حاجتنا للدين أم حاجة الدين لنا؟!
يقول الله تعالى: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا.." ويقول تعالى: "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي"ويقول تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".. وفي الحديث: "ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وأهله وذلاً يذل به الكفر وأهله ".
في هذه النصوص دلالة قاطعة على رسوخ هذا الدين وانتشاره وظهوره، وأن الغلبة له ولأتباعه، وأنه الدين الذي سيسود العالم بمبادئه وقيمه العالية، ولن يستطيع أحد أن يقف في وجهه أو يعطل مسيرته، وهذه حقيقة لا يخالجنا شك فيها ولا تردد في صدقها، بل نصدقها ونؤمن بها، ونشهد بها، كما نشهد على الشمس في رابعة النهار.
ولكن عند الحديث عن تلك الحقيقة تتقافز في الذهن صور تاريخية ومشاهد حالية وترتسم أمام العين تلك الصور حول تراجع مدّ هذا الدين وانحسار دولته وما يتعرض له حالياً من هجمة شرسة من أطراف متعددة يوشك أن ينطبق عليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" ، فمن الحروب العسكرية المباشرة والتدخلات السافرة، والهجمات المنظمة، عبر المنظمات الدولية ومحاولتها تغيير المفاهيم واستبعاد الدين، إلى استخدام وسائل الإعلام ونشر الأفلام واستكتاب الأقلام، كل ذلك محاولة من أعداء هذا الدين لكبح جماحه وإيقاف مده، ولكن أنّى لهم ذلك وهم يعلمون أنهم لن يستطيعوا، فكل الدلائل التاريخية والمشاهدات الواقعية تسير عكس ما يخططون، وتنطلق خلاف ما يريدون، بل إنّ جهودهم كلها تصب في مصلحة التعريف بهذا الدين من حيث لا يشعرون، وقد صدق الله إذ يقول: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون".
إن هذه الآية مع آيات أخرى كثيرة تبعث في نفس المسلم روح الأمل، وتضع البلسم على جروح الألم تجاه واقع المسلمين اليوم، وهو يرى حجم الإنفاق العالمي على محاولات تمييع الإسلام وتحييده بين المسلمين ليتخلوا عنه، وتشويه صورته أمام غير المسلمين لينفروا منه.
إنّ تلك المحاولات ممن يكن العداء للإسلام وأهله هي سنة من سنن الله في الأرض، وهي سنة التدافع بين الحق والباطل "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين". إنّ هذه السنة باقية نافعة و"ليميز الله الخبيث من الطيب" إنها من فضل الله ورحمته على البشرية ليعرفوا أين يجدون مصلحتهم، إذا لم يؤمنوا بالوحي ولم تنفعهم الموعظة ولم يستطيعوا إدراكها بعقولهم، فإنّ هناك طرقاً أخرى تدركها عقولهم إذا رأوا الأمر عياناً بينهم، ورأوا أنّ كل الجهود التي تبذل لإطفاء نور الإسلام تزيد من بريقه ليكتمل نوره، وتحقيقاً لوعد الله: "والله متم نوره ولو كره الكافرون".
إذا كان هذا هو الحال، والغلبة لهذا الدين في كل الأحوال وعداً من الله حقاً وصدقاً، فلماذا يعمل العاملون لنصرته والذب عن حياضه؟ لماذا تُزهق الأرواح في سبيل نشره، وتسطر الصفحات بذكره؟ لماذا؟ ولماذا؟.. لأننا نحن الذين بحاجة له لتستقيم حياتنا الدنيا والآخرة.
إنّ الله قد تكفل بنصرة هذا الدين، وجعل لذلك أسباباً ورتب عليها نتائج، فمن أخذ بتلك الأسباب تحققت له تلك النتائج.
إنّ قافلة الدين في البر سائرة، وسفينه في البحر ماخرة، ورسالته في أجواء الكون عابرة، كلها تطلب للناس النجاة، فمن تعلق بها نجا ووصل بسلام، وإلا تاه في صحاري الكفر المقفرة، أو صارع أمواج الكفر المتلاطمة، أو خر من السماء فهوت به الريح في مكان سحيق، فحينئذ لا تسأل عنه كيف هلك، ولا أين هلك، ولكن اسأل من نجا : كيف نجا: "من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها".
إننا بحاجة للعمل لهذا الدين لننجوا بأنفسنا، لا أن ننجي هذا الدين، ليسأل كل واحد منا ماذا قدمت لهذا الدين؟ ماذا عملت لنصرته؟ وليسأل مرة أخرى ماذا قدم لي هذا الدين في الدنيا؟ وماذا سيقدم لي في الآخرة؟ وماذا قدم للبشرية جميعاً؟.
ولنر من الذي قدمّ ويقدم للآخر أكثر.. لنعرف من هو المحتاج للآخر فعلاً؟ ومن هو المستغني عن الآخر؟
<table width="100%" border=0><tr><td align=middle> </TD></TR> <tr><td class=imgtitle align=middle></TD></TR></TABLE> |
يقول الله تعالى: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا.." ويقول تعالى: "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي"ويقول تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".. وفي الحديث: "ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وأهله وذلاً يذل به الكفر وأهله ".
في هذه النصوص دلالة قاطعة على رسوخ هذا الدين وانتشاره وظهوره، وأن الغلبة له ولأتباعه، وأنه الدين الذي سيسود العالم بمبادئه وقيمه العالية، ولن يستطيع أحد أن يقف في وجهه أو يعطل مسيرته، وهذه حقيقة لا يخالجنا شك فيها ولا تردد في صدقها، بل نصدقها ونؤمن بها، ونشهد بها، كما نشهد على الشمس في رابعة النهار.
ولكن عند الحديث عن تلك الحقيقة تتقافز في الذهن صور تاريخية ومشاهد حالية وترتسم أمام العين تلك الصور حول تراجع مدّ هذا الدين وانحسار دولته وما يتعرض له حالياً من هجمة شرسة من أطراف متعددة يوشك أن ينطبق عليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" ، فمن الحروب العسكرية المباشرة والتدخلات السافرة، والهجمات المنظمة، عبر المنظمات الدولية ومحاولتها تغيير المفاهيم واستبعاد الدين، إلى استخدام وسائل الإعلام ونشر الأفلام واستكتاب الأقلام، كل ذلك محاولة من أعداء هذا الدين لكبح جماحه وإيقاف مده، ولكن أنّى لهم ذلك وهم يعلمون أنهم لن يستطيعوا، فكل الدلائل التاريخية والمشاهدات الواقعية تسير عكس ما يخططون، وتنطلق خلاف ما يريدون، بل إنّ جهودهم كلها تصب في مصلحة التعريف بهذا الدين من حيث لا يشعرون، وقد صدق الله إذ يقول: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون".
إن هذه الآية مع آيات أخرى كثيرة تبعث في نفس المسلم روح الأمل، وتضع البلسم على جروح الألم تجاه واقع المسلمين اليوم، وهو يرى حجم الإنفاق العالمي على محاولات تمييع الإسلام وتحييده بين المسلمين ليتخلوا عنه، وتشويه صورته أمام غير المسلمين لينفروا منه.
إنّ تلك المحاولات ممن يكن العداء للإسلام وأهله هي سنة من سنن الله في الأرض، وهي سنة التدافع بين الحق والباطل "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين". إنّ هذه السنة باقية نافعة و"ليميز الله الخبيث من الطيب" إنها من فضل الله ورحمته على البشرية ليعرفوا أين يجدون مصلحتهم، إذا لم يؤمنوا بالوحي ولم تنفعهم الموعظة ولم يستطيعوا إدراكها بعقولهم، فإنّ هناك طرقاً أخرى تدركها عقولهم إذا رأوا الأمر عياناً بينهم، ورأوا أنّ كل الجهود التي تبذل لإطفاء نور الإسلام تزيد من بريقه ليكتمل نوره، وتحقيقاً لوعد الله: "والله متم نوره ولو كره الكافرون".
إذا كان هذا هو الحال، والغلبة لهذا الدين في كل الأحوال وعداً من الله حقاً وصدقاً، فلماذا يعمل العاملون لنصرته والذب عن حياضه؟ لماذا تُزهق الأرواح في سبيل نشره، وتسطر الصفحات بذكره؟ لماذا؟ ولماذا؟.. لأننا نحن الذين بحاجة له لتستقيم حياتنا الدنيا والآخرة.
إنّ الله قد تكفل بنصرة هذا الدين، وجعل لذلك أسباباً ورتب عليها نتائج، فمن أخذ بتلك الأسباب تحققت له تلك النتائج.
إنّ قافلة الدين في البر سائرة، وسفينه في البحر ماخرة، ورسالته في أجواء الكون عابرة، كلها تطلب للناس النجاة، فمن تعلق بها نجا ووصل بسلام، وإلا تاه في صحاري الكفر المقفرة، أو صارع أمواج الكفر المتلاطمة، أو خر من السماء فهوت به الريح في مكان سحيق، فحينئذ لا تسأل عنه كيف هلك، ولا أين هلك، ولكن اسأل من نجا : كيف نجا: "من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها".
إننا بحاجة للعمل لهذا الدين لننجوا بأنفسنا، لا أن ننجي هذا الدين، ليسأل كل واحد منا ماذا قدمت لهذا الدين؟ ماذا عملت لنصرته؟ وليسأل مرة أخرى ماذا قدم لي هذا الدين في الدنيا؟ وماذا سيقدم لي في الآخرة؟ وماذا قدم للبشرية جميعاً؟.
ولنر من الذي قدمّ ويقدم للآخر أكثر.. لنعرف من هو المحتاج للآخر فعلاً؟ ومن هو المستغني عن الآخر؟