الرئيسية
الأطفال.. والتعامل مع الموت
طور النمو العاطفي لديهم يزيد صعوبة مواجهتهم له
"الموت ليس النهاية، إذا كان يمكننا أن نعيش من خلال اولادنا والاجيال التي تلينا. فأجسامنا ليست سوى صفق ذابل على شجرة الحياة ".
ألبرت اينشتاين
* الموت هو النهاية طبيعية لأي كائن حي علي وجه الارض، فهو يلاحق الجميع في كل مكان، فالنباتات والحيوانات والبشر بالطبع يموتون كل يوم وفي كل وقت.. انها سنة الحياة.
ولكننا، كآباء أو أمهات، هل فكرنا في كيف يتعامل الأطفال مع الموت، وهل حاولنا أن نشرح لهم ماذا يعني الموت؟ وكمثال حي، لقد وجدت نفسي أتجنب هذا الموضوع، حتى عند قراءة أي قصة تذكر الموت من قصص الأطفال.. كنت أحاول دائما أن أغير محتوي القصة لتفادي ذكر الموت لأبني الصغير، ولم يسبق لي التساؤل عن السبب ولماذا أفعل ذلك. والآباء جميعهم يعتبرون حماية اطفالهم من الأذى من صميم اهتماماتهم، حتى لو كان هذا الضرر، هو السماح لهم بالتعرف علي الموت. وعادة ما نترك هذه المسألة، حتى نواجه الموت أمامنا، وعندها نحاول ايجاد وسيلة لشرح ما حدث لأطفالنا بصورة مغلفة، مثل أن نقول لهم «أخوك الآن مع الملائكة»، أو «أمك قد ذهبت لعالم آخر لكي ترتاح». ولكن هل تساءلنا: ما هي أفضل وسيلة لمساعدة الأطفال في التعامل مع الموت؟ أم أننا ننتظرهم حتي يكبروا ليمكنهم فهم أو مواجهة الموت؟ ولكن هل نحن الكبار ندرك كيفية التعامل مع الموت؟ قطعا انه ليس بالامر السهل، واكثر صعوبة بالنسبة للأطفال، فهم ما زالوا أبرياء، ولم يطوروا فهما للحقائق الأساسية للحياة بعد. في دراسة أجريت عن مخاوف الأطفال، تبين أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات تزداد مخاوفهم من الحيوانات، والمخلوقات الخيالية، والظلام، والبقاء لوحدهم، والموت، واللصوص(من كتاب اكتشاف تنمية الطفل، للدكتورة كارول مارتن والدكتور ريتشارد فابس)، في حين أظهر بحث جديد نشر في مجلة علم النفس الاسترالية، أن أول مرة يبدأ فيها تطور فهم الأطفال للموت كسنة للحياة ، حول سن 5 أو 6 سنوات، وفي الوقت نفسه يبدأ ألاطفال في وضع نموذج مرئي في الكيفية التي يحفظ فيها جسم الانسان على الحياة.
* ما هو الحزن؟
* الحزن هو رد فعل طبيعي يمثل ألأسى، او العواطف المليئة بالحزن، أو اللبس الذي قد يحدث عندما يفقد الانسان شخصا ما عزيزا، أو على علاقة وثيقة به. الحزن هو رد فعل طبيعي للموت، بالإضافة إلى أحداث أخرى، مثل الطلاق، أو البعد عن العائلة والأصدقاء. ودرجات الحزن تختلف حسب حجم الفجيعة. وكل انسان يتعامل مع الحزن بطريقة مختلفة، ولكن بعض المشاعر الطبيعية التي قد تحدث عند البالغين يمكن أن تشمل: الحزن، او الشعور بالفراغ، او الشعور بالغضب أو الذنب، أو حدوث اضطرابات في النوم أو الأكل. أما بالنسبة للطفل، فالكيفية التي يتقبل بها خبر الموت وكيف يعبر عن الحزن، تتوقف على عوامل عديدة من بينها عمر الطفل، ونضوج الطفل العاطفي، ومدى قرب الطفل من المتوفى، والظروف التي ادت الي الوفاة، فمعظم خبراء تربية الطفل يوصون بأن حالة كل طفل يجب أن ينظر فيها على حدة، وخاصة أن الأطفال لا يعرفون كيف يعبرون عن مشاعرهم مثلما يفعل الكبار.
* تعبير الطفل عن الحزن الاطفال قد لا يعرفون ما يشعرون به، ولكن بعض الطرق التي يمكن ان يعبر الطفل بها عن الحزن تشمل ما يلي: > الآلام الجسدية مثل الصداع أو آلام المعدة أو غيرها من الشكاوي > اضطرابات في النوم، مثل الأحلام المزعجة والكوابيس > أن يبلل الفراش عندما يكون نائما أو أن يرجع الى مص الإبهام > اضطرابات الاكل، مثل الافراط في تناول الطعام، أو تناول القليل جدا > يتصرف بتصرفات اقل من عمره، أو ان يكون مشاغبا ليجذب الاهتمام > الشعور بالغضب أو سهولة البكاء والغضب > عدم القدرة على التركيز لفترات طويلة > تدهور الأداء الدراسي أو تجنب الذهاب الى المدرسة > يكون أكثر تخوفا من الأشياء > تتكرر نوبات غضبه > الشعور بعدم السعادة ولوم النفس بأنه هو السبب > عدم الرغبة في الانفصال، والالتصاق بوالديه، يريد أن يكون بالقرب من البالغين.
وهذه كلها سمات عامة يمكن أن تحدث للطفل عندما يكون حزينا بسبب موت شخص قريب له، ولكل طفل رد فعل يختلف عن الآخر.
* ما هو فهم الأطفال للموت؟
* فهم الطفل للموت يتوقف على عمره وتجاربه. وكمثال عندما يكون الطفل بعمر 6 سنوات، فبإمكانه معرفة المعنى العام للموت، ولكن قد تكون هنالك بعض التساؤلات حول ماذا ينطوي على الموت، أو أنها محاولة لربط الموت بأمور يستوعبها مثل الألم أو الخوف. وتشير الدراسات إلى أن الأطفال يمرون بعدة مراحل في فهمهم للموت. وفيما يلي وصف موجز للكيفية التي يمكن للطفل أن يفهم الموت، حسب عمر الطفل: > عندما يكون عمر الأطفال أقل من 5 سنوات، يرى الأطفال الموت بانه أمر قد لا يؤثر عليهم، أو أنه مؤقت أو حتى شيء يمكن الشفاء منه. فهم لا يفهمون أن الموت سرمدي. قد يشعرون بالحزن، ولكن الآثار قد تكون أكثر قوة لأنهم لا يفهمون ما يشعرون به. قد يستغرقون بعض الوقت للتغلب علي شعور فقدان شخص قريب منهم. وفي أكثر الأحيان يعتبرون أن الذي مات سيعود قريبا.
> الأطفال في سن 5-9 سنوات يستوعبون فكرة أن الموت نهائي، وجميع الكائنات الحية ستموت يوما، ولكنهم ما زالوا لا يعتبرون ان الموت يخصهم. قد يجسدون الموت كشبح، أو هيكل عظمي، أو اي شيء آخر بصري. قد يكونون في حاجة إلي سماع ما حدث بصورة متكررة، وقد يسألوا نفس الأسئلة حول وفاة الشخص. ويأخذوا المعلومات بطريقة واقعية جدا، ولكن قد لا يعرفون كيفية مواجهتها. > من السنة التاسعة وحتى سن المراهقة، سيكون الاطفال أكثر فهما بأن الموت سرمدي. وهم أيضا في سن لم تنضج مشاعرهم بعد، قد يكون لديهم فلسفة الحياة والموت. قد يكونوا في حالة تكذيب أو عدم التحدث عن الشخص متوفي، وكأن هذا الشخص لم يكن له وجود. كما قد يكون هنالك تقلبات في مزاجهم، وقد يصبح المراهقون منعزلين أو أكثر تمردا.
* الوالدان وشرح الموت
* ماذا يمكن ان يفعل الوالدان؟ ليست هناك طريقة مبسطة لشرح الموت لطفلك، ولكن الأبحاث أظهرت أنه من الأفضل أن تكون صادقا في التحدث اليه خاصة إذا فقد الطفل شخصا وثيق الصلة به.
كل طفل يختلف عن الآخر في قدرته علي مدى استيعاب الموت وكيفية التعامل معه. كما يجد الأطفال صعوبة اكثر من البالغين في مواجهة الموت لانهم مازالوا في طور النمو العاطفي، ولذلك رد فعلهم سيختلف من الشخص الراشد.
الموت هو الحقيقة التي لا مفر منها في الحياة، لذلك إذا أردنا مساعدة أطفالنا، فهم بحاجة ليفهموا بانهم يمكن ان يتكلموا عما حدث، كما يمكنهم طرح اي اسئلة تتعلق بالحدث، وأننا على الدوام سنمنحهم الحب والحماية التي يحتاجون إليها. وعبرت عنها الكاتبة ايرس ميردوخ قائلة «الفجيعة ظلام لا يمكن لخيال غير المفجوع ان يتصوره». فالموت مؤلم، ولكن الأشد إيلاما هو رؤية اطفالنا يعانون وحدهم من دون مساعدتهم، او حمايتهم حتى في أصعب الأوقات. رباط جأشك والطريقة التي تقابل بها حدوث الوفاة هي التي ستساعد طفلك علي مواجهة الموقف وتجاوز الازمة.
* اقتراحات لمساعدة طفلك في التعامل مع الموت 1. كن صادقا وصريحا وواضحا مع طفلك ما أمكن عند التحدث مع طفلك عن حقيقة الموت. وحاول تبسيط المعلومات التي تعطيها لطفلك في أبسط طريقة ممكنة. 2. لا تتجنب الحديث عن الموت إذا سألك طفلك عنه، واذا لم تعرف اجابة لبعض الأسئلة كن صريحا واخبر طفلك انك لا تدري الإجابة. الأطفال يحسون بمشاعر الغير، إذا كانت هناك وفاة، بين لطفلك انه يمكنه البكاء والحزن، وإلا فإنه سوف يكتم مشاعره، وستؤثر عليه علي المدى الطويل 3. كن بالقرب من طفلك في الأوقات الصعبة، واعطه كل الحب والرعاية اللازمة. طفلك يحتاج إلى الشعور بالأمان والرعاية وخصوصا أثناء صدمة الموت 4. وفر بيئة آمنة حيث يشعر طفلك بانه قادرا على التعبير عن مشاعره بأي طريقة يستطيع. وساعده على إيجاد طرق لاظهار مشاعره عن طريق اللعب، او اللعب بالمياه ، او كتابة * رسالة، او قصة، او قصيدة، أو الرسم 5. اتح لطفلك وقتا للحديث وطرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفه. قد يلتبس عليه الامر ويحتاج إلى طرح الكثير من الأسئلة. إذا كنت لا تستطيع القيام بهذه المهمة، استعن بشخص آخر تربطه علاقة وثيقة بطفلك. إذا كان الطفل لا يتحدث عن فقده، فلأنه قد يشعر بأنه غير مرتاح للتحدث عن هذا الموضوع، ولا تزال مشاعره مشوشة وهو يحس بالخوف. قد ترد على نفس السؤال مرارا وتكرارا حتي يفهم طفلك ما حدث. 6. التزم بالروتين اليومي قدر الاستطاعة. فالتغييرات العديدة في المنزل سوف تضيف المزيد من الضغوط. فمواصلة الأنشطة المعتاد عليها ستعطي الطفل الشعور بالأمان. 7. حاول أن تخبر كل الذين حول الطفل مثل المربية أو المدرسة بما يمر به طفلك، حتى يستطيعوا أن يساعدوا طفلك. 8. تذكر ان الاطفال يحزنون في نوبات. لديهم ردود فعل خاصة بهم، ولكنهم يدركون أن الموت فقد كبير لهم ولكنهم قد يظهروا حزنهم بشكل مختلف. 9. يمكن ان يقول طفلك انه شاهد المتوفى أو تحدث معه، وأنهم بخير، أو أنهم سيكونوا قريبين بجانبهم، لا تسخر مما يقوله طفلك، وهذا شكل طبيعي لحزن الأطفال حيث تحدث لهم حالة هلوسة سمعية أو بصرية، ويقول الخبراء أن هذه الهلوسة قد تساعد الطفل بإعطائه الشعور بالراحة. 10. أبدا لا تتجاهل حزن الأطفال، لأن هذا سيزيد من الزعزعة العاطفية التي يشعرون بها.
اخصائية في الصحة العامة
طور النمو العاطفي لديهم يزيد صعوبة مواجهتهم له
"الموت ليس النهاية، إذا كان يمكننا أن نعيش من خلال اولادنا والاجيال التي تلينا. فأجسامنا ليست سوى صفق ذابل على شجرة الحياة ".
ألبرت اينشتاين
* الموت هو النهاية طبيعية لأي كائن حي علي وجه الارض، فهو يلاحق الجميع في كل مكان، فالنباتات والحيوانات والبشر بالطبع يموتون كل يوم وفي كل وقت.. انها سنة الحياة.
ولكننا، كآباء أو أمهات، هل فكرنا في كيف يتعامل الأطفال مع الموت، وهل حاولنا أن نشرح لهم ماذا يعني الموت؟ وكمثال حي، لقد وجدت نفسي أتجنب هذا الموضوع، حتى عند قراءة أي قصة تذكر الموت من قصص الأطفال.. كنت أحاول دائما أن أغير محتوي القصة لتفادي ذكر الموت لأبني الصغير، ولم يسبق لي التساؤل عن السبب ولماذا أفعل ذلك. والآباء جميعهم يعتبرون حماية اطفالهم من الأذى من صميم اهتماماتهم، حتى لو كان هذا الضرر، هو السماح لهم بالتعرف علي الموت. وعادة ما نترك هذه المسألة، حتى نواجه الموت أمامنا، وعندها نحاول ايجاد وسيلة لشرح ما حدث لأطفالنا بصورة مغلفة، مثل أن نقول لهم «أخوك الآن مع الملائكة»، أو «أمك قد ذهبت لعالم آخر لكي ترتاح». ولكن هل تساءلنا: ما هي أفضل وسيلة لمساعدة الأطفال في التعامل مع الموت؟ أم أننا ننتظرهم حتي يكبروا ليمكنهم فهم أو مواجهة الموت؟ ولكن هل نحن الكبار ندرك كيفية التعامل مع الموت؟ قطعا انه ليس بالامر السهل، واكثر صعوبة بالنسبة للأطفال، فهم ما زالوا أبرياء، ولم يطوروا فهما للحقائق الأساسية للحياة بعد. في دراسة أجريت عن مخاوف الأطفال، تبين أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات تزداد مخاوفهم من الحيوانات، والمخلوقات الخيالية، والظلام، والبقاء لوحدهم، والموت، واللصوص(من كتاب اكتشاف تنمية الطفل، للدكتورة كارول مارتن والدكتور ريتشارد فابس)، في حين أظهر بحث جديد نشر في مجلة علم النفس الاسترالية، أن أول مرة يبدأ فيها تطور فهم الأطفال للموت كسنة للحياة ، حول سن 5 أو 6 سنوات، وفي الوقت نفسه يبدأ ألاطفال في وضع نموذج مرئي في الكيفية التي يحفظ فيها جسم الانسان على الحياة.
* ما هو الحزن؟
* الحزن هو رد فعل طبيعي يمثل ألأسى، او العواطف المليئة بالحزن، أو اللبس الذي قد يحدث عندما يفقد الانسان شخصا ما عزيزا، أو على علاقة وثيقة به. الحزن هو رد فعل طبيعي للموت، بالإضافة إلى أحداث أخرى، مثل الطلاق، أو البعد عن العائلة والأصدقاء. ودرجات الحزن تختلف حسب حجم الفجيعة. وكل انسان يتعامل مع الحزن بطريقة مختلفة، ولكن بعض المشاعر الطبيعية التي قد تحدث عند البالغين يمكن أن تشمل: الحزن، او الشعور بالفراغ، او الشعور بالغضب أو الذنب، أو حدوث اضطرابات في النوم أو الأكل. أما بالنسبة للطفل، فالكيفية التي يتقبل بها خبر الموت وكيف يعبر عن الحزن، تتوقف على عوامل عديدة من بينها عمر الطفل، ونضوج الطفل العاطفي، ومدى قرب الطفل من المتوفى، والظروف التي ادت الي الوفاة، فمعظم خبراء تربية الطفل يوصون بأن حالة كل طفل يجب أن ينظر فيها على حدة، وخاصة أن الأطفال لا يعرفون كيف يعبرون عن مشاعرهم مثلما يفعل الكبار.
* تعبير الطفل عن الحزن الاطفال قد لا يعرفون ما يشعرون به، ولكن بعض الطرق التي يمكن ان يعبر الطفل بها عن الحزن تشمل ما يلي: > الآلام الجسدية مثل الصداع أو آلام المعدة أو غيرها من الشكاوي > اضطرابات في النوم، مثل الأحلام المزعجة والكوابيس > أن يبلل الفراش عندما يكون نائما أو أن يرجع الى مص الإبهام > اضطرابات الاكل، مثل الافراط في تناول الطعام، أو تناول القليل جدا > يتصرف بتصرفات اقل من عمره، أو ان يكون مشاغبا ليجذب الاهتمام > الشعور بالغضب أو سهولة البكاء والغضب > عدم القدرة على التركيز لفترات طويلة > تدهور الأداء الدراسي أو تجنب الذهاب الى المدرسة > يكون أكثر تخوفا من الأشياء > تتكرر نوبات غضبه > الشعور بعدم السعادة ولوم النفس بأنه هو السبب > عدم الرغبة في الانفصال، والالتصاق بوالديه، يريد أن يكون بالقرب من البالغين.
وهذه كلها سمات عامة يمكن أن تحدث للطفل عندما يكون حزينا بسبب موت شخص قريب له، ولكل طفل رد فعل يختلف عن الآخر.
* ما هو فهم الأطفال للموت؟
* فهم الطفل للموت يتوقف على عمره وتجاربه. وكمثال عندما يكون الطفل بعمر 6 سنوات، فبإمكانه معرفة المعنى العام للموت، ولكن قد تكون هنالك بعض التساؤلات حول ماذا ينطوي على الموت، أو أنها محاولة لربط الموت بأمور يستوعبها مثل الألم أو الخوف. وتشير الدراسات إلى أن الأطفال يمرون بعدة مراحل في فهمهم للموت. وفيما يلي وصف موجز للكيفية التي يمكن للطفل أن يفهم الموت، حسب عمر الطفل: > عندما يكون عمر الأطفال أقل من 5 سنوات، يرى الأطفال الموت بانه أمر قد لا يؤثر عليهم، أو أنه مؤقت أو حتى شيء يمكن الشفاء منه. فهم لا يفهمون أن الموت سرمدي. قد يشعرون بالحزن، ولكن الآثار قد تكون أكثر قوة لأنهم لا يفهمون ما يشعرون به. قد يستغرقون بعض الوقت للتغلب علي شعور فقدان شخص قريب منهم. وفي أكثر الأحيان يعتبرون أن الذي مات سيعود قريبا.
> الأطفال في سن 5-9 سنوات يستوعبون فكرة أن الموت نهائي، وجميع الكائنات الحية ستموت يوما، ولكنهم ما زالوا لا يعتبرون ان الموت يخصهم. قد يجسدون الموت كشبح، أو هيكل عظمي، أو اي شيء آخر بصري. قد يكونون في حاجة إلي سماع ما حدث بصورة متكررة، وقد يسألوا نفس الأسئلة حول وفاة الشخص. ويأخذوا المعلومات بطريقة واقعية جدا، ولكن قد لا يعرفون كيفية مواجهتها. > من السنة التاسعة وحتى سن المراهقة، سيكون الاطفال أكثر فهما بأن الموت سرمدي. وهم أيضا في سن لم تنضج مشاعرهم بعد، قد يكون لديهم فلسفة الحياة والموت. قد يكونوا في حالة تكذيب أو عدم التحدث عن الشخص متوفي، وكأن هذا الشخص لم يكن له وجود. كما قد يكون هنالك تقلبات في مزاجهم، وقد يصبح المراهقون منعزلين أو أكثر تمردا.
* الوالدان وشرح الموت
* ماذا يمكن ان يفعل الوالدان؟ ليست هناك طريقة مبسطة لشرح الموت لطفلك، ولكن الأبحاث أظهرت أنه من الأفضل أن تكون صادقا في التحدث اليه خاصة إذا فقد الطفل شخصا وثيق الصلة به.
كل طفل يختلف عن الآخر في قدرته علي مدى استيعاب الموت وكيفية التعامل معه. كما يجد الأطفال صعوبة اكثر من البالغين في مواجهة الموت لانهم مازالوا في طور النمو العاطفي، ولذلك رد فعلهم سيختلف من الشخص الراشد.
الموت هو الحقيقة التي لا مفر منها في الحياة، لذلك إذا أردنا مساعدة أطفالنا، فهم بحاجة ليفهموا بانهم يمكن ان يتكلموا عما حدث، كما يمكنهم طرح اي اسئلة تتعلق بالحدث، وأننا على الدوام سنمنحهم الحب والحماية التي يحتاجون إليها. وعبرت عنها الكاتبة ايرس ميردوخ قائلة «الفجيعة ظلام لا يمكن لخيال غير المفجوع ان يتصوره». فالموت مؤلم، ولكن الأشد إيلاما هو رؤية اطفالنا يعانون وحدهم من دون مساعدتهم، او حمايتهم حتى في أصعب الأوقات. رباط جأشك والطريقة التي تقابل بها حدوث الوفاة هي التي ستساعد طفلك علي مواجهة الموقف وتجاوز الازمة.
* اقتراحات لمساعدة طفلك في التعامل مع الموت 1. كن صادقا وصريحا وواضحا مع طفلك ما أمكن عند التحدث مع طفلك عن حقيقة الموت. وحاول تبسيط المعلومات التي تعطيها لطفلك في أبسط طريقة ممكنة. 2. لا تتجنب الحديث عن الموت إذا سألك طفلك عنه، واذا لم تعرف اجابة لبعض الأسئلة كن صريحا واخبر طفلك انك لا تدري الإجابة. الأطفال يحسون بمشاعر الغير، إذا كانت هناك وفاة، بين لطفلك انه يمكنه البكاء والحزن، وإلا فإنه سوف يكتم مشاعره، وستؤثر عليه علي المدى الطويل 3. كن بالقرب من طفلك في الأوقات الصعبة، واعطه كل الحب والرعاية اللازمة. طفلك يحتاج إلى الشعور بالأمان والرعاية وخصوصا أثناء صدمة الموت 4. وفر بيئة آمنة حيث يشعر طفلك بانه قادرا على التعبير عن مشاعره بأي طريقة يستطيع. وساعده على إيجاد طرق لاظهار مشاعره عن طريق اللعب، او اللعب بالمياه ، او كتابة * رسالة، او قصة، او قصيدة، أو الرسم 5. اتح لطفلك وقتا للحديث وطرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفه. قد يلتبس عليه الامر ويحتاج إلى طرح الكثير من الأسئلة. إذا كنت لا تستطيع القيام بهذه المهمة، استعن بشخص آخر تربطه علاقة وثيقة بطفلك. إذا كان الطفل لا يتحدث عن فقده، فلأنه قد يشعر بأنه غير مرتاح للتحدث عن هذا الموضوع، ولا تزال مشاعره مشوشة وهو يحس بالخوف. قد ترد على نفس السؤال مرارا وتكرارا حتي يفهم طفلك ما حدث. 6. التزم بالروتين اليومي قدر الاستطاعة. فالتغييرات العديدة في المنزل سوف تضيف المزيد من الضغوط. فمواصلة الأنشطة المعتاد عليها ستعطي الطفل الشعور بالأمان. 7. حاول أن تخبر كل الذين حول الطفل مثل المربية أو المدرسة بما يمر به طفلك، حتى يستطيعوا أن يساعدوا طفلك. 8. تذكر ان الاطفال يحزنون في نوبات. لديهم ردود فعل خاصة بهم، ولكنهم يدركون أن الموت فقد كبير لهم ولكنهم قد يظهروا حزنهم بشكل مختلف. 9. يمكن ان يقول طفلك انه شاهد المتوفى أو تحدث معه، وأنهم بخير، أو أنهم سيكونوا قريبين بجانبهم، لا تسخر مما يقوله طفلك، وهذا شكل طبيعي لحزن الأطفال حيث تحدث لهم حالة هلوسة سمعية أو بصرية، ويقول الخبراء أن هذه الهلوسة قد تساعد الطفل بإعطائه الشعور بالراحة. 10. أبدا لا تتجاهل حزن الأطفال، لأن هذا سيزيد من الزعزعة العاطفية التي يشعرون بها.
اخصائية في الصحة العامة
