لندن - لاس فيغاس: «الشرق الأوسط»
بعد أن التقت الهواتف الخلوية والأجهزة التلفزيونية مع الانترنت عام 2008 الماضي، يتوقع الخبراء أن تتلاحم في عام 2009 الحالي، عرى «الزواج» الذي سيعقد بين تقنية الكومبيوتر و.. سيارتك، أو شاحنتك! نظم حديثة
* في الشهر الحالي، أطلقت شركة «هيونداي» نظاما لتحذير سائقي السيارات لدى انحرافهم عن الطريق الذي يقودون سياراتهم عليه. وطورت شركة أخرى منتجة للسيارات برنامجا لتعقب المشاة وتحركاتهم، يعمل عن طريق الكاميرات الباحثة عن المصادر الحرارية، وذلك بغية تنبيه السائقين إذا ما اعترض أحدهم طريق السيارات.
وفي مارس المقبل، ستطلق فورد جهاز كومبيوتر كامل المهام، يركب على لوحات القيادة في السيارات كاملا مع لوحة المفاتيح مخصصا للمقاولين والعاملين في الشركات الأخرى، بغية الدخول إلى الانترنت ومراجعة الوثائق والمستندات، إضافة إلى جردات الموجودات أثناء سفرهم وتجوالهم. وفي الربيع المقبل ستطلق «أي تي أن تي» خدمة للتسلية في السيارات عن طريق 22 قناة تلفزيونية يجري تلقيها عن طريق الأقمار الصناعية.
ويأمل خبراء الصناعة أن تشجع هذه التطويرات على ازدياد مبيعات السيارات التي أصابها الركود الاقتصادي الحالي.
ويقول كيران أوسوليفان نائب رئيس شركة «كونتيننتال أتوموتف سيستمس» التي تقوم بتزويد منتجي السيارات بالتقنيات والمعدات والقطع، إن «المستهلكين راغبون في اقتناء مركبة موصولة دائما بالانترنت والتلفزيون». وأضاف أنه في القريب العاجل سيكون بمقدور المستهلكين ومنتجي السيارات ضبط لوحات القيادة في السيارات التي تحتوي على العدادات والمقاييس حسب ذوقهم الخاص، وحسب الطريقة التي يضبط بها الأشخاص هواتفهم الشخصية. وكان أوسوليفان يتحدث في لقاء مع الخبراء في «المعرض الدولي للأجهزة الالكترونية الاستهلاكية» الذي عقد في لاس فيغاس شهر يناير الحالي، بعنوان «تلاقي صناعات السيارات مع الأجهزة الالكترونية الاستهلاكية». ووافق أعضاء الهيئة بمن فيهم مديرون تنفيذيون من «مايكروسوفت»، و«نوكيا»، وخدمة «أون ستار» من «جنرال موترز»(جي إم)، على أن الصناعة شرعت في تحري احتمالات إدخال الكومبيوتر في السيارة.
وعلق على ذلك توم فيليبس المدير العام لوحدة السيارات في «مايكروسوفت» بالقول «سنقوم في يوم ما باستخدام تقنية المعلومات هذه وفقا لأساليب لا نعهدها ولا نتوقعها اليوم»، وفقا لما نقلته قناة «سي لان ان» الإخبارية، «فبالنسبة إلينا نحن في بداية تصور التطور الذي قد يحصل». وأشار هؤلاء المتحاورون إلى أنه في الوقت الذي شرع فيه المستهلكون يعتادون على الحصول على الانترنت عن طريق هواتفهم الجوالة، يبحث المزيد من مقتني السيارات عن سبل وصل سياراتهم بهذه الشبكة، بحيث يمكنهم من التنقل من دون انقطاع عنها، بين حياتهم الرقمية في كل من المكتب والمنزل والسيارة.
ويقدر أن نحو نصف السيارات الجديدة التي تم بيعها في الولايات المتحدة تتوافق مع أجهزة مشغلات «إم بي 3»، كما أن 80 في المائة منها يمكنها أن تتواصل مع سماعات «بلوتوث» اللاسلكية، وفقا لخبير تقنيات السيارات جون وارانياك.
وخدمة «أون ستار» من «جي إم» التي يمكنها من بعيد فتح أقفال أبواب السيارات المقفلة إذا نسي أصحابها مفاتيحهم داخلها، أو تقليص انسياب الوقود في السيارات المسروقة، أو الاتصال برقم الطوارئ الأميركي إذا ما تعرضت السيارة إلى حادث، باتت تملك حاليا نحو ستة ملايين مشترك. وكانت شركة «تيونا» قد ذكرت قبل عشرة أيام، أنها تنوي إطلاق خدمة مماثلة لمساعدة السائق في بعض الطرز من سياراتها، ابتداء من الصيف المقبل.
وتقوم شركة «فورد» أيضا التي لديها نظام مشابه يدعى «سينك» الذي بات حاليا تجهيزا قياسيا في العديد من طرازاتها، بإضافة ميزة تشغيل الأجهزة عن طريق الصوت، والحصول على حالة السير عند الطلب، فضلا عن تقارير الطقس والملاحة بواسطة نظام «جي بي إس». وذكر ألان ميولالي أحد المديرين التنفيذيين في «فورد» خلال المعرض، أن شركات السيارات بدأت تتعلم أن تفكر على طريقة الشركات الالكترونية.
إنترنت واستقبال تلفزيوني
* وستشرع «فورد» في تركيب رزمة «ووركس سوليوشنز» في جميع شاحناتها الخفيفة (بيك أبس) المكتملة الحجم، وشاحناتها الصغيرة (فانس) من سلسلة «إي» ابتداء من الربيع المقبل. وسيكلف نظام الكومبيوتر المركب على لوحة القيادة 1195 دولارا، إضافة إلى رسم شهري لتصفح الانترنت على شاشة قياس 6 بوصات تعمل باللمس على نظام «ويندوز». وهذا سيتيح للكهربائيين والمقاولين الآخرين تنظيم صفحات الـ«سبريد شيت» من «إكسيل» وطباعة الفواتير، وحتى التواصل مع أجهزة الكومبيوتر الأخرى.
و«بذلك تكون «فورد» فعلا تصنع ما يسمى المكتب النقال، أو المتجول» كما يقول مدير تطوير الإنتاج في «فورد» بيل فريكمان خلال عرضه هذا النظام على شاحنة خفيفة من طراز «فورد إف-150» متوقفة داخل خيمة كبيرة في باحة المعرض هذا في لاس فيغاس. وهذا ما يسد الهوة بين كومبيوتر لابتوب الكامل والهاتف الذكي.
وكانت هناك قاعة كبيرة في المعرض مخصصة لآخر تقنيات السيارات، ابتداء من وحدات الملاحة التي يمكن حملها، إلى الكاميرات المركبة في مؤخرة السيارات التي تساعد السائق عن طريق الشاشة المركبة على لوحة القيادة، رؤية ما هو موجود خلف السيارة لدى محاولة الرجوع بها إلى الخلف. وقد عرض عدد من الشركات نظما وتقنيات متنوعة للسيارات في المعرض منها، ما عرضته شركة «فلر سيستمس» لكاميرا تعمل بالتصوير الحراري التي تقدم كخيار في سيارة السيدان «بي إم دبليو- السلسة 6» مع المزية الجديدة لتعقب المارة والمشاة، فعندما تكتشف الكاميرا مصدرا حراريا على شكل إنسان، يقوم الكومبيوتر في السيارة بتنبيه السائق وتحذيره عن طريق إظهار صورة أحد المشاة بالأصفر على لوحة القيادة.
كما تقوم خدمة «كروز كاست» من «إيه تي أند تي» بتوفير 22 قناة تلفزيونية عبر الأقمار الصناعية لعرضها داخل السيارة، وذلك عن طريق هوائي صغير مركب على سقف السيارة، والمؤازر من قبل تقنية عزل الفيديو التي من شأنها المحافظة على الإشارة التلفزيونية من القمر الصناعي، حتى ولو كانت السيارة تتحرك تحت الأشجار الكثيفة والجسور. والخدمة هذه تكلف 1299 دولارا مع رسم شهري قدره 28 دولارا، وهي مخصصة للآباء والأمهات الذين لهم أطفال. وهذا الأمر امتداد لغرفة الجلوس في المنزل، على حد قول جاكي لابن الناطقة بلسان «إيه تي أند تي».
قيادة الأولاد
* أما إذا كنت غير مطمئن من تصرفات ابنك البالغ من العمر 16 سنة في ما يتعلق بسيارتك، فهناك شريحة «كار شب» التي يبلغ ثمنها 119 دولارا التي يمكن وضعها على سيارة من الإنتاج الذي تلا عام 1995 التي تقوم بتسجيل 300 ساعة من قيادة السيارة، بما في ذلك المسافة المقطوعة بالأميال، والسرعة، وعدد المرات التي استخدمت فيها المكابح، وعدد الانطلاقات السريعة والتسارع. ويمكن للآباء والأمهات نزع هذه الشريحة وتنزيل محتوياتها على جهاز كومبيوتر واستخدام المعلومات للوصول إلى حل مع طيش الشباب هذا. وثمة ميزات جديدة هنا تتيح حتى للآباء والأمهات وضع قيودهم الخاصة على أسلوب القيادة الذي يتبعه هؤلاء.
«وإذا رغبت مثلا تحديد سرعة قصوى معينة تمنع الأولاد من قيادة السيارة أكثر من سرعة 65 ميلا في الساعة، تقوم هذه الشريحة بتحذيرهم حتى يبطئوا» على حد قول مايكل كوبلاند مدير المبيعات في شركة إنتاج المقاييس والعدادات «دايفيس».
أما آخر طرز سيارات «هيونداي» فيمكن تجهيزها بنظام يراقب انحراف السيارة عن مسارها الصحيح ليطلق بعد ذلك صوت إنذار، أو يقوم برج عجلة القيادة بتنبيه السائق. وبعض سيارات «هيونداي» مجهزة أيضا بمستشعرات تعمل بالأمواج فوق الصوتية التي تساعد السائقين على توقيف سياراتهم وركنها عن طريق قياس المسافة الفاصلة بين السيارة والأجسام الأخرى.
وفي الواقع فقد يوظف الجيل المقبل من تقنيات السيارات عجلة القيادة الأوتوماتيكية وأنظمة الكبح التي ستريح السائق من الكثير من المسؤولية في ما يتعلق بقيادة السيارة. «فبعد 15 سنة من الآن ستقود السيارات ذاتها بذاتها. وهذا هدف تسعى إليه بعض الشركات» كما يقول جاي جيمس من شركة «فلر سيستمس». و«هذا أمر ليس خيالا، بل أمر يحدث فعلا».