أعلن علماء بجامعة ولاية كاليفورنيا في بيركلي عن تقلص البقعة الحمراء المميزة لكوكب المشتري، بحيث فقدت 15 في المائة من حجم قطرها،
بين عامي 1996 و2006، مما يعني تقلص حجمها بنحو كيلومتر واحد في اليوم خلال هذه الفترة.
وراقب العلماء تقلص البقعة وهي عبارة عن عاصفة هوجاء قديمة للغاية ويفوق قطرها حجم قطر الأرض ثلاث مرات، لسنوات وهي تشحب، ولكن البحث الجديد ركز هذه المرة على حركة العاصفة، وهي طريقة أدق لقياس حجمها، بحسب إكسيلار أساي-ديفيس، أحد أفراد مجموعة الدراسة.
وكان أساي ديفيس مع مجموعة من العلماء من الجامعة، قد طوروا برنامج كمبيوتر لمتابعة أنماط حركة البقعة الحمراء لفترات زمنية طويلة، وأشار إلى أن العاصفة تتكون من دوامة، حيث تتألف من حلقة من الخارج، بينما يكون في داخلها منطقة ساكنة، ويتغير شكلها باستمرار.
وأكدت إيميه سيمون-ميللر رئيسة مختبر أبحاث أنظمة الكواكب في مركز "جودار للطيران الفضائي" التابع لوكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا"، أن "إحدى النظريات الرئيسية تفيد بأن العاصفة تجرف أجساماً إلى الأعلى من أماكن عميقة داخل الغلاف الجوي، بحيث يتحول لونها إلى الأحمر عند تعرضها لأشعة الشمس.
وأضاف الباحثون أن البقعة لا تكون حمراء دائماً، بل تكون شاحبة في بعض الأحيان، خصوصاً وأنها سمة مميزة للمشتري، ولها خصائص مشتركة مع الزوابع على الأرض، بما في ذلك رياحها القوية وحركتها الدائرية، وبعضها تصل سرعتها إلى 400 ميلاً بالساعة.
وتختلف البقعة الحمراء عن الزوابع على الأرض، بحسب سيمون-ميللر، بأنها تحتوي على درجة ضغط جوي عالية، وبالتالي فهي أكثر استقراراً وديمومة، ولهذا فهي تستمر لمدة طويلة، بالإضافة إلى عدم وجود أرض صلبة على المشتري لتخفف من سرعتها، كما هو الحال على كوكب الأرض.
يُذكر أن المجسات التي أرسلتها ناسا لتخترق المشتري، قد تحطمت نظراً للضغط الجوي الهائل عليه،
كما لاحظ العلماء تغييرات كبيرة في شكل البقعة الحمراء، بين الصور المأخوذة للمشتري قبل قرن من الزمان، وبين شكلها الحالي، حيث قال أورتون ضاحكاً، إن البقعة كانت طويلة للغاية، بحيث كان من الممكن تسميتها "قطعة السجق الحمراء الكبرى"، أما الآن فهي في حالة انكماش شديد.