جهاز عرض «بيكو بوكيت بروجيكتر» الصغير يتواصل مع جهاز «آي بود» (خدمة صور «نيويورك تايمز»)
يقدم عروضا فيديوية براقة على مختلف الأجهزةالجوالة
[b]نيويورك: دايفيد بوغ *
هل هناك أكثر تأثيرا وسحرا من تقنيات التصغير؟ لقد قامت «ووكمان» بوضع نظام ستيريو في جيبك لتغير اللعبة هذه إلى الأبد. كما أن الساعة الرقمية العصرية اليوم تملك من القدرة الكومبيوترية (الحسابية) ما كان يملكه جهاز الكومبيوتر في الخمسينات الذي كان يملأ غرفة بكاملها. ويقوم الأفراد حاليا بمشاهدة العروض التلفزيونية على أجهزة «آي بود» التي لا يزيد حجمها عن حجم البطاقة الصغيرة الخاصة برجال الأعمال. والانجازات الكبيرة في مضمار تقليص الأحجام مثل المذكورة أعلاه لا تأتي كثيرا في غالب الأحوال. وعندما تأتي فإنها تلفت النظر تماما كما حصل مع جهاز العرض «أوبتوما بيكو بروجيكتور»Optoma Pico Projector (430)دولارا). وجاء هذا الجهاز الذي انتظره الناس كثيرا بعدما سمعوا عنه طويلا، بحجم الهاتف الجوال، أي بقياس 2 × 4.1 × 0.7 بوصة (البوصة 2.5 سم تقريبا) ووزن لا يتعدى 4.2 أونصة (الأونصة 29 غراما تقريبا). إذن هو جهاز عرض يمكن حمله بالجيب؟ هذا ليس بمنتوج جديد، بل مجموعة جديدة من المنتجات.
وأجهزة العرض العادية طبعا هي كبيرة ثقيلة، وغالية الثمن أيضا، وأحيانا مثيرة للضجيج. وهي من المعدات القياسية العادية في غرف الاجتماعات في الشركات، حيث تستخدم العروض بتطبيقات «باور بوينت»، وفي الصفوف وأماكن سكن الطلاب، أو أنها تكون مركبة في السقوف في صالات المنازل لتقديم عروض سينمائية على شاشات كبيرة.
لكن هناك أوقاتا كثيرة عندما تكون الشاشات قياس 100 بوصة كبيرة أكثر من اللازم، في حين أن شاشات أجهزة «آي بود» البالغ قياسها بوصتين صغيرة جدا، مما يعني الحاجة إلى قياس وسط. وهنا يتألق جهاز «بيكو» البسيط هذا.
* جهاز عرض متميز
* وقد يكون من المستغرب جدا ألا تعجب بهذا الجهاز الذي هو كناية عن علبة سوداء لماعة يوجد في وسط طرفها القصير مصباح براق جدا يعمل بمبدأ الصمام الثنائي الباعث للضوء LED. وداخل العلبة هناك شريحة مصغرة لمعالجة الضوء رقميا D.L.P. من إنتاج شركة «تكساس انسترومنتس» شبيهة في مبدئها بتلك التي تقوم بتشغيل الأجهزة الكبيرة من التلفزيونات عالية الوضوح. ويقوم الاثنان، المصباح والشريحة، بإنتاج عروض فيديوية براقة شديدة الوضوح، أو حتى الصور الساكنة غير المتحركة. نعم كل ذلك من جهاز العرض الصغير الذي قمت بسحبه من سروال الجينز. ويعمل «بيكو» على طاقة البطارية التي تدوم شحنتها الواحدة 90 دقيقة، وفترة أطول من ذلك لدى استخدام درجة البريق المنخفض، أو عند تشغيل الفيديو من دون صوت. ويمكن إعادة شحن بطارية الجهاز، إما عن طريق سلك التيار الكهربائي، أو من فتحة «يو إس بي» في الكومبيوتر. وتأتي بطارية إضافية مع الجهاز، إضافة إلى حقيبة صغيرة لحمله.
ووجود آلة عرض مكتفية ذاتيا يمكن وضعها في الجيب من شأنه تغيير كل الأنظمة والأحكام، لأن الجمع بين جهازي «آي بود» و«بيكو» هو أمر كاف بحد ذاته. فلأول مرة يمكن تحويل جدار الخيمة إلى شاشة سينمائية لدى التخييم. ولكن لنكن واضحين، إذ لا يمكن لآلة عرض جيبية إنتاج ذلك المقدار الوفير من البريق مثل الآلات التي توضع على المكاتب التي يفوق حجمها عشر مرات حجمها. وتستطيع «بيكو» أن تعرض الصور ببريق يبلغ 9 شمعات مقارنة، على سبيل المثال، مع 2000 شمعة للجهاز القابع على المكتب البالغ سعره 900 دولار. وقد لا يبدو هذا كثيرا، لكنه بريق كاف بالنسبة إلى المسافات القصيرة التي يعرض «بيكو» عليها، وعلى الشاشات الصغيرة أيضا.
والمسافة الدنيا للعرض بالنسبة للآلة الصغيرة هذه، هي 8 بوصات بعيدا عن الشاشة، في حين تبلغ المسافة القصوى 8.5 بوصات، بحيث تحصل هنا على صورة بقياس 65 بوصة. وقد يساعد كثيرا إذا ما جرى تعتيم المكان، أو استخدام شاشة عرض سينمائية عاكسة للضوء.
* للطائرات والقطارات
* ويمكن وضع هذا الجهاز على الطاولة الصغيرة التي أمامك في الطائرة وتسليط العرض على ظهر المقعد الذي أمامك لتحصل على صورة براقة واضحة من عروض الفيديو يبلغ امتدادها نحو القدم، بحيث يمكن حتى للراكبين الذين حولك مشاهدتها. أو يمكن حتى تسليط العرض على سقف الطائرة بحيث يدهش العرض السينمائي بقياس 3 أقدام جميع الركاب الجالسين على امتداد عدة صفوف من دون أن يدروا من أين يأتي العرض. لقد جربت ذلك بنفسي وكانت تجربة ممتعة. وحتى يمكن أيضا وضع جهاز العرض الصغير هذا على حامل ثلاثي القوائم وتثبيته ببرغ صغير لبث ألعاب «ووي» على ملاءة السرير أو قميص أحدهم.
ويمكن كذلك الاضطجاع على السرير وتوجيه الضوء إلى الأعلى لتحصل في الغرفة المظلمة على عرض سينمائي براق على السقف. ولا حاجة هناك إلى أي تعديل للتعويض عن أي وضع، أو زاوية تخص موقع الجهاز بالنسبة إلى موقع الشاشة. لكن المصباح الذي تدوم فترة عمله 20 ألف ساعة من التشغيل غير قابل للاستبدال. وتبلغ درجة الوضوح والتحديد هنا 480 × 320 بيكسلا، أي أقل بكثير من درجة تحديد 1024 × 768 بيكسلا، فيما يخص الجهاز الكبير المكتبي.
ولكن هل تعلم أن مسألة البيكسلات هذه مبالغ فيها؟ إذ لن يعترض أحد حول حدة صور جهاز «بيكو»، خاصة إذا عثرنا على البقعة الصحيحة في معيار تركيز البؤرة الصغير.
* تواصل جوال
* وإجمالا يعمل «بيكو» بشكل مدهش تماما. ولكن ما الذي تستطيع مشاهدته عبر هذا الجهاز؟
إنه يأتي مع كابل خاص في أحد طرفيه. وهناك رأس صغير خاص بالفيديو والصوت الذي يدخل في علبة جهاز العرض. وفي الطرف الآخر تجد كابلات «آر سي أيه» الحمراء والبيضاء والصفراء العادية ثلاثية الرؤوس. وهذه هي الأطراف الأنثوية المصنوعة للاتصال مع الكابلات الذكرية التي تأتي مع كل مشغل «دي في دي» تقريبا، ومع مسجلات الفيديو الكاسيت، وكاميرات التسجيل الفيديوية (كامكوردر)، وأجهزة الألعاب، والكاميرات الرقمية التي يجري بيعها.
وهكذا في وحدة واحدة صغيرة يحل جهاز العرض «بيكو» محل جهاز التلفزيون لدى استخدام المعدات الكبيرة مثل مشغلات أقراص «دي في دي» أو ألعاب الفيديو. لكن الغرض الأساسي منه ومن عملية تصغيره بهذا الشكل هو وصله إلى الأجهزة الميكروية الصغيرة، مثل الكاميرات الرقمية والهواتف الجوالة و«آي بود» و«آي فون».
أما وصلة المهايئة الضرورية فيما يتعلق بأجهزة «آي بود»، أو «آي فون» فتأتي مع جهاز العرض هذا. وكانت أجهزة الفيديو «آي بود» القديمة تتطلب فقط كابلا قصيرا أسود اللون فقط الذي يتصل بسماعة الرأس الخاصة بـ«آي بود»، لكنها تستطيع نقل الأصوات والفيديو معا. وتأتي مع جهاز العرض أيضا عقدة بلاستيكية تدخل في أسفل هاتف الـ«آي فون»، أو أجهزة «آي بود» الحديثة. ويقوم الكابل الأسود القصير بوصل هذه العقدة إلى جهاز العرض. لكن الأخير لا يقوم بإظهار الصور إلا إذا كان الفيديو في وضع التشغيل. كما أنه لا يبين أو يبرز مثلا متصفح الشبكة في «آي فون»، وبرنامج البريد الإلكتروني ، أو أي تطبيقات أخرى، وهذا ما يعوق عمل المدربين، أو أي شخص آخر يرغب بالعثور على أسلوب مجد لإظهار مميزات عمل «آي فون» لأكثر من شخص واحد في الوقت ذاته.
وللوصل مع الكاميرا الرقمية لعرض صورك الساكنة والمتحركة، أو للاتصال مع كاميرات التسجيل الفيديوية، ينبغي استخدام الكابل التلفزيوني الذي يأتي معها. وتنوي «أوبتوما» أن توفر كابلات وصلات المهايئة لجميع الهواتف الذكية الأخرى في الشهور المقبلة، بدءا من كابل «نوكيا» مقابل 10 دولارات.
وفي الواقع يقوم جهاز «بيكو» بالكثير بشكل جيد جدا قد يبدو من المحرج معه إظهار سيئاته. ولكن مع ذلك يتوجب طرح السؤال التالي: وماذا عن الصوت؟
يأتي جهاز «بيكو» مزودا بمكبر صوت مشيد داخله، لكنه بحجم ذرة الهيدروجين (كتشبيه مجازي ليس إلا). ولكن إذا ما جرى رفع الصوت إلى أقصاه، فإنه يكون ذا شدة كبيرة بحيث يتسرب من سماعات الأذن الصغيرة الشبيهة بعكاشات الأذن القطنية إلى الشخص المجاور الجالس بقربك. أي بعبارة أخرى، فإن جهاز العرض هو سيء فيما يتعلق بالأصوات، بقدر ما هو جيد بالنسبة إلى الفيديو. فإذا كنت تستخدم «آي بود»، أو «آي فون»، أو هاتفا جوالا، فإن أفضل وسيلة هو استخدام سماعة الرأس. ويمكن الاستماع من خلال سماعات الأذن الصغيرة طبعا، ولكن لن تكون التجربة مشاركة على صعيد الجماعة كلها. لكن هناك مجزئ لسماعة الرأس الكبيرة التي يمكن بواسطتها دعوة شخص آخر إلى الاستماع أيضا، إلا أن ذلك يعقد الأمور على صعيد الأدوات والمعدات، ومن ثم يبتعد الجهاز هذا عن كونه أداة يمكن وضعها في جيب السروال.