أظهرت دراسة فرنسية عالمية أن البدانة تنتشر في جميع مناطق العالم باستثناء شرق آسيا، وأشارت النتائج إلى أن الولايات المتحدة هي البلد الأسوأ الذي يعاني من هذه المشكلة، حيث ثبت أن ثلثي الأميركيين يعانون من زيادة الوزن.
وقال الخبير ويليام ديتز الذي شارك الاثنين في مؤتمر حول البدانة في مدينة نيو اورليانز إنه يتعين الإقتداء في مكافحة وباء البدانة الذي يصيب أو يهدد 200 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها بالأساليب التي اتبعت في حملة مكافحة التدخين.
وأوضح ديتز مدير الوقاية في المركز الفدرالي لمراقبة الأمراض والوقاية منها أن النجاح في مكافحة التدخين كان سببه وجود إستراتيجية متعددة تشمل فرض ضرائب على السجائر وحظر بيعها للقُصّر ومنع التدخين في الأماكن العامة.
وأضاف الخبير ديتز بأن إحداث فرق يتم خلال عدة إجراءات في آن واحد مشيرا إلى "بداية تغيير" ظهرت في العديد من الدراسات التي قدمت خلال المؤتمر السنوي لأبحاث البدانة الذي تنظمه مؤسسة Obesity Society
التي تضم علماء أميركيين والتي أنشئت منذ 25 عاما لدراسة هذه الظاهرة المستفحلة.
وقد بدأت استراتيجيات محلية، كما في ولاية اركنسو تؤتي ثمارها، ففي المدارس العامة لهذه الولاية نظمت حملة شاملة جمعت بين حظر الوجبات السريعة الغنية بالدهون المعروفة بالـ Junk Food وممارسة الرياضة والقياس المنتظم لمؤشر البدانة Body Mass لدى التلاميذ الذي يرسل سنويا إلى الآباء. ويعتبر الشخص بدينا إذا تجاوز مؤشر البدانة لديه الـ30 نقطة.
وسجل معدل البدانة لدى تلاميذ اركنسو هبوطا من 9.20 بالمئة عام 2004 إلى 6.20 بالمئة عام 2007. مما يؤكد أن تغييرات هامة تحدث في المدارس، ويعدّ هذا مؤشرا إيجابيا.
وبيّن آخر إحصاء للمركز الوطني لأبحاث ودراسة الصحة والتغذية ملاحظة ثبات معدل البدانة لدى النساء بين 1999 و2004 بينما واصلت تقدمها لدى الأطفال والمراهقين والرجال.
وأشار اريك ريفاسن رئيس Obesity Society لهذا العام إلى أن "الرسالة الموجهة للرأي العام هي التي ستحدث الفارق في مكافحة البدانة"، موضحا أهمية الوقاية.
كما حثّ على إجراء المزيد من الأبحاث حول البدانة لتحديد إستراتيجيات الوقاية الأكثر توفرا وفعالية.