لطالما فتنت معالم قصر الحمراء في غرناطة ألباب زوار هذا الصرح، ولطالما نظروا إلى جدرانه المحفورة بدقة متناهية يستعيدون فيها لحظات الفن والشعر والفلسفة التي شهدها بلاط هذا القصر في القرون الوسطى.
فقد نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية تحت عنوان "بعد 650 عاما، الكشف عن حكمة قصر الحمراء" تقريرا تحدث عن فك ألغاز ورموز النقوش والكتابات والرسوم التي تزين جدران قصر قلعة مدينة غرناطة الذي بناه الحكام العرب المغاربة في القرن الرابع عشر.
ولفتت الصحيفة إلى أن نزعة التأمل والتخيل لطالما طغت على زوار هذا القصر الشهير، إذ كانوا دوما يقفون حائرين أمام معاني تلك النقوش والزخارف العربية الكلاسيكية التي زينت جدران وسقوف وأعمدة القصر وأقواسه وقببه وحتى ساحاته الخارجية.
وقالت الصحيفة إنه بعد ترجمة الكتابات المحفورة على جدران هذا الصرح الأوروبي ذو الهندسة الإسلامية، لن يقف السائح أمامها متسائلا "بماذا تنضح معاني هذه الكلمات؟"
وأضافت الصحيفة أن عددا من الباحثين أنتج شريط DVD يساعد السائحين على فك رموز النقوش والكتابات ويوضح تواريخ وهوية 3116 منها من أصل 10 ألاف نقش يزين المبنى الذي يرمز إلى قرون من الحكم الإسلامي لأسباني.
ووصف الدكتور خوان كاستيلا، من مدرسة الدراسات العربية في المجلس العالي للبحوث العلمية في أسبانيا حيث تم إنتاج الشريط التسجيلي الجديد ليكون دليلا سياحيا، قصر الحمراء بأنه المكان الوحيد في العالم المشابه لكتاب تمتزج فيه الكلمات وتتعانق مع هندسة الجدران والأعمدة والنوافير...
وأضاف كاستيلا أن السائح يغادر قصر الحمراء وكأن زيارته أشبه بتقليب صفحات كتاب من القصائد الشعرية.
وقال كاستيلا إن معظم هذه الكتابات هي آيات قرآنية ومخطوطات الشعرية.
وأضاف كاستيلا أن شعار بني نصر آخر الحكام العرب في أسبانيا "ولا غالب إلا الله" تكرر مئات المرات على الجدران والأعمدة والقناطر.
ولفت كاستيلا أن الآيات القرآنية حفرت بالحرف الكوفي في أعلى المبنى، فيما الشعر كتب في الأسفل.