تخفيف التوتر وممارسة التمارين الرياضية تساعد في خفضه
كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*
إبطاء معدل ضربات قلبك بممارسة التمارين الرياضية وتخفيف التوتر، قد يساعدك في التمتع بعمر أطول.
أغلب الزيارات إلى الطبيب تشمل فحص معدل ضربات القلب. وهذا القياس بسيط جدا، إذ يتم إجراؤه بضبط عدد دقات القلب قرب المعصم أو في طرف الأصابع، بواسطة إحدى المجسات. ومع ذلك فإنه لا يتم التعامل إلا بشكل قليل مع هذه المعلومات، إلا إذا كان معدل الضربات عاليا أو واطئا.
وذلك يبدو في طريقه إلى التغيير. فقد أخذ الخبراء يعيدون اكتشاف حقيقة أن معدل ضربات القلب السريع أثناء الراحة، له صلة بالشرايين التاجية المسدودة بالكولسترول، ألم الصدر، وقصر الأعمار. وهذا الاهتمام الجديد، ظهر فجأة مع ظهور أدوية جديدة تقلل من معدل ضربات القلب. وبهذا فإن وسائل فعالة لتقليل معدل ضربات القلب أصبحت في متناول اليد.
* معدل ضربات القلب
* إن معدل ضربات القلب يتغير من دقيقة لأخرى. فهو يعتمد على ما إن كنت منتصبا أو مستلقيا على ظهرك، متحركا أو جالسا ساكنا، متعرضا للتوتر أو مرتاح البال. فعندما تكون مرتاحا لفترة قليلة، يأخذ معدل الضربات في الاستقرار ـ وهذا هو معدل ضربات القلب أثناء الراحة. كما أن هذا المعدل يخضع للكثير من المؤثرات. فالجينات تلعب دورها، والشيخوخة تأخذ في تسريع معدل ضربات القلب. أما التمارين الرياضية فإنها تتوجه لخفضه ـ فراكب الدراجات لانس أرمسترونغ مثلا، لديه معدل ضربات القلب أثناء الراحة 32 نبضة في الدقيقة فقط، وهذا هو نحو نصف المعدل «الاعتيادي». والتوتر، والأدوية، والحالات المرضية تؤثر على معدل ضربات القلب أيضا.
إن افصل أوقات قياس معدل ضربات القلب أثناء الراحة، هو قبل نهوضك من الفراش. فتش عن موقع نبضة القلب في معصمك أو رقبتك، واحسب عدد النبضات في غضون 15 ثانية، واضرب النتيجة بـ4. وللبالغين فإن المعدل الطبيعي أثناء الراحة يتراوح بين 60 و100 ضربة في الدقيقة. أما معدل ضربات القلب أثناء الراحة الذي يزيد عن 100 فيسمى الخفقان (إسراع القلب) tachycardia، وهي كلمة من أصل إغريقي، مشتقة من tachys التي تعني المتسارع. والمعدل الذي يقل عن 60 يسمى «بطء القلب» bradycardia من كلمة bradys التي تعني الإبطاء. وكلتا الحالتين تتطلبان استشارة الطبيب، خصوصا إن كان المعدل سريعا جدا أو بطيئا جدا، ويصاحب بأعراض مثل الدوخة، انقطاع النفس، ألم الصدر، أو الإجهاد.
* النطاق الطبيعي
* وعموما، فإن معدل ضربات القلب البطيء أثناء الراحة، هو أفضل من السريع. وفي الأربعينات من القرن الماضي أظهر الباحثون أن الرجال الذين لديهم معدل سريع لضربات القلب، تظهر لديهم على الأغلب حالة ارتفاع ضغط الدم أكثر، مقارنة بالذين لديهم معدل بطيء منها. لماذا. لأن كل ضربة قلب تضخ الدم، تؤدي إلى إجهاد جدران الشرايين. وكلما زاد عدد الضربات كلما زاد الإجهاد. كما أن دقات القلب السريعة لا تمنح الشرايين التاجية (وهي الأوعية التي تغذي خلايا عضلة القلب) الوقت الكافي للامتلاء بالدم. وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى حالة من عدم التوازن بين احتياجات خلايا القلب من الأكسجين وبين قدرة القلب في تلبيتها.