال والنساء، والالتهابات الجلدية البكتيرية والفطرية، والاكتئاب، والمشاكل النفسية، وأخيرا المظهر الشكلي غير اللائق لدى مرضى السمنة.
ولا يخفى على المهتمين بموضوع السمنة الأسباب التي أدت إلى انتشارها بشكل كبير، وهي تتعلق باختلاف ظروف الحياة العصرية المحيطة بنا من كل جانب، مثل انتشار الأطعمة السريعة المليئة بالزيوت المهدرجة الضارة جدا بالصحة، والغنية بالدهون المشبعة الضارة التي سرعان ما تجد طريقها سهلا للتراكم تحت الجلد، ويوما بعد يوم تنشأ السمنة، وتنتشر بكل أجزاء الجسم. إلى جانب ذلك، فإن وسائل الرفاهية الحديثة المنتشرة في كل مكان تنمي عند الشخص ميلا شديدا للاسترخاء والراحة. كل ذلك يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالسمنة، وصعوبة التخلص منها. وقد تزامنت زيادة معدلات السمنة، لحسن الحظ، مع ظهور علاجات جديدة.
* علاجات علمية ومزيفة
* تحدث إلى «صحتك» د. حسام الدين عبد الصادق متولي استشاري الصحة العامة والتغذية بعيادة حراء، وهو أحد المهتمين بعلاج السمنة، وأوضح في البداية ظهور مدارس كثيرة للعلاج وللوقاية من السمنة، في البلاد العربية بالتحديد، ومنها ما هو قائم على أساس علمي، ومنها ما اعتمد على أسلوب أقرب ما يكون إلى الدجل والشعوذة، وعلى سبيل المثال، لا الحصر، ظهرت في الأسواق العربية بعض أنواع من الأعشاب، يدعي مروجوها أنها تقضي على السمنة، أو تحد منها، وقد استعملها بعض الأشخاص المصابين بالسمنة، وتمت مراقبتهم لفترات مناسبة؛ ولوحظ نزول وزن الجسم، ولكنه نزول خادع ومؤقت، كما أنه ضار، حيث يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل، بالإضافة إلى التأثير الضار لهذه الأعشاب على الجسم، يمتد ليصيب القولون والجهاز الهضمي ببعض الاضطرابات، نظرا لكونها غريبة التركيب، ولا يستطيع الجسم التعامل معها بشكل سليم. وهناك بعض الأعشاب المفيدة، ولكن لا بد من استعمالها تحت إشراف متخصصين؛ لضمان سلامة الجسم.
* أسباب السمنة
* الخمول والكسل: إن تناول كميات كبيرة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، سوف يؤدي، مع مرور الوقت، إلى تراكم الزائد منها على هيئة دهون. كما إن الخمول والكسل وقلة الحركة مع المكوث طويلا أمام التلفاز من الأسباب الأخرى للإصابة بالسمنة. ووجد أن أكثر من 65% من حالات السمنة ضحاياها الأشخاص قليلو النشاط والحركة. وهذا يفسر سر انتشار السمنة بشكل ملحوظ في المجتمعات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المرتفع.
* الوراثة: هناك عدة عوامل يرثها الأبناء من الآباء، مثل زيادة عدد الخلايا الدهنية عن الطبيعي، وتشابه مناطق تراكم الدهون في الجسم، كتراكمها في الأرداف والبطن، والخلل في التفاعلات الكيميائية التي تنتج عنها زيادة تراكم الدهون في الجسم .
* الغدد والهرمونات: لا يزيد دور اضطرابات الغدد والهرمونات في إحداث السمنة على 5%، بالرغم من إلصاق الكثيرين تهمة إصابتهم بالسمنة بها.
* مشاكل السمنة
* السمنة وارتفاع ضغط الدم. هناك علاقة بين الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم، إذ تعتبر السمنة المفرطة أحد عوامل الخطورة المسببة لارتفاع الضغط. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، ففي حالة سمنة الكرش يزداد معدل إفراز هرمون الأنسولين بالدم، وهذه الزيادة تساعد في ارتداد واختزان عنصر الصوديوم بالجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط، كما يعمل الأنسولين على زيادة الدهون، مما يزيد الفرصة لحدوث تصلب الشرايين وارتفاع الضغط.
* السمنة وأمراض القلب والشرايين. من أهم مضاعفات السمنة على القلب والشرايين: تَضخُّم كل من البطين الأيسر والأيمن للقلب، وخاصة في حالات السمنة المُفرطة وسمنة الكرش، وضعف عضلة القلب، واحتمال حدوث هبوط بالقلب، وضيق النفس لأقل مجهود، وتصلب الشرايين، وخاصة الشريان التاجي، مع زيادة الفرصة لحدوث الذبحة الصدرية وجلطة القلب.
* السمنة وآلام المفاصل. آلام المفاصل المصاحبة للسمنة وزيادة الوزن تعتبر شكوى متكررة، إذ يشعر الشخص السمين بآلام مبرحة في المفاصل، وخاصة مفصلي الركبة والقدمين، نتيجة للحِمل الزائد عليهما. وللأسف، فإن معظم أنواع العلاجات لا تجدي في الحد من هذا الألم. وهناك عدد كبير من الأشخاص المصابين بالسمنة، وخاصة من أصحاب الكروش، يشكون آلاما شديدة أسفل الظهر. وعند إجراء الفحوص اللازمة، نجد أن غضاريف هذه المفاصل قد أصيبت بالتهابات، وخشونة، وقد يصل الأمر إلى تجمع كميات من السوائل داخل المفاصل. وجدير بالذكر أن (داء النقرس) يزداد معدل حدوثه في الأشخاص السمان عن معدل حدوثه في الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
* السمنة ومرض السكري. لقد أظهرت نتائج معظم الأبحاث أن 80% من مرضى السكري يعانون من السمنة، وأن ما يقرب من 20% من الأشخاص السمان معرضون للإصابة بمرض السكري. وقد فسَّر الباحثون سبب هذه العلاقة بأن هناك علاقة عكسية بين عدد الخلايا الدهنية وحجمها، وعدد مستقبلات الأنسولين على جدار الخلية. وهذه المستقبلات هي المسؤولة عن دخول الجلوكوز من الدم إلى داخل الخلية، بفعل هرمون الأنسولين. ومعنى هذا أن زيادة عدد وحجم الخلايا الدهنية في الجسم يكون مصحوبا بنقص في المستقبِلات، وزيادة في جلوكوز الدم. كما أن كثرة تناول النشويات والسكريات التي اعتاد عليها الأشخاص السمان تزيد من إفراز الأنسولين، وتسبب إجهادا لغدة البنكرياس الذي يعجز فيما بعد عن إفراز كمية كافية من الأنسولين.
* السمنة والجلد يقع مريض السمنة فريسة للفطريات التي تنتشر بين ثنايا جلده، وخاصة تحت الإبط والثديين، وبين الفخذين. وتساعد زيادة ثنايا الجلد عند الأشخاص السمان، والعرق الغزير لديهم على انتشار هذه الفطريات. وأكثر هذه الفطريات شيوعا، فطر (مونيليا)، وهو يسبب احمرارا في الجلد، مع حكة (هرش) في مناطق انتشارها. وكذلك تكثر الدمامل، والالتهابات البكتيرية، وحمو النيل بجلد الأشخاص السمان.
[/b]
عدل سابقا من قبل استاذ شيركو في الثلاثاء يونيو 02, 2009 8:42 am عدل 1 مرات