فريد .. شاب العراق الخارق
.. يوصف بأنه "رجل العراق الخارق" الذي جعل من نفسه قدوة لشباب بلاده بعد أن سجل اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية إثر مشاركته في أول قفز حر في الهواء فوق قمة جبل إيفرست وكشفه عن طموحه واستعداده بأن يصبح
أول رائد فضاء عراقي. إنه العراقي فريد لفتة الذي تنشر عنه الجارديان البريطانية تحقيقا يتحدث فيه عن أحلام فريد مذ كان صبيا صغيرا، ويرصد فيه أيضا المراحل الأساسية التي مر بها وأهم الإنجازات التي حققها في حياته الحافلة والأحلام التي يطمح بتحويلها إلى واقع.
تنقل الصحيفة عن فريد قوله: "أريد ان أمثِّل بلدي وأن أكون واحدا من الرجال الذي أظهروا بكل تواضع ما الذي يعنيه أن تكون إنسانا جيدا، تماما كما فعل نيل آرمسترونج ويوري جاجارين."
ويضيف فريد، الذي كان يتحدث لمراسل الصحيفة من مكتب أحد نواب الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي الذي كرَّمه مؤخرا "لإنجازاته الكبيرة"، قائلا: "أنا لا أعرف ما هي الآليات (أي التي يمكن أن تجعل منه رائد فضاء)، فأنا لست سياسيا ولا أود أن أكون كذلك."
القفز فوق بغداد
ويؤكد فريد، البالغ من العمر 30 عاما، إنه يعد العدة الآن لكي يكون أول مدني يقفز بشكل حر في سماء العاصمة العراقية بغداد منذ الحرب التي أطاحت بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003.
ويضيف فريد، الذي ينتظر الآن بفارغ الصبر للحصول على ترخيص رسمي من السلطات المختصة في بلاده ليتسنى له تحقيق حلمه بالقفز الحر في سماء بغداد: "إن القفز فوق مدينة عانت من الحرب يُعتبر في أوساط محترفي القفز الحر مؤشرا على أن الحرب قد انتهت. وأنا سأقدم على هذه الخطوة لأنني أود أن أقول للعالم أجمع إننا بتنا ننعم الآن بالسلام، ولم نعد في حالة حرب أبدا."
وفريد مدمن على المغامرات مذ كان طفلا يافعا، إذ ينقل عنه قوله: "لقد اعتدت التسلق على ظهر الخزانة في غرفة نومي ومن ثم القفز من علٍ. كانت أمي تنزعج ويجن جنونها وتعاقبني لأنني كنت أحيل الغرفة إلى فوضى عارمة. لكن تلك المرحلة شكلت الجزء غير الرسمي من مسيرتي المهنية، إذ لم أكن أتجاوز حينها بعد الخامسة من عمري، وإن كان والديَّ ما يزالان يعتقدان بأنني مجنون."
وشارك فريد في أول عملية قفز فوق قمة جبل إيفرست ويسعى ليكون أول رائد فضاء عراقي، وفي دبي، يواصل فريد هوايته في ركوب وسباق الدراجات النارية، ليتحول سريعا إلى سائق دراجات محترف من الطراز الأول، ومن ثم ينتقل ليتعلم الغطس ويصبح مدربا للغطس والغوص ومحترفا في مجال القفز الحر في الماء، إذ استطاع الغوض إلى عمق 80 مترا.
بعدها يتحول فريد إلى الجو ليحوز على رخصة خاصة لقيادة الطائرات ويحقق إنجازات كبيرة في مجال الطيران والقفز في الجو وغيرها من الرياضات الجوية الأخرى.
ويتذكر فريد تلك اللحظة التاريخية من حياته عندما شارك في أول قفزة فوق أعلى قمة جبل في العالم، إذ يقول: "لقد قفزنا من على ارتفاع 30 ألف قدم، أي من على ارتفاع حوالي 1500 قدم تقريبا فوق قمة جبل إيفرست. لقد كان الأمر رائعا، حقا كان شيئا رائعا أن تحلق فوق قمة جبل إيفرست. فلعدة دقائق، كنت امبراطور العالم. لقد وصلت إلى ذروة السعادة، نعم إنها السعادة القصوى."
تجربة القفز فوق قمة إيفرست لم تشبع أو ترض طموحه، فسافر فريد في شهر مارس الماضي إلى روسيا للتدرب هناك لعد نفسه ليحقق حلمه في المستقبل ويصبح رائد الفضاء الأول في العراق.
وتجيب لياقة فريد البدنية ومستوى تدريبه العالي على لغز قدرته اختصار فترة تدريبه في مركز الفضاء الروسي إلى شهرين فقط، بدل فترة الأشهر الستة التي يحتاجها عادة المتدربون للتعود على أساليب التنفس المناسب والتأقلم مع قوى الجاذبية.
تصوير فضائي
وتخصص فريد في مجال التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو الفضائي، فهو يريد أن يقوم بأعمال التصوير عندما يسير في الفضاء أثناء الرحلة التي يأمل أن تأخذه إلى الفضاء الخارجي ذات يوم.
وعلى الصعيد العاطفي، يعترف فريد أنه ما يزال يشعر بالوحدة والفراغ على الرغم من كل الإنجازات الكبيرة التي حققها في حياته، إذ يقول: "إن الفتيات العراقيات لا يرغبن، على ما يبدو، بالاقتراب من رجل يعيش حياة ملؤها اللهاث وحبس الأنفاس."
ويختم فريد، الذي بدأ الشيب يخط رأسه رغم أنه ما زال في ريعان شبابه، بقوله: "فلتنظر إلى شعري. تلك هي نتيجة إفرازات ذلك الكم الهائل من الأدرينالين في الجسد."..