بول أوتيليني الرئيس التنفيذي لإنتل يعرض أول شريحة سليكونية في العالم لمعالجات تعمل بتقنية 22 نانومترا
سان فرانسيسكو: خلدون غسان سعيد
ماذا سيحدث عندما يحدث تكامل بين الإنترنت وشبكات البث التلفزيوني، عندما تستطيع طلب معلومات إضافية من تلفزيونك حول برنامج تشاهده، أو عندما يخبرك تلفزيونك بأنه قد لاحظ أنك تفضل مشاهدة البرامج الترفيهية ويقترح عليك مشاهدة برنامج شبيه يُعرض على محطة أخرى؟ هل من الممكن نقل معلومات قرص «بلوراي» في 30 ثانية؟ هل من الممكن نسخ ملفاتك المهمة من كومبيوترك الذي سُرق أو فقدته؟ هل لديك فكرة حول جهاز ما ستستفيد منه مجموعات كبيرة من المستخدمين أو الشركات، وترغب بالحصول على 10 آلاف دولار أميركي لقاء ذكر هذه الفكرة؟ وإن كنت مبرمجا، هل تريد الحصول على أدوات برمجية تسهل عليك استخدام المزايا الكاملة لمعالجات الأجهزة المحمولة في برنامجك؟
يمكن اعتبار مؤتمر «منتدى مبرمجي إنتل 09» Intel Developer Forum 09 السنوي الذي حضرته «الشرق الأوسط» هذا العام والذي دارت فعالياته بين 22 و24 سبتمبر (أيلول) 2009 في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية من أهم ما يحدث في عالم صناعة الكومبيوترات وبرمجياتها، حيث إنه يستعرض التوجهات التي ستتبعها كبرى شركات صناعة وبرمجية الكومبيوترات في العالم في المستقبل القريب.
* تلفزيونات تفاعلية
* قررت «إنتل» أن الوقت قد حان لتغيير مفهوم مصطلح «البرامج التلفزيونية» لتصبح «برامج كومبيوترية»، حيث أعلنت عن إطلاق معالج خاص اسمه «آتوم سي إي 4100» Atom CE4100 مدمج في التلفزيونات الرقمية ومشغلات الأقراص الليزرية، الذي من شأنه السماح لهذه الأجهزة بالتفاعل مع أجهزة أخرى عبر الإنترنت، وعرض محتوى الإنترنت على الشاشة بسهولة كبرى. المعالج يعمل بتقنية 45 نانومترا، ويحتوي على العناصر اللازمة لتشغيل عروض الفيديو عبر الإنترنت، والملفات الصوتية، والرسومات ثلاثية الأبعاد والعروض التلفزيونية المجسمة. وستؤثر هذه المعالجات على محطات البث التلفزيوني بشكل إيجابي، حيث أصبح بمقدورها تقديم خدمات غنية وتفاعلية للمشاهدين دون ضرورة شراء أجهزة إضافية متصلة بتلفزيوناتهم، مثل شبكات اجتماعية تصل مشاهدي برنامج معين بعضهم ببعض، أو ألعاب مجسمة مقتبسة عن فيلم أو مسلسل يعرض حاليا، أو حتى عروض فيديو إضافية خاصة يمكن تحميلها في وقت لاحق، مثل المشاهد المحذوفة، أو المشاهد التي لا يُنصح للأطفال مشاهدتها.
وقدمت شركات «بي بي سي» BBC، و«أدوب» Adobe، ورسي بي إس» CBS، و«سيسكو» Cisco، و«تراتسغيمنغ» TransGaming مع مجموعة أخرى من الشركات دعمها لهذه التقنية. وتعمل شركة «أدوب» على نقل تقنية «فلاش 10» إلى هذه المعالجات لتشغيل عروض الفيديو والألعاب البسيطة على التلفزيون. ويسهل نقل البرامج والملفات والألعاب المكتوبة بـ«فلاش» من الكومبيوترات الشخصية إلى هذه التقنية، لأن الأوامر الأساسية للمعالج لم تتغير. وتدعم هذه المعالجات تقنيات الـ«ويدجيت» Widget، التي هي عبارة عن برامج صغيرة متكاملة تعمل بشكل مستقل، حيث يمكن مثلا أن يعرض التلفزيون برنامجا حول الغابات الاستوائية، لتظهر «ويدجيت» في أسفل أو إلى جانب الشاشة تعرض للمستخدم معلومات أو صورا أو عروض فيديو إضافية، أو تطلب منه المشاركة في استطلاع حول توقعاته عن نهاية الفلم قبل عرضها مثلا، أو جودة الأخبار التي تقدمها محطة ما، أو التصويت لمتسابق ما، أو التقاط صورة من عرض تلفزيوني ما وتحميلها إلى مواقع المشاركة بالصور أو الشبكات الاجتماعية، أو حتى تقييم فلم يُعرض حاليا وإرسال التقييم إلى مواقع متخصصة في الإنترنت، أو عرض إحصاءات عن عدد الركلات الركنية وضربات الجزاء والمخالفات للفرق الرياضية في أثناء عرض مباراة كرة قدم مثلا، أو اختيار المشاهد للاعب ما يلعب على الشاشة، ليتصل النظام بالإنترنت ويجلب معلومات حول ذلك اللاعب. ويمكن الجزم بأنه ستطرح بعض التلفزيونات التي تحتوي على كاميرا رقمية مدمجة تتعرف على المشاهد ـ أو مجموعة المشاهدين ـ وتعرض له محطاته المفضلة بشكل آلي، وتحذف المحطات التي لا تعجبه. وبما أنه يوجد معالج في داخل النظام، فلا مانع من مراقبة النظام لنوعية البرامج التي يشاهدها المستخدم، ليقدم له نصائح حول برامج أخرى مشابهة تُعرَض في أوقات أو على محطات مختلفة، أو حتى تقديم الإعلانات التي تثير اهتمامه فقط.
واستعرضت شركات «أسوشييتد بريس»، و«سينما ناو»، و«نيتفليكس»، و«شوتايم نيتووركس»، وغيرها من الشركات، «ويدجيتس» خاصة بهم أمام الحضور للتأكيد على سهولة برمجة هذه التطبيقات. وتصل سرعة المعالج إلى 1.2 غيغاهيرتز، وهو لا يستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية عند عمله، وهو يستطيع معالجة مصدري صورة يعملان بدقة 1080 التسلسلية Progressive، مع دعمه عروض فيديو «ديف إكس» DivX المشهورة. ويمكن للمبرمجين تحميل أدوات البرمجة «التلفزيونية» قريبا من موقع الشركة.