أطلقت الوكالة الأميركية للفضاء "ناسا" الخميس، لقطات فيديو مرممة لرحلة Apollo 11، التي شهدت نزول أول رجل على القمر عام 1969، والتي تحمل أوضح مشاهد حتى الآن للرحلة التي غيّرت وجه التاريخ، وذلك بعد سلسلة طويلة من المزاعم التي شككت بأن الرحلة جرت أصلاً.
وأشارت "ناسا"، في بيان لها، إلى أن المشاهد التي أطلقت قبيل أربعة أيام من الاحتفال بمرور 40 سنة على الرحلة، هي ضمن مشروع أكبر لترميم 15 لحظة حاسمة في المهمة التي خلدها التاريخ.
وكانت قد عرضت اللقطات الجديدة على موقع "ناسا" الإلكتروني، والتي يظهر فيها رائدا الفضاء، نيل أرمسترونغ، 78 عاماً الآن، و"بز" ألدارين، 79 عاماً، وهما يطآن القمر لأول مرة في تاريخ البشرية، إضافة إلى لقطات يظهر فيها الرائدان وهما ينزلان على سلم ليصلا إلى سطح القمر.
ويظهر في لقطة أخرى أرمسترونغ وهو يقرأ لوحة تذكارية على سفينة Apollo11 والتي يقول فيها "هنا قام رجال من كوكب الأرض بالنزل لأول مرة على القمر - يوليو/ تموز 1969."
وذكر مراقبون أن اللقطات المصورة الجديدة أوضح بما لا يقاس من الصور المشوشة التي شاهدها الناس على التلفاز وقت الرحلة، رغم أنها ليست واضحة كثيراً هي بدورها.
وكان أحد مسؤولي "ناسا" قد ذكر أن اللقطات المصورة التي التقطها رواد الرحلة، والتي أرسلت إلى كوكب الأرض كانت قد فُقدت، خصوصاً وأن الكاميرا التي التقطتها قد نُسيت على سطح القمر.
ووسط هذه المعطيات سعى الفريق العامل على المشروع، إلى الحصول على شرائط لأفضل لقطات تم بثها على التلفزيون، مستعينين بشركة "روي ديجيتال" الأميركية المتخصصة بترميم الأفلام الهوليودية القديمة، بحسب مارك هيس رئيس قسم العلاقات العامة بمركز غودار الفضائي لولاية ميريلاند.
وقال هيس" لقد حصلنا على أفضل لقطات الفيديو التي تمكنا من العثور عليها من جميع المصادر، وقد تفاوتت جودتها بشكل كبير للغاية."
ذكر هيس إن أحد المصادر التي استخدمها العاملون على المشروع هو لقطات، لم يشاهدها أحد منذ 36 سنة، كانت مخبأة في قبو مركز جونسون الفضائي التابع لناسا. وبيّن هيس أن ناسا ستقوم بالانتهاء من مشروعها لإبراز رحلة النزول على القمر، بحلول شهر سبتمبر/ أيلول القادم.
ومن ناحية مغايرة تماماً، كانت العديد من الجهات قد رأت أن رحلة Apollo11 هي قصة مفبركة، زاعمةً أن "ناسا" قامت باختلاقها في إطار التنافس التكنولوجي مع الاتحاد السوفييتي السابق، خصوصاً بعد أن تمكن الأخير من إرسال أول رحلة فضائية يطير فيها إنسان، يوري غاغارين، إلى الفضاء والدوران حول الأرض عام 1961.
وأشار إحصاء أجرته منظمة "غالوب" عام 1999، إلى أن ستة في المائة من الأمريكيين شككوا بأن تكون رحلة Apollo11 هي رحلة حقيقية، في الوقت الذي أيد هذا الرأي 25 في المائة من البريطانيين، الذين استجوبتهم مجلة "إنجنيرينغ آند تكنولوجي" حول نفس المسألة.
وكانت قناة فوكس التلفزيونية الأميركية قد عرضت فيلماً وثائقياً بعنوان "نظرية المؤامرة: هل نزلنا فعلاً على القمر؟"، والذي أشار إلى عدة تناقضات في الصور التي عرضها التلفزيون الأميركي عن الرحلة.
ومن تلك الصور، تداخل خيالات رواد الفضاء بدلاً من أن تكون متوازية مما يشي بوجود مصدر غير طبيعي للضوء، أي كأن هذه اللقطات مصورة في أستوديو، إضافة إلى رفرفة العلم الأمريكي على سطح القمر نظراً لتعرضه لنسمة هوائية، رغم أنه من المثبت علمياً أنه لا يوجد هواء على القمر.