أكد تقرير أصدرته منظمة إنقاذ الطفولة غير الحكومية أنه يمكن خفض عدد الوفيات لدى الأطفال في جميع أنحاء العالم بشكل جذري من خلال تخصيص مبلغ 40 مليار دولار سنويا لصرفه بهذا الشأن، حيث أنه غالبا ما يموت الأطفال من أمراض يسهل علاجها.
وقال التقرير الذي نشر بهدف إطلاق حملة عالمية كبرى للتصدي لمعدل الوفيات لدى الأطفال الرضع، إن مليوني طفل يموتون كل عام في غضون 24 ساعة من ولادتهم، وأن نحو ما يقرب من تسعة ملايين توفوا في عام 2008 قبل بلوغهم سن الخامسة.
ووصفت المنظمة في تقريرها معدل الوفيات بأنه "إساءة معنوية"، وقالت إن العديد من الناس يبالغون إلى حد كبير بحجم الأموال التي يحتاج إليها لتحسين فرص بقاء الأطفال الصغار على قيد الحياة.
وقال توماس شاندي رئيس منظمة إنقاذ الطفولة في الهند، إن التغيير أمر ممكن بالفعل، إذا فهم الناس كيف أن الحد من وفاة الأطفال معقول وممكن فإن ذلك قد يشكل مفاجأة لهم.
وأضاف شاندي أن كل طفل بغض النظر عن المكان الذي ولد فيه أو عن هوية والديه، يستحق بشكل متساوي فرص البقاء على قيد الحياة، وقال إن لكل شخص مسؤولية أخلاقية للعمل والتحرك الآن.
وتشمل الأسباب الرئيسية للوفاة في المراحل الأولى من الحياة، سوء التغذية والالتهاب الرئوي والإسهال، وهي كلها أمراض يسهل علاجها كما أن علاجها لا يكلف الكثير.
وأكد التقرير أن الحلول المنخفضة التكلفة يمكن أن تقلل من وفيات المواليد الجديدة إلى أكثر من 70 بالمئة، إلا أن الاعتقاد العام السائد حول التكاليف قد حالت دون اتخاذ الحكومات تدابير بهذا الشأن، وفق ما خلص واضعو التقرير.
يذكر أن استطلاع منظمة إنقاذ الطفولة شمل أكثر من 15 ألف شخص من دول من بينها الهند وبريطانيا وايطاليا والصين وكينيا وامتد بين شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول، ووجد أن نصف هؤلاء كانوا يعتقدون أن كلفة إحداث تغيير كبير في معدل وفيات الأطفال قد تكون أقله 400 مليار دولار سنويا، أي أكثر من عشر مرات من الرقم الحقيقي.
ووجدت أبحاث جمعت من جمعيات خيرية من 14 دولة أن أرقام وفيات الأطفال في الهند كانت فائقة بشكل خاص، مع تسجيل 72 حالة وفاة لكل ألف ولادة، وهي أرقام مرتفعة أكثر من بنغلاديش الدولة المجاورة للهند.
ووجد التقرير أن أكثر من 400 ألف طفل هندي يموتون كل سنة من أمراض يمكن الوقاية منها في غضون 24 ساعة من ولادتهم.