«موتورولا/كوداك موتوزاين زد إن5» (خدمة صور «نيويورك تايمز») |
لندن - نيويورك: «الشرق الأوسط»
والآن يكفي الحديث في كل هذه الفترة الأخيرة عن كل فضائل «آي فون»، كما أخذنا علما بأجهزة «سبرينت إنستيكت»، و«بلاك بيري ستورم»، و«سامسونغ»، الذي يقوم بكل المهام تقريبا، و«بلاك بودي»، والشاشات ذات الجسم الأسود، والمينا الفضية اللون التي تعمل باللمس، فهل نستطيع الآن التحدث عن أمور أخرى؟ إذن ماذا عن الهواتف التي لا تعمل شاشاتها باللمس، من النوع الذي تفضله أغلبية الناس، حتى وإن لم يعد الناس يهتمون بها، أو يتكلمون عنها كثيرا، حسبما يقول ديفيد بوغ في تحليلاته التكنولوجية في «نيويورك تايمز»؟ ويجيب أن من حسن الحظ أن هناك جهاز «موتورولا/كوداك موتوزاين زد إن5» Motorola/Kodak Motozine ZN5 الجديد الذي يباع بعقد مدته سنتان مع «تي-موبايل»، الذي يستحق الكثير من الاهتمام مما يحصل عليه حاليا.
كاميرا هاتفية
* ولكن ما هو؟ هل هو كاميرا بهاتف؟ نعم، هذا ليس هاتفا بكاميرا، والأمر مختلف بين الاثنين، فالجميع لديهم هاتف بكاميرا، الذي هو هاتف جوال بكاميرا بدائية بسيطة مركبة فيه. فلا يوجد جهاز تكبير أو تقريب للمشهد المراد تصويره، ولا حتى كشاف ضوئي (فلاش)، أو غطاء للعدسات، أو ضوابط وأزرار يدوية، ولا كابل لوصله إلى التلفزيون، أو جهاز «يو. إس. بي» لنقل الصور إلى جهاز الكومبيوتر. وبإيجاز، فإن الهاتف العادي بكاميرا، يعني فعلا وجود كاميرا رقمية فعلية، ولكن بالأسلوب ذاته، الذي نعتبر فيه سيارة السباق البسيطة جدا «غوكارت»، هي سيارة «ليكسس»، أو «كاديلاك»، أو «مرسيدس». ولكن لماذا يتوجب علينا الاقتناع بذلك؟ أي لماذا لا يصبح الهاتف الجوال كاميرا رقمية فعلية؟ الآن بات هذا ممكنا، فجهاز «زد إن5» هو أكثر كاميرا رقمية كاملة منه إلى أي هاتف جوال آخر. والجزء الذكي فيه هو التصميم، فعندما يكون غطاء العدسات مغلقا يكون هاتفا. وهو مزود بشاشة واضحة قياس 2,4 بوصة، وبالمفتاحين العاديين «إرسال» و«إنهاء»، مع لوحة مفاتيح مضاءة براقة.
تواصل مع الإنترنت
* وفي الواقع فإن هذا الهاتف مجهز تماما، فهو يتيح طلب الأرقام، سواء بالمناداة على اسم الشخص المطلوب الاتصال به، أو بلفظ رقم هاتفه. وهو يحرر الرسائل الآنية مستخدما برامج التراسل الفوري «AIM»، أو «ICQ»، أو «ياهو»، أو «ويندوز لايف ميسينجر». وهو بذلك قادر على الدخول إلى شبكة الإنترنت بمرونة وسلاسة، بقدر ما تسمح به شاشته الصغيرة. ويأتي برنامجه الخاص بالبريد الإلكتروني مضبوطا بشكل مسبق لخدمات «ياهو ميل»، و«أميركان أون لاينز» (إيه أو إل)، و«جي ميل»، و«موبايل ميل»، و«كومسات»، و"«إيرث لينك»، وغيرها.
وبمقدورك الإصغاء إلى مشغل الموسيقى، إما عن طريق سماعة الرأس العادية، وإما لاسلكيا عن طريق استخدام سماعات الرأس «بلوتوث». بل يمكنك حتى الاستماع إلى بث «إف إم» على الراديو، ما دامت السماعات الصغيرة التي تدخل في الأذن موصولة، وهي تعمل كهوائي أيضا. غير أن أفضل مميزاته هو اتصاله مع شبكات «واي-فاي»، كلما كان قريبا من النقاط الساخنة، مما يعني القدرة على الكشف على البريد الإلكتروني، وتصفح الإنترنت، والأهم من ذلك كله تحميل صورك.
وبإيجاز، عندما تنظر إلى ظهر الجهاز حيث توجد مفاتيح طلب الأرقام الهاتفية، فإن كل ما تراه هو هاتف جوال فقط. ولكن عندما تنظر إلى واجهة الجهاز، لا ترى سوى الكاميرا، حيث يقع غطاء العدسات، والكاشف الضوئي (الفلاش) من طراز «زينون»، بل حتى المصباح المساعد الأوتوماتيكي التركيز الذي يقوم بإضاءة الجسم المراد تصويره لفترة وجيزة تكفي للتركيز الحاد في الإضاءة الخافتة.
التقاط الصور
* ولالتقاط الصورة قم بإدارة «زد إن5» أفقيا مثل الكاميرات العادية، وافتح بالزلق غطاء العدسات. وفجأة تصبح الشاشة براقة وتتحول إلى منظار للمشهد المراد تصويره. وبالإمكان الكبس على أربع نقاط قرص التحكم لاستدعاء وظائف التحكم والضبط لتشغيل الكاشف الضوئي، ونمط الإضاءة الخافت، وموازنة البياض، وغيرها.
أما زر المصراع فهو موجود في المكان الذي تتوقع أن تجده فيه، بحيث يمكن أن تكبسه نصف المسافة إلى ما قبل مرحلة التركيز بقليل، كما يحصل عادة مع الكاميرات العادية قبل أن تكبسه تماما لالتقاط الصورة. وهذا الجهاز، خلافا لأغلبية الهواتف الجوالة، مزود بمصراع فعلي أوتوماتيكي ميكانيكي التركيز.
واللقطة بعد الأخرى تجري بسرعة لا يفصل بينهما إلا ثانية واحدة. ويجري تخزين الصور سواء في الذاكرة الداخلية للكاميرا التي سعتها 350 ميغابايت، أو في بطاقة «إس دي» الصغيرة التي سعتها غيغابايت واحد التي تأتي مع الكاميرا.
ولدى استخدامك جهاز «زد إن5» هذا ككاميرا، تصبح مفاتيح الأرقام داكنة وتظهر كالسحر أرقام جديدة براقة باللون الأزرق. أي أن أزرار الكاميرا تأتي وتزول كلما دعت الضرورة إلى ذلك. مثال على ذلك: يضاء زر التشغيل لدى التقاط الصور، بحيث تستطيع إعادة مراجعة صورك، كما أنك عندما تكون في نمط إعادة العرض والتشغيل، تظهر صور الأزرار الخاصة بالشطب والإلغاء والمشاركة مع الآخرين.
لكن المزية الأفضل هي نمط المنظر البانورامي الكامل الأوتوماتيكي، بحيث تقوم الكاميرا بالتقاط ثلاث صور معا مدمجة عند حوافها، لتتحول إلى صورة واحدة عريضة، وهذا أمر رائع فعلا.
إسهام «كوداك»
* ويبدو إسهام «كوداك» في المشروع واضحا جدا، سواء في وضوح الصورة، أو نوعيتها، أو وجود برنامج خاص لتحرير مكونات الصور، مثل القدرة على إجراء حصاد بعض أجزاء الصورة، أو تقليبها، أو تغيير مقاييسها، أو إضافة الحواشي والحدود والتوقيت والتاريخ، وإضفاء المزيد من البريق عليها، أو زيادة التباين والحدّة في الألوان. وهناك زر أيضا لعمليات المشاركة، يمكنه تحميل الصور المختارة على غاليري مجاني تابع لـ«كوداك» في موقع على الشبكة، أو إلى البوم مجاني آخر تابع لـ«تي-موبايل»، ومنهما يمكن ترحيلها إلى مواقع أخرى للصور مثل «سناب فيش»، أو «بيكاسا»، أو «ماي سبيس»، سواء عن طريق البريد الإلكتروني، أو لاسلكيا إلى كومبيوتر يستخدم «بلوتوث»، أو حتى إلى هاتف آخر كرسالة مصورة. ويمكن أيضا تنزيل الصور على كومبيوتر «ماك»، أو «بي سي»، باستخدام كابل «يو إس بي»، كما نفعل عادة مع أي كاميرا، أو عرضها على شاشة التلفزيون عن طريق استخدام الكابل ذاته. ولا بد من الإشارة هنا بصراحة مطلقة إلى أن صور الجهاز 5 ميغابيكسلات هي واضحة وبراقة وتظهر أغلبية التفاصيل تماما، مثل تلك التي تحصل عليها من الكاميرات الرقمية من الطرف الآخر المتدني قليلا، أي أنها تبدو جيدة لا غبار عليها، خصوصا لدى طباعتها وتكبيرها حتى قياس 16×20 بوصة مثلا.
ولا بد من القول هنا إن الهاتف المذكور هذا ليس الهاتف الأول العالي التحديد، إذ أن هناك طرازات أخرى من قدرة خمسة ميغابيكسلات، وحتى 8 و9 و10 ميغابيكسلات القادمة على الطريق. ولكن لسوء الحظ فهذا لا يعني أنك ستحصل على صور أفضل. وهناك هواتف أخرى تلتقط صورا رائعة مثل «نوكيا إن 82»، و«سوني كي 850 آي». و«نوكيا» بالذات تلتقط صورا رائعة فعلا، لكنها لا تقدمها شركات الخدمات الأميركية.
ولا نعتبر جهاز «زد إن5» كامل الأوصاف، لكون خدماته التي تقدمها «تي-موبايل» في الولايات المتحدة محدودة، حيث لا يمكن استخدام شبكة الإنترنت «3 جي» السريعة جدا، التي شرعت هذه الشركة في تقديمها هناك. كما أن نظام لائحة الوظائف والمهام «مانيو» قد يستغرق بعض الوقت لاستيعابه.
لكن العيب الأكبر هو أن جهاز «زد إن5» لا يملك نظاما للتقريب والتكبير بصريا، بل رقميا فقط. وكل ما يفعله هو عرض الصورة، ولو كان ذلك على حساب الجودة. ولكن إذا أخذنا في الاعتبار كيفية قيام «زد إن5» بأداء مهامه وقيامه بالجمع بين الكاميرا الرقمية والهاتف الفعلي، دون أن يكون ذلك على حساب الحجم، أو نوعية الصور، أو التعقيدات التي قد تلي، فإن أي عيوب أخرى يمكن تجاوزها بسهولة.