تسعى محركات البحث الشهيرة على شبكة الانترنت دائما إلى تطوير وتحديث أدائها وتطوير خدماتها، فخلال أسبوعين، قدمت غوغل خدمات جديدة وأطلقت ياهو فكرة مبتكرة أما مايكروسوفت فأطلقت محرك بحث جديد خاص بها فيما نجح ولفرامالفا وهو محرك بحث صغير وجديد، في لفت انتباه المختصين.
وتوضح هذه الشركات أن المستخدمين سيحصلون على المعلومات التي يطلبونها بنقرة زر من دون المرور بصفحات توجههم إلى عناوين مواقع مفيدة لبحثهم.
وكان غوغل قد سيطر على القطاع بفضل بساطة استعراض عناوين المواقع وتوجيهه المستخدم لأفضلها في توفير الأجوبة، لكن حتى هذا المحرك يعد بتجارب جديدة.
فيعتزم غوغل، في نهاية هذا الشهر إطلاق "غوغل سكواريد" وهو خلافا للمحركات العادية لا يكتفي بعرض الصفحات التي قد تثير الاهتمام، بل يبحث مباشرة عن الوقائع التي يجدها على شبكة الانترنت ويصنفها.
وبدأ غوغل بالفعل في تقديم بعض هذه الخدمات إذ يمكن للمستخدم أن يضع اسم أحد الأفلام مثلا ويجد أمامه جدولا بالصالات التي يعرض فيها ومواعيد العروض.
ويبدو أن على محرك البحث هذا أن يكون المبادر دائما بابتكار جديد ليحافظ صدارته بين المحركات الأخرى التي أعلنت عن خدمات مستقبلية جديدة، إذ لا يمكنه البقاء مكتوف الأيدي في مواجهة منافسيه.
فمحرك ياهو الذي يحتل المرتبة الثانية في هذا القطاع عرض هذا الأسبوع التقدم الذي أحرزه على صعيد الأبحاث بإدخاله فكرة جديدة هي الـ"وو" أي شبكة الأهداف عوضا عن "وول" أي شبكة العناوين.
وأوضح صاحب هذه لفكرة براباكار راغافان أن الهدف هو إيصال المستخدمين مباشرة إلى طلباتهم لا إلى عناوين مواقع قد تتواجد فيها تلك الطلبات.
وقال إن هذا التطور أتى تلبية لحاجات المستخدمين، موضحا أن الدراسة أظهرت أن الناس بدأ ينفد صبرهم ويريدون شيئا جديدا لا أن يتم توجيههم إلى عناوين مواقع.
وانطلق عالم الرياضيات ستيفن ولفرام من هذه الفكرة بالذات حيث أعلن الأسبوع الماضي عن إطلاق محرك بحث خاص به يدعى "ولفرامالفا".
يجمع هذا المحرك قاعدات بيانات ليجد أجوبة على أسئلة محددة كعدد الوحدات الحرارية في سندويش وجبات سريعة أو درجة حرارة قياسية.
أما العملاق مايكروسوفت فسيطلق بدوره الأسبوع المقبل محرك بحث خاصا به سمي موقتا "كومو" وهو يتضمن وظائف تسمح بتبويب النتائج في صور وأشرطة مسجلة، كما يوفر مساحة مخصصة للمواقع التجارية.
بيد أن البحث على محرك كومو يتطلب تقنية بحث جملية أكثر تعقيدا من مجرد إدخال بعض الكلمات المفاتيح.
يبقى أن كل هذه الابتكارات مرتبطة بشكل أساسي بحملة علاقات عامة ولا تلبي ما يريده المستخدمون فعلا من الحصول على المعلومات مباشرة.
والمفارقة هي أن مثل هذه المعلومات المباشرة لا تتوافر على محركات البحث بل على مواقع تواصل اجتماعي كتويتر.
فعلى هذا الموقع مثلا، تمكن المستخدمون من اكتشاف تبعات الزلزال "المحدودة" الذي كان قد ضرب لوس انجلوس الأحد الماضي، فيما لم يكن البحث على محرك غوغل يفضي إلى نتيجة.