شهدت السنوات الأخيرة ازدهارا واضحا لعيادات التداوي باستخدام الإعشاب او ما تعرف محليا بالطب الشعبي، بمختلف مناطق بغداد، في ظل ارتفاع أجور الفحص التي يتقاضاها الأطباء في عياداتهم الخاصة وتردي الخدمات في المستشفيات الحكومية، وارتفاع أسعار الأدوية في صيدليات القطاع الخاص.
ولا تكاد منطقة أو حي من أحياء بغداد الراقية منها والشعبية تخلو من عيادة لطب الإعشاب تقدم خدماتها للزبائن، وتعالج مختلف الأمراض.
وفي هذا السياق، قال عبدالرحمن العاني صاحب عيادة للتداوي بالإعشاب في حي المنصور الراقي غربي بغداد، إن انتشار عيادات التداوي بالإعشاب في بغداد لم يكن وليد اللحظة، فقد بدأت هذه العيادات بالانتشار منذ فترة التسعينيات نتيجة ظروف الحصار الذي فرض على العراق عقب غزوه للكويت، إلا أن الاعوام التي تلت عام 2003، شهدت توسع المهنة بشكل كبير نتيجة لارتفاع أجور الأطباء وأسعار الأدوية في الصيدليات الخاصة وفقدان بعض أنواع الأدوية من السوق، والاهم من كل ذلك هو النجاح الذي أثبته العلاج بالأعشاب.
وأضاف إنه ورث المهنة عن والده الذي كان يمتلك عيادة للتداوي بالإعشاب وعمل الحجامة، يعالج فيها مختلف الأمراض، ويأتيه المرضى من مناطق البلاد المختلفة، إلا أنه لا ينكر وجود بعض الدخلاء على مهنة الطب الشعبي ممن لا يجيدون تشخيص الأمراض وإعطاء الأدوية المناسبة مما اثر سلبا عليها.
وأكدت خبيرة الاعشاب فاطمة عبدالعزيز أن العاملين في مجال الأعشاب الطبية في العراق يعتمدون أساليب علمية متميزة في عملهم، مشيرة إلى أن هناك دائرة تابعة لوزارة الصحة العراقية تحمل أسم (مركز طب الأعشاب) يديرها عدد من المختصين في علوم تصنيف النباتات والأعشاب.
ووفقا لما تذكره المصادر التاريخية، فأن الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب قد رافق حضارات العراق المختلفة، سومرية واكدية وبابلية، وما تلاها من حقب تاريخية، حيث عثر خبراء الآثار على الكثير من الكتابات والرقم الطينية التي تثبت هذا الأمر في مناطق مختلفة من البلاد.