جينيفر وندر الاستاذة المساعدة في كلية جورجيا غوينيت
واشنطن: غريك لاتسهو*
تقول جينيفر وندر الأستاذة المساعدة للغة الإنجليزية في كلية جورجيا غوينيت في لورنسفيل في الولايات المتحدة، إنها ترغب في أن تكون الهواتف الجوالة التي تؤمِّنها الكلية لطلابها، جاهزة لاستقبال الرسائل النصية والبريد الإلكتروني المرسلة إليهم. وتضيف وندر، 38 سنة، أن تفاعلها مع طُلاّبها هو عمل متطور، لكونها تتواصل معهم، وتصل إليهم، بالجهاز ذاته الذي يستخدمونه عادةً.. «إنها فرصة تعليمية وتثقيفية رائعة جدًا» كما تقول.
وتقول لوني هارفيل كبيرة موظفي دائرة المعلومات في نفس الكلية، إنه مع بداية الشهر الحالي من العام الجديد، ستنضم هي إلى نحو 75 شخصًا من زملائها، الذين سيقومون بإزالة هواتفهم المكتبية، والاعتماد على الاتصالات اللاسلكية من الآن فصاعدًا.
* إزالة الخطوط الأرضية
* وهذه الكلية الرسمية العامة هي واحدة من عدد متزايد من الهيئات والمؤسسات التجارية، عبر الولايات المتحدة برمتها، التي شرعت في التخلي عن خطوطها الأرضية الهاتفية التقليدية، وإحلال الهواتف الجوالة، أو تلك العاملة بتقنية الصوت عبر بروتوكول الإنترنت VOIP محلّها، في محاولة لتوفير المال خلال الأزمة الاقتصادية الراهنة.
ولا تتوفر حاليًا إحصاءات رسمية عن عدد المؤسسات والشركات التجارية التي قامت بإزالة خطوطها الأرضية العاملة بالأسلاك، لكن ليزا بيرس نائبة رئيس مؤسسة «فوريستر للأبحاث» المتخصصة في الاستشارات الخاصة بالأسواق في كمبردج في ولاية مساتشوسيتس الأميركية تقدر أن نحو 25 في المائة من الشركات التجارية شرعت في إلغاء وإبطال الهواتف المكتبية، كما أن نحو 8 في المائة من الموظفين في طول البلاد وعرضها، الذين هم في سفر وترحال مستمرَّين، لا يحملون معهم، أو يستعملون، سوى الهواتف الجوالة، على حد قول بيل هيوز المحلل في «إن-سات»، الشركة الخاصة باستشارات الأسواق في منطقة سكوتسدايل في ولاية أريزونا الأميركية.
«وفي بيئات العمل التجاري فإن مثل هذه المسألة تعود إلى الشركات فعلا، لكونها توفر المال»، استنادًا إلى روبرت روزنبيرغ رئيس شركة «إنسايت ريسيرتش كورب» في بونتون في ولاية نيوجيرسي في أميركا، الذي أضاف أن الأعمال والشركات الأميركية تأتي بعد أوروبا وآسيا في مسألة اعتماد الاتصالات اللاسلكية، لكون شركات الخدمات الهاتفية الخليوية الجوالة الكبرى، مثل «إيه تي أند تي»، و«فيرزون»، تجني أرباحًا طائلة أيضًا عن طريق توفير الخدمات الأرضية للشركات التجارية، وهي صناعة قُدرت بـ 81.4 مليار دولار في عام 2008 الماضي. ويقول روزنبيرغ إن الشركات التجارية الأميركية أنفقت 51.7 مليار دولار على الأجهزة اللاسلكية في العام الذي انقضى، ولكن خلال خمس سنوات من الآن سيتضاعف هذا المبلغ إلى 107.6 مليارات، متفوقًا بذلك على ما أُنفق على الخطوط الأرضية. ويُعتبر قانون الضرائب الأميركي عقبة في وجه الموظفين والمستخدمين الذين يتوجهون إلى التقنيات اللاسلكية، كما يقول جايسون غولدمان المستشار في قضايا الاتصالات والتجارة الإلكترونية في غرفة التجارة الأميركية. فمنذ عام 1989، كما يقول، اعتبر قسم العائدات الداخلية أن الاستخدام الشخصي للهواتف الجوالة التابعة للشركات، هو عائد إضافي، مما ينتج عنه المزيد من العمليات الورقية بالنسبة إلى كل من أصحاب الشركات وموظفيهم. وتقوم غرفة التجارة بدعم تغيير هذا القانون، بحيث لا يتوجب على المستخدمين إدراج مكالماتهم في المكالمات الرسمية أو التجارية، كما يقول غولدمان.
* شركات «لاسلكية»
* ومن بين الشركات والمؤسسات التي شرعت تتخلص من خطوطها الأرضية:
* مكاتب إدارة العاصمة واشنطن التي أطلقت برنامجًا استطلاعيًا في أكتوبر الماضي، بحيث قام 30 موظفًا ومستخدمًا من الذين زُوّدوا بهواتف جوالة حكومية، بالتخلي عن هواتفهم المكتبية، وفقًا لمساعد رئيس البلدية دان تغرليني، الذي صرح قائلا إن أجهزة الهاتف التي أُعطيت للموظفين، والتي بلغ عددها 11 ألف هاتف، من شأنها كبرنامج أن تضاعف الادخارات والمبالغ التي يجري توفيرها.
* تخطط شركة «كي إل إيه-تينكور» المنتجة لأشباه الموصلات، التي حققت عائدات بلغت 2.5 مليار دولار في العام الماضي، لتزويد 42 من موظفيها بهواتف جوالة فقط في مارس المقبل، كما تقول تيموثي كامبوس كبيرة موظفي دائرة المعلومات في قسم الشركة في مدينة سان خوسيه في كاليفورنيا. وسيجري وصل المكالمات إلى نظام هاتف VOIP، الذي من شأنه توفير المال بالنسبة إلى المكالمات الدولية، كما تقول.
* كليات من بينها كلية سانت ميري في نوتردايم في ولاية إنديانا، وجامعة ماركويت في ميلووكي في ولاية ويسكنسون، وكلية رونوكوك في سالم في ولاية فيرجينيا، وجامعة إلون في ولاية نورث كارولينا، قامت جميعها بإزالة الخطوط الهاتفية الأرضية من ردهات إقامة الطلاب خلال العامين المنصرمين. ومن شأن مثل هذه التدابير توفير مئات الآلاف من الدولارات، على حدّ قول جيري سيمر المدير التنفيذي لجمعية محترفي تقنيات الاتصالات المعلوماتية للتعليم العالي في ليكسينغتون في ولاية كينتاكي في أميركا.
وكانت كلية سانت ميري قد وفرت مبلغ 400 ألف دولار، عدلت به رواتب طاقمها التعليمي، على حدّ قول لوري ستكيلماير نائب رئيس قسم الإدارة والمال.
وكانت دراسةٌ تناولت 16 ألف مسكن عائلي، أُجريَت بين يناير ويونيو من العام الماضي من قِبل المركز الوطني للإحصاءات الصحية التابع للمراكز الاتحادية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، قد وجدَت أن عائلة واحدة من بين ست عائلات اعتمدت الهواتف اللاسلكية محل الخطوط الأرضية. وتشير الاتجاهات إلى أن هذا الأمر مستمرّ بلا هوادة، كما تقول ستيفن بلومبيرغ، وهي عالمة صغيرة أسهمت في إعداد هذه الدراسة.