تطبيقات خدمة «ري كول» يمكن وضعها في الهواتف الجوالة
تحفز ذاكرة الأشخاص في الزمان والمكان المناسبين
لندن: «الشرق الأوسط»
لكي تتذكر أمرا مهما، قد يتطلب منك ذلك وضع رباط مطاطي حول أصبعك، أو تدوين ملاحظة ووضعها في مكان تراه، أو ترك رسالة صوتية مسجلة. ولقرون من الزمن خرج الناس بأفكار وأساليب متعددة لتعزيز ذاكرتهم، ومع ذلك فإن من السهل جدا وقوع النسيان.
لكن شركة جديدة ناشئة تدعى «ري كول» ReQall مقرها «موفيت فيلد» في ولاية كاليفورنيا الأميركية، أطلقت الشهر الماضي خدمة مصممة لتحفيز ذاكرة الأشخاص الذين يستخدمون الكومبيوتر، في أي وقت من الأوقات المحددة.
وكانت شركة «ري كول» تقدم سلفا خدمة هاتفية مجانية. فعن طريق الاتصال برقم مجاني يمكن للشخص المعني تسجيل ملاحظة، أو كلمات تذكير، أو تاريخ موعد مهم، ليقوم برنامج للتعرف على الأصوات بتحليل كل رسالة محولا إياها إلى نوع من ملاحظات التذكير. وتقوم الخدمة بإصدار تذكيرات بين وقت وآخر عبر البريد الإلكتروني، أو الرسائل الفورية، أو الملخصات اليومية الخاصة بالمواعيد. ويمكن للمستخدمين أيضا الدخول إلى ملاحظات التذكير الخاصة بهم هذه على الشبكة وتعديلها إن شاءوا.
أما النسخة الجديدة من هذا البرنامج الذي يدعى «ري كول برو» الذي أطلق أخيرا، فيركز على إصدار مثل هذه التذكيرات في المكان المناسب في الوقت المناسب. وهو يعمل على هواتف «آي فون» و«بلاك بيري» مستخدما المعلومات الخاصة بالمكان التي جرى جمعها بواسطة هذه الأجهزة، فضلا عن المعلومات التي يجري الحصول عليها من محتويات كل مذكرة بغية تحفيز ذاكرة المستخدم في الزمان والمكان المطلوبين. ونقلت مجلة «تكنولوجي ريفيو» الإلكترونية الأميركية عن سونيل فيميوري المؤسس المشارك لشركة «ري كول»: «إننا نعتقد أن بإمكان أجهزة الكومبيوتر مساعدتنا في مشكلاتنا اليومية، وبالتالي تنظيمها».
ويقوم برنامج «محفز الذاكرة» في «ري كول برو» بتقرير كيفية إصدار مذكرات تذكير إلى المستخدمين. وهو يقوم بتحليل الكلمات الأساسية التي تشكل مفاتيح على المذكرات التي يدخلها المستخدم في محاولة للربط بين المعلومات السديدة التي لها علاقة.
ومثال على ذلك، إذا اقترب موعد اجتماعك مع شخص يسمى جون داو يقوم «ري كول» بتقديم بنود مخزنة أخرى للمستخدم لها علاقة بجون داو هذا. كما يتلقى المستخدم أوتوماتيكيا مذكرات تذكير لدى وصوله إلى أماكن معينة، ومثال على ذلك تلقيه لائحة بالمواد المطلوبة من محل البقالة لدى وصوله إلى هذا المكان. ويوضح فيميوري أن النظام يحاول أيضا تفادي إغراق المستخدم عن طريق الانتباه إلى عدد الملاحظات التي قام المستخدم بتخزينها، وبالتالي جعل عدد التذكيرات تناسب ذلك. كذلك تحاول الخدمة هذه أيضا تعديل سلوك المستخدم عن طريق إصدار عدد محدود من التذكيرات هذه في الأماكن التي يزورها المستخدم عادة بكثرة.
وكانت هذه الفكرة قد خطرت لفيميوري بعد إجرائه أبحاثا تتعلق بشهادة الدكتوراه التي كان يعد لها، التي شملت تسجيل كل الأمور التي تتعلق بحياته لسنوات عدة. لكنه يمزح قائلا: «لا أنصح أحدا بالقيام بذلك أبدا، فهناك كثير من التفاصيل من دون الحصول على الكثير مقابل ذلك». لكنه ركز منذ ذلك الحين على مساعدة المستخدمين على تخزين المعلومات المهمة بصورة أسهل كثيرا، ومن ثم معرفة أفضل السبل لترشيحها وتنقيتها».
ويقول مايكل كينغ مدير الأبحاث في «غارتنر» المتخصص في تقنيات اللاسلكي إنه معجب جدا بتركيز «ري كول» على المحتويات. وتابع «لم أر أبدا مثل هذا العمل الذي ينطوي على استحواذ بعض النواحي المختلفة من سياق الأمور، وبالتالي توظيفها في تطبيق واحد». وأضاف أنه قد يكون لأبعاد هذا التطبيق فوائد أكثر، ومثال على ذلك أنه بدلا من تذكير المستخدم بموعد شراء التذاكر، فقد يكون بإمكانه، أي التطبيق هذا، القيام بعملية الشراء من تلقاء ذاته.
وعلاوة على تقنية تحفيز الذاكرة يشمل تطبيق «ري كول برو» التكامل مع «أوتلوك»، و«غوغل كاليندر» (تقويم غوغل). وتكلف خدمة «ري كول برو» هذه نحو 2.99 دولارا شهريا، أو 24.99 دولارا سنويا، لكن الخدمة العادية ستستمر مجانية، ولكنها قد تشتمل على الإعلانات مستقبلا.