آثار الإشعاعات الضارة لها عالية
كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»
[b][size=12]تشهد أجهزة التصوير الشعاعي الطبية رواجا متزايدا رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، وحتى الآن تظل الطريقة القديمة للمسح بأجهزة الأشعة السينية (أشعة إكس) معتمدة من قبل الأطباء الذين يدققون في أفلام تصوير الصدر، أو العظام المكسورة، أو أمراض الرئة.
إلا أن الأطباء الإخصائيين في الأشعة ـ الذين يتخصصون في تشخيص الحالات بعد دراستهم الصور الطبية ـ تتوافر لديهم اليوم وسائل كثيرة للنظر في أعماق جسم الإنسان. فالتصوير بجهاز الرنين (المرنان) المغناطيسي Magnetic resonance imaging (MRI) يقدم صورا رائعة للدماغ، والعمود الفقري، والأنسجة الطرية التي تقع حول المفاصل. أما التصوير المقطعي بانبعاثات (أشعة) البوزيترون Positron emission tomography (PET)، فيعتبر وسيلة ناشئة لرصد السرطان ولأي خلل أو تشوهات في المخ.
كما تضاعف تقريبا عدد المسوحات السنوية التي تجرى بواسطة الأشعة المقطعية Computed tomography (CT)، منذ نهاية التسعينات من القرن الماضي. وهو يبلغ الآن 60 مليون مسح في السنة.
* فن التشخيص
* لقد دفعت تقنيات التصوير هذه كلها «فن التشخيص» إلى مراحل أعلى في جوانبه الموضوعية، بعد أن زادت من سرعة التشخيص ودقته. كما أنها تؤدي أحيانا إلى الاقتصاد في النفقات، فقد أظهرت دراسة في مستشفى ماساشوستس العام التابع لجامعة هارفارد على سبيل المثال، أن المسح بالأشعة المقطعية للشرايين التاجية للأشخاص الذين أدخلوا في حالات إسعافية وهم يعانون من آلام في الصدر، قد يقود ـ مع الفحوصات الأخرى ـ إلى التأكد من أن آلامهم لم تنجم عن مرض في تلك الشرايين، ولذا يمكن إرسالهم إلى بيوتهم، بدلا من إدخالهم المستشفى وزيادة نفقات المستشفى.
إلا أن وجهة النظر الشائعة، خارج القطاع الطبي وداخله، تشير إلى أن نفقات الرعاية الصحية الأميركية قد خرجت عن حدودها، حيث إنه، ووفقا لبعض التقديرات، نحو 30 في المائة من المسوحات بالأشعة كانت غير ضرورية. وإن كان ذلك صحيحا حقا فإن بمقدور الأطباء الاقتصاد بمليارات الدولارات بالتوقف عن إجراء بعضها. إلا أن المشكلة تظل تحوم حول كيفية تقليص أعداد المسوحات من دون التأثير على التشخيص، وعلى مستوى تقديم الرعاية الصحية.
* مخاوف الإشعاع
* إن زيادة إجراء المسوحات بالأشعة المقطعية ليست مسألة مالية فحسب، بل إنها تتسبب أيضا في تعريض الجسم إلى الإشعاع كما هو الحال مع الأشعة السينية. والإشعاع قد يقود إلى حدوث السرطان. وقد قدر باحثون في جامعة كولومبيا عام 2007، أن نحو 2 في المائة من كل أنواع السرطان ـ أي ما يقرب من 29 ألف إصابة سرطانية سنويا ـ يمكن أن تعزى إلى الإشعاعات من أجهزة المسح بالأشعة المقطعية، إلا أن هذه تظل تقديرات مستندة إلى عدد كبير من الافتراضات، التي لا تزال تثير جدالا واسعا.
ومع ذلك فلا يوجد أدنى شك في أن تقليل الإشعاع، حيثما كان ذلك ممكنا، يمثل خطوة ذكية وحصيفة. ولذلك فقد أخذ بعض إخصائيي الأشعة في العمل على إيجاد توازن بين نوعية الصور وبين مقدار التعرض للإشعاع، إلا أن الجرعات القليلة من الإشعاع تقود إلى صور سيئة. ولكن وفي بعض الأحيان فإن تقليل عدد الصور قد يكون كافيا لإجراء التشخيص الدقيق، وتصمم أجهزة المسح بالأشعة المقطعية بتقنيات متطورة تسمح لمستخدميها تركيز المسح، وتكييفه مع حجم المريض.
ويواصل الدكتوران آرون سوديكسون ورامين خراساني في مستشفى بريغهام والنساء التابع لهارفارد، عملهما في برنامج طموح لتأمين السلامة من الإشعاع. وهما يقومان بالتعاون مع باحثين في مركز التصوير المستند إلى البراهين في المستشفى، على وضع قاعدة بيانات حول الإشعاع المتراكم لدى المرضى الذين يخضعون للمسح بالأشعة داخل المستشفى. وسوف يستخدمان هذه البيانات لتطوير «أداة لدعم القرارات» تحذر الأطباء عبر الكومبيوتر ـ مثلا بظهور نافذة صغيرة على الشاشة ـ عندما يطلبون إجراء تصوير بالأشعة المقطعية لمريض تراكمت لديه جرعات متتالية من الإشعاع بعد خضوعه سابقا لعمليات التصوير.
وكما يلاحظ الدكتور سوديكسون فإن خطر الإصابة بالسرطان الناجم عن الأشعة المقطعية لا يظهر بشكل متساوٍ لدى الجميع، ولذلك فإن إحدى الوسائل الفعالة لخفض خطر السرطان تتمثل في التركيز على عدد صغير من الأشخاص الذين تعرضوا أكثر من غيرهم إلى عشرات المسوحات بالأشعة المقطعية.
[/size][/b]
كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»
[b][size=12]تشهد أجهزة التصوير الشعاعي الطبية رواجا متزايدا رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، وحتى الآن تظل الطريقة القديمة للمسح بأجهزة الأشعة السينية (أشعة إكس) معتمدة من قبل الأطباء الذين يدققون في أفلام تصوير الصدر، أو العظام المكسورة، أو أمراض الرئة.
إلا أن الأطباء الإخصائيين في الأشعة ـ الذين يتخصصون في تشخيص الحالات بعد دراستهم الصور الطبية ـ تتوافر لديهم اليوم وسائل كثيرة للنظر في أعماق جسم الإنسان. فالتصوير بجهاز الرنين (المرنان) المغناطيسي Magnetic resonance imaging (MRI) يقدم صورا رائعة للدماغ، والعمود الفقري، والأنسجة الطرية التي تقع حول المفاصل. أما التصوير المقطعي بانبعاثات (أشعة) البوزيترون Positron emission tomography (PET)، فيعتبر وسيلة ناشئة لرصد السرطان ولأي خلل أو تشوهات في المخ.
كما تضاعف تقريبا عدد المسوحات السنوية التي تجرى بواسطة الأشعة المقطعية Computed tomography (CT)، منذ نهاية التسعينات من القرن الماضي. وهو يبلغ الآن 60 مليون مسح في السنة.
* فن التشخيص
* لقد دفعت تقنيات التصوير هذه كلها «فن التشخيص» إلى مراحل أعلى في جوانبه الموضوعية، بعد أن زادت من سرعة التشخيص ودقته. كما أنها تؤدي أحيانا إلى الاقتصاد في النفقات، فقد أظهرت دراسة في مستشفى ماساشوستس العام التابع لجامعة هارفارد على سبيل المثال، أن المسح بالأشعة المقطعية للشرايين التاجية للأشخاص الذين أدخلوا في حالات إسعافية وهم يعانون من آلام في الصدر، قد يقود ـ مع الفحوصات الأخرى ـ إلى التأكد من أن آلامهم لم تنجم عن مرض في تلك الشرايين، ولذا يمكن إرسالهم إلى بيوتهم، بدلا من إدخالهم المستشفى وزيادة نفقات المستشفى.
إلا أن وجهة النظر الشائعة، خارج القطاع الطبي وداخله، تشير إلى أن نفقات الرعاية الصحية الأميركية قد خرجت عن حدودها، حيث إنه، ووفقا لبعض التقديرات، نحو 30 في المائة من المسوحات بالأشعة كانت غير ضرورية. وإن كان ذلك صحيحا حقا فإن بمقدور الأطباء الاقتصاد بمليارات الدولارات بالتوقف عن إجراء بعضها. إلا أن المشكلة تظل تحوم حول كيفية تقليص أعداد المسوحات من دون التأثير على التشخيص، وعلى مستوى تقديم الرعاية الصحية.
* مخاوف الإشعاع
* إن زيادة إجراء المسوحات بالأشعة المقطعية ليست مسألة مالية فحسب، بل إنها تتسبب أيضا في تعريض الجسم إلى الإشعاع كما هو الحال مع الأشعة السينية. والإشعاع قد يقود إلى حدوث السرطان. وقد قدر باحثون في جامعة كولومبيا عام 2007، أن نحو 2 في المائة من كل أنواع السرطان ـ أي ما يقرب من 29 ألف إصابة سرطانية سنويا ـ يمكن أن تعزى إلى الإشعاعات من أجهزة المسح بالأشعة المقطعية، إلا أن هذه تظل تقديرات مستندة إلى عدد كبير من الافتراضات، التي لا تزال تثير جدالا واسعا.
ومع ذلك فلا يوجد أدنى شك في أن تقليل الإشعاع، حيثما كان ذلك ممكنا، يمثل خطوة ذكية وحصيفة. ولذلك فقد أخذ بعض إخصائيي الأشعة في العمل على إيجاد توازن بين نوعية الصور وبين مقدار التعرض للإشعاع، إلا أن الجرعات القليلة من الإشعاع تقود إلى صور سيئة. ولكن وفي بعض الأحيان فإن تقليل عدد الصور قد يكون كافيا لإجراء التشخيص الدقيق، وتصمم أجهزة المسح بالأشعة المقطعية بتقنيات متطورة تسمح لمستخدميها تركيز المسح، وتكييفه مع حجم المريض.
ويواصل الدكتوران آرون سوديكسون ورامين خراساني في مستشفى بريغهام والنساء التابع لهارفارد، عملهما في برنامج طموح لتأمين السلامة من الإشعاع. وهما يقومان بالتعاون مع باحثين في مركز التصوير المستند إلى البراهين في المستشفى، على وضع قاعدة بيانات حول الإشعاع المتراكم لدى المرضى الذين يخضعون للمسح بالأشعة داخل المستشفى. وسوف يستخدمان هذه البيانات لتطوير «أداة لدعم القرارات» تحذر الأطباء عبر الكومبيوتر ـ مثلا بظهور نافذة صغيرة على الشاشة ـ عندما يطلبون إجراء تصوير بالأشعة المقطعية لمريض تراكمت لديه جرعات متتالية من الإشعاع بعد خضوعه سابقا لعمليات التصوير.
وكما يلاحظ الدكتور سوديكسون فإن خطر الإصابة بالسرطان الناجم عن الأشعة المقطعية لا يظهر بشكل متساوٍ لدى الجميع، ولذلك فإن إحدى الوسائل الفعالة لخفض خطر السرطان تتمثل في التركيز على عدد صغير من الأشخاص الذين تعرضوا أكثر من غيرهم إلى عشرات المسوحات بالأشعة المقطعية.
[/size][/b]