يبدو في الحوارات التي تجري بين الأم وطفلها الصغير مثل: "هل تصغي لي؟ ألم اقل لك أن ترتدي معطفك؟ الجو بارد في الخارج.."، أن كل ما تقوله لهم يقع في آذان صماء.
لكن في الواقع ليس هذا ما يحصل، وفقا لدراسة جديدة نشرتها مجلة Proceedings of the National academy of Sciences.
فقد وجدت الدراسة أن الأطفال الذين هم في المرحلة التي تسبق سن الدراسة، عندما لا يلبون مطالب أهاليهم منهم، يكونون في الواقع يصغون إليهم لتخزين المعلومات واستخدامها فيما بعد.
ورغم البحوث العديدة التي أجريت حول النمو الإدراكي والتي تركز على إظهار أن الأطفال هم في الأساس نسخا صغيرة عن البالغين، يحاولون القيام بما يقوم به الكبار، إلا أن الدراسة التي أجراها مختصون في علم النفس في جامعة كولورادو الأميركية أظهرت شيئا مختلفا.
فقد اعتمد الباحثون في دراسة تتعلق بالقدرات الإدراكية لدى الأطفال البالغين من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة والأولاد في عمر الثمانية، على لعبة كومبيوتر وجهاز خاص لقياس قطر بؤبؤ العين هدفه تحديد الجهد العقلي لدى الطفل.
وتتعلق اللعبة بتعليم الأولاد قواعد بسيطة عن اثنين من شخصيات الرسوم المتحركة وهو الكلب Blue من سلسلة رسوم Blue's Clues وSponge Bob SquarePants والأشياء التي يفضلونها. وأبلغ الأطفال أن Blue يفضل البطيخ، وأن عليهم أن يضغطوا على زر الوجه السعيد على شاشة الكومبيوتر فقط عندما يرون صورة الكلب تتبعها صورة للبطيخ، أما عندما يظهر Sponge Bob فيتوجب عليهم الضغط على وجه حزين.
ووجدت الدراسة أنه بالنسبة إلى الأطفال الأكبر عمرا كان من السهل العثور على هذا التسلسل، كونهم يستطيعون توقع الرد قبل ظهور الأشياء، وفق ما أوضح كريستوفر شاتهام طالب الدكتوراه والمشارك في إعداد الدراسة.
ولكن بالنسبة إلى الأطفال الذين هم في الفترة التي تسبق سن الدراسة، فقد فشلوا في توقع الأحداث بهذا الشكل، وبدلا من ذلك تباطأوا في الرد وبذلوا جهدا عقليا بعدما شاهدوا صورة البطيخ كما لو أنهم كانوا يفكرون بالشخصية الكارتونية التي شاهدوها من قبل لربطها مع صورة البطيخ.
وأظهر قياس قطر بؤبؤ العين أن الأطفال الأصغر سنا لا يخططون للمستقبل وكذلك لا يعيشون كليا في الحاضر، لكن بدلا من ذلك يسترجعون أحداث الماضي عندما يحتاجون إليها.