تقضي على أصعب الأمراض علاجا بمضاعفات أقل
البواسير قبل وفي أثناء العملية
جدة: د. عبد الحفيظ خوجة
[size=12]البواسير الشرجية أحد أكثر الأمراض شيوعا، في مجتمعنا الخليجي وفي العالم بشكل عام، وأكثرها تسببا للكثير من المتاعب قبل العلاج وبعده إضافة إلى تأثيرها الاجتماعي الكبير.
تعددت طرق العلاج وتنوعت من علاج موضعي وتحفظي إلى الكي والحقن والربط ثم العملية الجراحية التقليدية وما يصاحبها من ألم ومشكلات وانتكاسة محتمَلة بعد فترة.
وحديثا، بدأ تطبيق تقنية جديدة تعتمد على استخدام جهاز صغير للقضاء على أصعب أنواع البواسير، وكذلك النزول الجزئي في المستقيم، ومن دون ألم يُذكر مقارنة بالطرق السابقة لعلاج مثل هذه الحالات الصعبة والمضاعفات التي تصاحب الطرق التقليدية.
* مشكلة البواسير
* ولفهم هذه التقنية التقت «صحتك» أحد المتخصصين والمطبقين لها، الدكتورة ليلى أحمد الشاطري استشارية الجراحة العامة والمناظير زميلة كلية الجراحين البريطانية، فعرّفت في البداية القناة الشرجية بأنها قناة بطول 4 سم من الفتحة الشرجية الخارجية إلى الداخل، وأنها تنقسم إلى قسمين متساويين: القسم الخارجي مغطى بالجلد وحسّاس للألم ولكل العوامل الطبيعية، والقسم الداخلي مغطى بالغشاء المخاطي مثل باقي الجهاز الهضمي وهو حسّاس للانتفاخ فقط. وتوجد تحت هذا الغشاء المخاطي عضلات المستقيم الداخلية القابضة على امتداد الجهاز الهضمي، وبينهما تنتشر الأوعية الدموية من أوردة وشرايين صغيرة وشعيرات دموية تغطي المنطقة، وعند 4 ـ 5 سم من فتحة الشرج تكون الأوعية الدموية أكبر حجما وكلما ابتعدنا نحو داخل القناة كانت أكبر.
وتوجد على مسافة 2 ـ 3 سم داخل القناة الشرجية نتوءات بارزة قليلا على شكل أعمدة ثلاثة في عددها وتسمى الوسادات الشرجية وفي داخلها تجمع دموي وهي شعيرات دموية (منطقة التقاء الشرايين الصغيرة بالأوردة). ولها دور مهم في الحفاظ على التحكم الكامل في البراز والإفرازات والهواء والإحساس بامتلاء المستقيم والرغبة في التبرز. وهي غالبا ما تُستأصل في أثناء عملية البواسير التقليدية لأنها تُعتبر جزءا من المشكلة وتقع في منطقة الاستئصال من الخارج إلى الداخل.
* أنواع البواسير
* تقول الدكتورة ليلى الشاطري إن البواسير نوعان: الأول منهما بواسير خارجية، أي تتكون في الجزء السفلي المغطى بالجلد وهي لا تسبب نزيفا في العادة، وهي عبارة عن تورم بسيط لشعيرات صغيرة تحت الجلد قد تسبب ألما فقط إذا تجلطت. والثاني بواسير داخلية وهي الأهم لأنها تُعتبر تورما في الشعيرات الدموية الأكبر في منطقة التقاء الأوردة الصغيرة بالشرايين وهي تبعد نحو 3 سم من فتحة الشرج أي في المنطقة غير الحساسة للألم بشكل عام.
* الأسباب
* أسباب البواسير غير معروفة بشكل واضح ولكن جزءا منها وراثي، إضافة إلى بعض العوامل الأخرى مثل الإمساك المزمن والزحار والحمل والولادة والمأكولات والعادات غير الصحية وبعض الأمراض المزمنة والجلوس الطويل، إلخ.
وأيا كان السبب، فإنه يحدث تورما في منطقة الأوعية الدموية بمنطقة التقاء الشريان بالوريد تحت الغشاء المخاطي وهي كبرى مناطق التقاء الوسادات الشرجية الموجودة في القناة الشرجية التي ذُكرت سابقا.
[/size]
منطقة الشرج بعد العملية
[size=12]* مراحل المرض
* تبدأ البواسير بالبروز حاملة معها غلافها الغشاء المخاطي من أعلى فتحة الشرج لتتكون في أربع مراحل:
الأولى: بروز جزئيّ في جدار الغشاء المخاطي المغلف للقناة الشرجية إلى داخل القناة على بعد 3 سم، لا يُرى إلا بالمنظار الشرجي.
الثانية: تطور للمرحلة الأولى، وفيها يبدأ البروز أكثر داخل القناة الشرجية ويتدلى فيها. لكن لا يخرج خارج فتحة الشرج لذلك فهو أيضا لا يُرى بالفحص العادي بل بالمنظار الشرجي فقط.
الثالثة: بروز ساقط في القناة الشرجية ويخرج خارج فتحة الشرج إلا أنه يدخل أحيانا ويخرج أحيانا أخرى خصوصا في أثناء التبرز.
الرابعة: خروج كامل للبواسير ولا ترجع إلى داخل فتحة الشرج وهي أصعب المراحل خصوصا إذا كانت في أكثر من مكان من محيط الدائرة الشرجية.
* العلاج
* تقول الدكتورة ليلى الشاطري إن المرحلة الأولى والثانية، عادة، لا تحتاج إلى علاج محدد سوى العلاج الموضعي، والتحفظي لمنع تطورها. إلا أن المرحلة الثانية لها قد تتطلب أحيانا، إجراء كي لها أو حقن أو ربط لكي تتخثر في مكانها وتضمر، وذلك حسب رغبة المريض.
أما المرحلة الثالثة والرابعة وبخاصة إذا كان معهما سقوط في المستقيم، وهو عادة ما يحدث خصوصا للسيدات بعد الولادات المتكررة أو لمن يعانون إمساكا مزمنا لفترة طويلة أو أمراضا مزمنة، فهناك الكثير من طرق العلاج وطبعا أغلبها جراحي، وقد يكون عن طريق ربطها أو حرقها أو حقنها إذا كانت في جهة واحدة أو جهتين على أكثر تقدير ويتم ذلك على مراحل متفاوتة وقد لا تستجيب، وذلك ما يحدث غالبا.
* الجراحة التقليدية
* العملية الجراحية التقليدية هي عبارة عن استئصال البواسير وتتبع جذرها في القناة الشرجية إلى الداخل، أي أن القطع يبدأ من منطقة الجلد الحساس للألم، وذلك ما يسبب آلاما شديدة بعد العملية قد تستمر أكثر من شهر. وقد وجدت تقنيات كثيرة للتخفيف من هذه الأعراض مثل استخدام الليزر للقطع مما يسرّع عملية الالتحام ويقلل الشعور بالألم رغم وجوده وكذلك هناك طرق استخدام القاطع الجراحي الحراري والأشعة التلفزيونية (المعتمدة على الموجات فوق الصوتية) القاطعة وغيرها والتي تتبع نفس الفكرة القديمة وتطورها.
ومن أهم مشكلات هذه العملية الألم المصاحب لها والجروح الخارجية التي تحتاج إلى فترة لكي تلتئم، إضافة إلى استئصال الوسادات الشرجية المهمة، عدم القدرة على التبرز بسهولة بعد العملية نتيجة الألم والنزيف، وطبعا هناك احتمال كبير لعدم التحكم بالبراز وخروج الهواء، الاحتياج للمسكنات بكمية كبيرة وعدم القدرة على الرجوع للحياة الطبيعية بسهولة.
هنالك أيضا طريقة حقن أو ربط الأوعية الدموية من جذورها الأساسية ثم خياطة الجزء المترهل داخليا بمساعدة الأشعة التليفزيونية، وهي تقنية حديثة أيضا لكنها صعبة تقنيا نوعا ما وقد تعطي إحساسا بامتلاء المستقيم من الداخل لأنها لا تستأصله بل ترفع السقوط إلى الداخل بخيوط جراحية.
[/size]
البواسير قبل وفي أثناء العملية
جدة: د. عبد الحفيظ خوجة
[size=12]البواسير الشرجية أحد أكثر الأمراض شيوعا، في مجتمعنا الخليجي وفي العالم بشكل عام، وأكثرها تسببا للكثير من المتاعب قبل العلاج وبعده إضافة إلى تأثيرها الاجتماعي الكبير.
تعددت طرق العلاج وتنوعت من علاج موضعي وتحفظي إلى الكي والحقن والربط ثم العملية الجراحية التقليدية وما يصاحبها من ألم ومشكلات وانتكاسة محتمَلة بعد فترة.
وحديثا، بدأ تطبيق تقنية جديدة تعتمد على استخدام جهاز صغير للقضاء على أصعب أنواع البواسير، وكذلك النزول الجزئي في المستقيم، ومن دون ألم يُذكر مقارنة بالطرق السابقة لعلاج مثل هذه الحالات الصعبة والمضاعفات التي تصاحب الطرق التقليدية.
* مشكلة البواسير
* ولفهم هذه التقنية التقت «صحتك» أحد المتخصصين والمطبقين لها، الدكتورة ليلى أحمد الشاطري استشارية الجراحة العامة والمناظير زميلة كلية الجراحين البريطانية، فعرّفت في البداية القناة الشرجية بأنها قناة بطول 4 سم من الفتحة الشرجية الخارجية إلى الداخل، وأنها تنقسم إلى قسمين متساويين: القسم الخارجي مغطى بالجلد وحسّاس للألم ولكل العوامل الطبيعية، والقسم الداخلي مغطى بالغشاء المخاطي مثل باقي الجهاز الهضمي وهو حسّاس للانتفاخ فقط. وتوجد تحت هذا الغشاء المخاطي عضلات المستقيم الداخلية القابضة على امتداد الجهاز الهضمي، وبينهما تنتشر الأوعية الدموية من أوردة وشرايين صغيرة وشعيرات دموية تغطي المنطقة، وعند 4 ـ 5 سم من فتحة الشرج تكون الأوعية الدموية أكبر حجما وكلما ابتعدنا نحو داخل القناة كانت أكبر.
وتوجد على مسافة 2 ـ 3 سم داخل القناة الشرجية نتوءات بارزة قليلا على شكل أعمدة ثلاثة في عددها وتسمى الوسادات الشرجية وفي داخلها تجمع دموي وهي شعيرات دموية (منطقة التقاء الشرايين الصغيرة بالأوردة). ولها دور مهم في الحفاظ على التحكم الكامل في البراز والإفرازات والهواء والإحساس بامتلاء المستقيم والرغبة في التبرز. وهي غالبا ما تُستأصل في أثناء عملية البواسير التقليدية لأنها تُعتبر جزءا من المشكلة وتقع في منطقة الاستئصال من الخارج إلى الداخل.
* أنواع البواسير
* تقول الدكتورة ليلى الشاطري إن البواسير نوعان: الأول منهما بواسير خارجية، أي تتكون في الجزء السفلي المغطى بالجلد وهي لا تسبب نزيفا في العادة، وهي عبارة عن تورم بسيط لشعيرات صغيرة تحت الجلد قد تسبب ألما فقط إذا تجلطت. والثاني بواسير داخلية وهي الأهم لأنها تُعتبر تورما في الشعيرات الدموية الأكبر في منطقة التقاء الأوردة الصغيرة بالشرايين وهي تبعد نحو 3 سم من فتحة الشرج أي في المنطقة غير الحساسة للألم بشكل عام.
* الأسباب
* أسباب البواسير غير معروفة بشكل واضح ولكن جزءا منها وراثي، إضافة إلى بعض العوامل الأخرى مثل الإمساك المزمن والزحار والحمل والولادة والمأكولات والعادات غير الصحية وبعض الأمراض المزمنة والجلوس الطويل، إلخ.
وأيا كان السبب، فإنه يحدث تورما في منطقة الأوعية الدموية بمنطقة التقاء الشريان بالوريد تحت الغشاء المخاطي وهي كبرى مناطق التقاء الوسادات الشرجية الموجودة في القناة الشرجية التي ذُكرت سابقا.
[/size]
منطقة الشرج بعد العملية
[size=12]* مراحل المرض
* تبدأ البواسير بالبروز حاملة معها غلافها الغشاء المخاطي من أعلى فتحة الشرج لتتكون في أربع مراحل:
الأولى: بروز جزئيّ في جدار الغشاء المخاطي المغلف للقناة الشرجية إلى داخل القناة على بعد 3 سم، لا يُرى إلا بالمنظار الشرجي.
الثانية: تطور للمرحلة الأولى، وفيها يبدأ البروز أكثر داخل القناة الشرجية ويتدلى فيها. لكن لا يخرج خارج فتحة الشرج لذلك فهو أيضا لا يُرى بالفحص العادي بل بالمنظار الشرجي فقط.
الثالثة: بروز ساقط في القناة الشرجية ويخرج خارج فتحة الشرج إلا أنه يدخل أحيانا ويخرج أحيانا أخرى خصوصا في أثناء التبرز.
الرابعة: خروج كامل للبواسير ولا ترجع إلى داخل فتحة الشرج وهي أصعب المراحل خصوصا إذا كانت في أكثر من مكان من محيط الدائرة الشرجية.
* العلاج
* تقول الدكتورة ليلى الشاطري إن المرحلة الأولى والثانية، عادة، لا تحتاج إلى علاج محدد سوى العلاج الموضعي، والتحفظي لمنع تطورها. إلا أن المرحلة الثانية لها قد تتطلب أحيانا، إجراء كي لها أو حقن أو ربط لكي تتخثر في مكانها وتضمر، وذلك حسب رغبة المريض.
أما المرحلة الثالثة والرابعة وبخاصة إذا كان معهما سقوط في المستقيم، وهو عادة ما يحدث خصوصا للسيدات بعد الولادات المتكررة أو لمن يعانون إمساكا مزمنا لفترة طويلة أو أمراضا مزمنة، فهناك الكثير من طرق العلاج وطبعا أغلبها جراحي، وقد يكون عن طريق ربطها أو حرقها أو حقنها إذا كانت في جهة واحدة أو جهتين على أكثر تقدير ويتم ذلك على مراحل متفاوتة وقد لا تستجيب، وذلك ما يحدث غالبا.
* الجراحة التقليدية
* العملية الجراحية التقليدية هي عبارة عن استئصال البواسير وتتبع جذرها في القناة الشرجية إلى الداخل، أي أن القطع يبدأ من منطقة الجلد الحساس للألم، وذلك ما يسبب آلاما شديدة بعد العملية قد تستمر أكثر من شهر. وقد وجدت تقنيات كثيرة للتخفيف من هذه الأعراض مثل استخدام الليزر للقطع مما يسرّع عملية الالتحام ويقلل الشعور بالألم رغم وجوده وكذلك هناك طرق استخدام القاطع الجراحي الحراري والأشعة التلفزيونية (المعتمدة على الموجات فوق الصوتية) القاطعة وغيرها والتي تتبع نفس الفكرة القديمة وتطورها.
ومن أهم مشكلات هذه العملية الألم المصاحب لها والجروح الخارجية التي تحتاج إلى فترة لكي تلتئم، إضافة إلى استئصال الوسادات الشرجية المهمة، عدم القدرة على التبرز بسهولة بعد العملية نتيجة الألم والنزيف، وطبعا هناك احتمال كبير لعدم التحكم بالبراز وخروج الهواء، الاحتياج للمسكنات بكمية كبيرة وعدم القدرة على الرجوع للحياة الطبيعية بسهولة.
هنالك أيضا طريقة حقن أو ربط الأوعية الدموية من جذورها الأساسية ثم خياطة الجزء المترهل داخليا بمساعدة الأشعة التليفزيونية، وهي تقنية حديثة أيضا لكنها صعبة تقنيا نوعا ما وقد تعطي إحساسا بامتلاء المستقيم من الداخل لأنها لا تستأصله بل ترفع السقوط إلى الداخل بخيوط جراحية.
[/size]