طرازان جديدان من «نيكون» و«كانون» يمهدان الطريق إلىانتشارها
كاميرا «كانون باور شوت اس اكس 1» (إلى اليسار) وكاميرا «نيكون دي 5000» (نيويورك تايمز)
نيويورك: ديفيد بوغ
* قد يكون علم الفيزياء أحيانا غير مستحب فبعض قوانينه الطبيعية وأحكامه تثقل علينا، وتذيب الغطاء الثلجي للقطبين، وتتآمر علينا في أمور أخرى كثيرة. وتشرح لنا الفيزياء أيضا لماذا لا نستطيع التقاط صور احترافية ذات جودة عالية بواسطة كاميرا صغيرة. فالصور الكبيرة الجميلة البراقة تتطلب مجسات أو مستشعرات وعدسات كبيرة لتشع على الشرائح الالكترونية. لذلك فنحن محكومون بفئتين من الكاميرات: الجيبية منها التي تلتقط صورا معقولة متواضعة، والكاميرات الكبيرة الثقيلة السوداء (إس. إل. آر SLR)، أي بـ«نظام العدسة العاكسة»، التي تلتقط صورا مذهلة، غير أنها تتطلب شريطا يتدلى من العنق لتعليقها، أو الأفضل عربة دفع لحملها. ولكون طرفي المعادلة هذه يزخران بنماذج كثيرة من الكاميرات، فإن المنتجين يتشوقون إلى إنتاج نماذج جديدة آملين في العثور على أسواق جديدة. لذلك تتجه شركتا «نيكون» و«كانون» نحو فئة من نماذج الكاميرات، توجد بالكاد في الأسواق، تتوسط الفئتين، ولندعوها الـ« إس. إل. آر» الصغيرة.
* كاميرات جديدة
* كاميرا «نيكون» الجديدة «دي 5000» (850 دولارا مع العدسات) وكاميرا «كانون باور شوت» SX1 IS 600 دولار تشبهان بعضهما بعضا جدا. فهيكلاهما متماثلان في الشكل والحجم تماما، مثل كاميرات «إس. إل. آر» الصغيرة، كما أنهما من الوزن ذاته، أي نحو 1.5 رطل انجليزي (الرطل نحو 453 غراما). وبمقدور كل كاميرا منهما التقاط فيديو عالي التحديد، كما أنهما مزودتان بآلية HDMI لوصلهما بجهاز تلفزيون عالي التحديد والوضوح. وكلتا الكاميرتين مزودتان بشاشة تندفع إلى الخارج وتتحرك على محور دوار في ظهر الجهاز. ومثل هذه المزية تتيح لك التصوير بزوايا عالية ومنخفضة وجانبية، من دون أن نأتي على ذكر التقاط صور للشخص الذي يصور ذاته. لكن هذه الشاشة التي تندفع إلى الخارج من شأنها أن تزيح الكاميرا السوداء الكبيرة بعيدا عن وجهك، وبذلك تحصل على تعبيرات طبيعية مرتاحة وأفضل من الأشخاص الذين تصورهم، لا سيما الشباب منهم.
وعلى الرغم من أوجه التشابه هذه فإن هذه الكاميرات تقترب من وسط طرفين متضادين. وكانت «نيكون» قد جربت ان تحول كاميرا «إس. إل. آر» متوفرة حاليا، إلى سلعة استهلاكية، في حين جربت «كانون» ان تحول كاميرا استهلاكية عادية إلى «إس. إل. آر».
* كاميرا «نيكون»
* كاميرا «نيكون دي 5000» D5000 هي كاميرا «إس. إل. آر» حقيقية، إذ تستخدم عدسات يمكن تغييرها، كما أن منظار العين يسمح لك النظر عبر العدسات ذاتها، وهي مزودة بمستشعر ضوئي كبير داخلها، كما انها خالية من تقنيات التلكؤ الزمني في عمل المصراع الذي يحدث عادة بعد كبس الزر.
وإذا ما قرأت في الواقع كتاب المواصفات فقد تظن ان كاميرا «دي 5000» هي كاميرا «نيكون» «دي 90» الاكثر تطورا والاعلى سعرا (1150 دولارا مع العدسات)، مع وجود المستشعر في داخلها. أي ان المواصفات وأغلبية المميزات هي ذاتها في الكاميرتين.
وكاميرا «دي 5000» مزودة بالمستشعر المتميز ذاته بوضوح 12.3 ميغابيكسيل، وبآلية الارتجاج ذاتها للمستشعر للتخلص من الغبار العالق، وبالنظام الاوتوماتيكي ذاته المؤلف من 11 نقطة لتركيز البؤرة، مما يجعل من السهل تركيب اللقطات المركزة. وهي مزودة حتى بمعدل السرعة ذاتها لالتقاط الصور (4.5 لقطة في الثانية) الذي هو امر مذهل، لا لتصوير الأحداث الرياضية والنشاطات الأخرى فحسب، بل لالتقاط تعبيرات الوجه المختلفة ايضا.
و«دي 5000» شأنها شأن غالبية كاميرات «إس. إل. آر» هذه الايام مزودة بنمط «الرؤية الحية» Live View التي تجعل التركيز أكثر بطئا، ولكن هذا يعني أيضا إمكانية تأطير الصور عن طريق استخدام الشاشة اذا رغبت، بدلا من الإمساك بالكاميرا قرب عينيك. و«دي 90» كانت أولى كاميرات الفيديو «إس. إل. آر»، مما يعني ان «دي 5000» قد ورثت مزية التحديد العالي أيضا.
ولكن هنا تتخبط الامور. فقد قامت «نيكون» بوضع جميع الميزات الخاصة بالمحترفين في كاميرا صغيرة خفيفة الوزن مصممة للهواة. ومثال على ذلك فان الكاميرا الجديدة هذه معبأة بأنماط من المناظر والمشاهد التي تبسط الأمور وتجعلها أقل تحديا للهواة والمبتدئين في التصوير. فهناك مشاهد مضبطة سلفا لغروب الشمس، والحيوانات الأليفة، والشواطئ، وأماكن التزلج، كل واحدة منها بصورة تعرض كعينة على الشاشة. أما على صعيد طرز «نيكون» الأخيرة من الجانب الرخيص، فإن «دي 5000» تجعل من التصوير عملية أكثر سهولة على الفهم عن طريق عرض مرئي لفتحة العدسات الفعلية في الداخل، وهي تنفتح وتتقلص. وتقوم الشاشة أيضا بتبيان سرعة المصراع بالكسور مثل 1/25، بدلا من 25 التي تظهر عادة على غالبية شاشات «إس. إل. آر». وجهاز «دي 5000» بعبارة أخرى مزيج من جانبي الكاميرات العالية النوعية والمتدنية نسبيا بحيث إن «نيكون» طلبت رأيي حول كيفية تسمية هذا النوع. واليكم اقتراحي بهذا الخصوص: انها كاميرا للمحترفين مشيدة داخل جسم لكاميرا خاصة بالمستهلكين.
وبعض النقاط المضيئة في «دي 90» مفقودة في «دي 5000»، مما يفقدك القدرة على استخدام بعض عدسات «نيكون» القديمة. كما ان البطارية صغيرة تكفي شحنتها لـ510 لقطات فقط، بدلا من 850، كما انها لا تتفاعل مع ملحقات الضوء الكشاف التي تعمل لاسلكيا.
بيد ان هناك بعض الامور المرضية وهي ان هناك نمطا مخمّدا لصوت المصراع، كما ان التركيز قبل التقاط الصور المتحركة (الفيديو) هي عملية سريعة، على الرغم من عدم امكانية تغيير التركيز اثناء القيام بالتصوير بالصور المتحركة. والمزية الكبيرة هنا ان كاميرا «دي 5000» تنتج صورا سريعة نقية مذهلة في جميع احوال الاضاءة. وهي مزودة بذات التجهيزات الداخلية المكلفة التي تملكها كاميرات الجانب العالي من «نيكون»، ولكن ضمن جسم صغير متين جميل التصميم وصديق للبيئة.
عدل سابقا من قبل استاذ شيركو في الأحد يونيو 07, 2009 12:05 am عدل 2 مرات