أظهرت أعمال باحثين أميركيين أن بشرة الإنسان تضم نظاما بيئيا بكتيريا غنيا ومتنوعا جدا، وأمل الباحثون في خلاصة أعمالهم التي نشرت في مجلة Science بوضع أسس جديدة لمعالجة مشاكل الجلد.
وأوضح الباحثون أن البشرة، وهي خط الدفاع الأول ضد الالتهابات والجروح، تعتمد على توازن دقيق بين الخلايا التي تتشكل منها ملايين البكتيريا والجراثيم الأخرى التي تعيش على سطحها.
ودرست المعاهد الوطنية الأميركية للصحة مجموع جينومات البكتيريا لبشرة الإنسان عبر تفكيك الحمض الريبي النووي للأجسام الصغيرة الموجودة عليها مكتشفين تنوعا لم يكونوا يتصورونه واخذ الباحثون عينات من الجلد من عشرين مكانا مختلفا من الجسم من عشرة متطوعين في صحة جيدة.
وأوضحت تانيا تورنر من المعهد الوطني للسرطان المشاركة في البحث أن الفريق اختار أماكن من الجلد لها استعداد لبعض المشاكل الجلدية ويشتبه في أن البكتيريا تلعب دورا نشطا فيها.
وأكدت الدكتورة اليزابيث غرايس من المعهد الوطني للأبحاث على الجينوم البشري أن نتائج هذه الأعمال تظهر أن بشرة الإنسان تحتوي حياة جرثومية غنية ومتنوعة قد يكون لها دور كبير في صحة الإنسان.
وشددت جوليا سيغري من المعهد الوطني للأبحاث حول الجينوم البشري على أن أبحاثهم وضعت الأسس الرئيسية للباحثين الذين يحاولون تطوير استراتيجيات جديدة أو اقله أفضل لمعالجة أمراض الجلد والوقاية منها.
وأملت أن يؤدي هذا التقدم إلى تسريع الجهود لفهم تعقيدات العوامل الجينية والبيئية المسؤولة عن أمراض مثل اكزيما والصداف وحب الشباب ومقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية والكثير من الأمراض التي تطال البشرة.
ودرس الباحثون كذلك عدة ثوابت مكتشفين تغيرات كثيرة في أنواع عدة من البكتيريا وفقا لموقعها على الجسم. وموقعها على الجسم هو العامل الأول للتنوع. والتنوع الأكبر المسجل هو على الساعد مع ما معدله 44 نوعا مختلفا من البكتيريا والجراثيم، أما المناطق التي فيها العدد الأقل بحدود 19 نوعا فهي وراء الإذنين.
وحدد الباحثون ثلاثة أنواع من البيئات الفرعية البكتيرية على الجسم، إحداها زيتية، والأخرى رطبة والأخيرة جافة.