أجرى علماء ألمان بنجاح أول اختبار طيران لطائرة تعمل بالوقود الهيدروجيني، وهي طائرة "أنتاريس"، التي حلقت في أجواء هامبورج أمام الجمهور في عرض استغرق 10 دقائق.
وهذه هي المرة الأولى التي تحلق فيها طائرة يقودها طيار وتعمل بالوقود الهيدروجيني فقط.
وقام بتطوير الطائرة المركز الألماني للملاحة الجوية والفضائية "DLR" بالتعاون مع شركة إيرباص وشركة لانجه أفيشن وشركة BASF لخلايا الوقود الهيدروجيني وشركة سيرينجري الدنمركية. واستمر تطويرها وصناعتها 15 شهراً.
وحضر العرض في هامبورج باحثون في علوم الطيران وعمدة مدينة هامبورج أوليه فون بويست.
وأسر الطيار أكسل لانجه، المدير التنفيذي لشركة لانجه المشاركة في تطوير الطائرة، جميع الحاضرين بعرضه الذي لم يعبه سوى أنه كان قصيرا.
يبلغ طول الطائرة "أنتاريس" 20 مترا وتعتمد على دفع المحرك والشراع في نفس الوقت.
ولا تطير الطائرة الخفيفة بمحرك تقليدي أو توربيني ولكن بقوة الكهرباء، إذ توفر خلية وقود هيدروجيني بقوة 25 كيلووات موجودة في أحد جناحي الطائرة، الطاقة المطلوبة لتمكينها من التحليق في الهواء.
كما تنتج هذه الخلية ما يكفي من الطاقة لإقلاع هذه الطائرة وتحليقها دون الاستعانة بأي مساعدة خارجية من خلال تفاعل كيميائي محسوب بين الهيدروجين والأكسجين.
وتستطيع الطائرة "أنتاريس" مغادرة الأرض بسرعة 95 كيلومتر/ساعة والتحليق في الهواء بمتوسط 115 كيلومتر/ساعة، وتبلغ السرعة القصوى للطائرة 170 كيلومتر/ساعة.
وتم تجربة هذه الطائرة ذات التقنية الفائقة لأول مرة في الـ19 من مايو/أيار الماضي في ألمانيا، وكانت هذه التجربة تمهيدا للعرض الرسمي الذي تم في هامبورج مطلع هذا الأسبوع.
غير أن البروفيسور هانز موللر شتاينهاجن، مدير المعهد الألماني للملاحة الجوية والفضائية حذر من تعليق آمال عريضة على هذه الطائرة في الوقت الحالي مؤكدا أن العلماء ما زالوا في بداية تقنية جديدة.
ولكن البروفيسور أشار في الوقت ذاته إلى أن الخلايا الهيدروجينية مرحب بها كجهاز لتوليد الطاقة ويمكن أن تشغل الأجهزة الإلكترونية بالطائرات الضخمة وتمد هذه الطائرات بالكهرباء اللازمة وليس من الممكن استخدامها حاليا في أكثر من ذلك على حد تعبيره.
يذكر أن تطوير طائرة مثل "أنتاريس" يعتبر نقلة هائلة في عالم الطيران ينتظر أن تتبعها خطوات أوسع في طريق تطوير طائرات لا ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون.