الإناث بسيطات الحال يفضلن ذكورا في مستواهن على الأقل في عالم الطيور.
هذا ما توصلت إليه دراسة أجراها مركز البيئة الوظيفية والتطورية في مونتبلييه بفرنسا ونشرت خلاصتها مجلة الجمعية الملكية.
بحثت الدراسة في ذوق إناث طير الحسون ووجدت أن الإناث ضعيفة الحال من هذه الطيور تظهر تفضيلا للذكور من نفس المستوى ولتغريدهم.
وأوضحت ماري جين هولفيك رئيسة الفريق الذي أجرى الدراسة أن الطيور ذات المستويين المنخفض والمرتفع تختلف في كل الصفات تقريبا من حيث التمثيل الغذائي وطول العمر والجاذبية.
وتمكن فريق البحث من تربية طيور ذات المستوى الضعيف وأخرى رفيعة المستوى ببساطة وذلك بمجرد تغيير حجم الحاضنة التي تفقس فيها هذه الطيور.
وقالت هولفيك إنه في الحاضنات الأكبر تكون هناك منافسة أقوى بين الكتاكيت وبالتالي تنتج المجموعات الأكبر مستوى أقل من الكتاكيت.
وقالت هولفيك دربنا الطير على النقر على مفتاحين كل نقرة تطلق تغريدة من تغريد الذكور إحداهما لذكر ضعيف المستوى وأخرى لذكر عالي المستوى.
وأوضحت أن هذا الاختبار قوي لأن الأنثى به تبلغنا ما تحب أن تستمع إليه.
يذكر أن الذكور فقط في طير الحسون هي التي تغرد ويعتبر تغريد ذكر الطيور إشارة هامة على التزاوج والتناسل ما بينها.
ووجد الفريق أن الإناث ضعيفة المستوى دأبت على النقر على المفتاح الذي يطلق تغريدة لذكور ضعيفة المستوى.
في الجزء الثاني من التجربة وجد الفريق أن تفضيل التغريد ينسحب أيضا على تفضيل الذكر من نفس المستوى.
وأوضحت هوفيك الأزواج متكافئة المستوى تتزاوج بسرعة أكبر وتنتج بيضا بأسرع مما تنتجه الأزواج غير المتكافئة.
وفسرت السبب بحدوث القبول المتبادل بين الزوجين المتكافئين بسرعة أكبر.
وأضافت إن الأمر المدهش حقيقة هو أن الإناث قادرة على تمييز مستواهن ونحن نرغب في دراسة كيفية ذلك.
ويقول جوزيف طوبياس عالم الحيوان في جامعة أوكسفورد تعليقا على الدراسة الفرنسية إن هذه الدراسة مثيرة فرغم أنها لا تغير في مفهومنا للتطور إلا أنها تكشف عن بعض التكافؤ في قرارات التزواج.
ويضيف كما أنها تطرح احتمالا مثيرا بأن البيئة التي يتم فيها تربية الفرد تؤثر بقوة على خياراته المفضلة للتزاوج عندما يكبر.