تتشكل داخل الأرجل وقد تؤدي إلى الموت
كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»
[size=12][b]*الجلطات أو الخثرات الدموية تنقذ حياة الإنسان عندما تعمل على لأم الجراح. لكنها تكون خطيرة، بل ومميتة، عندما تتشكل داخل الشريان أو الوريد.
الخثرة الدموية التي تتشكل في الشريان التاجي بمقدورها أن تقود إلى حدوث نوبة قلبية. أما الخثرة الموجودة في شريان يغذي الدماغ فقد تؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية. وإن تشكلت الخثرة الدموية داخل الارجل فإنها قد تتسبب في حدوث الجلطات (السدادات) thrombosis داخل الأوردة العميقة فيها.
وفي استطلاع أجرته رابطة الصحة العمومية الأميركية، لم يتعرف سوى واحد بالكاد من كل أربعة من البالغين على هذا المرض، كما قل عدد الذين يعرفون منهم علاماته أو أعراضه. وهذه حالة مؤسفة لأن هيئة الجراحة العامة في الولايات المتحدة والخبراء الآخرين يقولون إن هذا الاضطراب في الأوعية الدموية يتسبب في عواقب صحية وخيمة وفي أعداد معتبرة من الوفيات سنويا.
* خثرات الأوردة العميقة
* إن جلطات الأوردة العميقة Deep ـ vein thrombosis (DVT) هي خثرات دموية تتشكل داخل الوريد الذي يوجد في أعماق الرجل أو الذراع. أما الانسداد الوعائي الرئوي pulmonary embolism (PE) فهو من النتائج الخطيرة لهذه الجلطات، وغالبا ما يكون مميتا. وتحدث هاتان الحالتان لدى 600 ألف أميركي كل سنة، مؤدية إلى مقتل 100 ألف منهم على الأقل. وتعادل أعداد الوفيات هذه الأعداد الناجمة عن سرطانات الثدي والبروستاتا والقولون مجتمعة. كما يظل ثلث المصابين بها يعانون من نتائجها لزمن طويل.
ولعلكم كنتم قد سمعتم بهاتين الحالتين المرتبطتين بعضهما ببعض بوصفهما ما أطلق عليه اعتباطا اسم «متلازمة مقاعد الدرجة الاقتصادية» (في الطائرات ـ المحرر). إلا أن رحلات الطيران لا تؤدي إلا إلى حدوث نسبة ضئيلة من جلطات الأوردة العميقة أو الانسداد الوعائي الرئوي. إذ إن التعرض للأذى والجروح، والإعاقة الحركية، واضطرابات تخثر الدم، تعتبر الأسباب الرئيسية لحدوثهما.
* خثرات مؤذية
* الدم الذي يدور في الرجلين والقدمين، يقوم بالتدفق ضد قوى الجاذبية الأرضية لدى عودته من رحلته، راجعا إلى القلب. وتساعد تقلصات عضلات الرجل على تحريك الدم العائد، أثناء المشي أو تحريك الأطراف. وتقوم هذه التقلصات بالضغط على الأوردة وعصرها، الأمر الذي يدفع الدم عبرها. وتقوم الصمامات الصغيرة داخل الأوردة بالحفاظ على تدفق الدم باتجاه القلب. ولكي يظل الدم في حالته السائلة، يتوجب عليه أن يكون متدفقا. وأي شيء يبطئ تدفق الدم عبر الذراعين أو الرجلين يوفر الظروف لتشكيل الخثرات الدموية. وقد يظهر هذا في عدد من الحالات تتراوح بين شخص وضعت رجله أو ذراعه في الجبس من دون حركة، أو الجلوس أو الاستلقاء في السرير لفترات طويلة. كما أن الحالات التي تؤدي إلى احتمال تخثر الدم مثل الاضطرابات الوراثية وأمراض السرطان، هي أمور أخرى تقود إلى حدوث جلطات الأوردة العميقة.
وعندما ينفصل جزء من الخثرة الدموية ويتحرك عبر مجرى الدم فإنه يصبح «سدّادة»، وعندما يصل إلى الرئة، يحدث الانسداد الوعائي الرئوي الذي يؤدي إلى وفاة واحد من كل خمسة مصابين به.
* التعرف على العلامات
* إن واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه عملية رصد جلطات الأوردة العميقة، أو حالة الانسداد الوعائي الرئوي، تتمثل في أن علاماتهما وأعراضهما يحاكيان أعراضا لمجموعة من الحالات المرضية الأخرى.
وفي ما يلي أكثر العلامات التحذيرية شيوعا:
• جلطات الأوردة العميقة: الألم أو الشعور بالألم عند الضغط على الرجل (خصوصا في إربة الساق، مع شعور بتقلصات أو تشنجات لا يبدو أنها زائلة)، أو ذراع تسوء حالتها، ولا تتحسن، مع الزمن. التورم في رجل أو في ذراع واحدة. احمرار جلد الرجل أو الذراع أو ازرقاقه. الشعور بالحرارة في أحد الأطراف عند لمسه.
• الانسداد الوعائي الرئوي: صعوبات في التنفس، ألم في الصدر أو شعور بعدم الراحة فيه يزداد سوءا مع التنفس العميق أو السعال. السعال المصحوب بالدم. تسارع دقات القلب، الشعور المفاجئ بالدوار أو الإغماء.
ويظهر الخطر عندما يبدو أي من هذه الأعراض مع وجود تاريخ مرضي للشخص الذي ظهرت عليه. ويبحث الأطباء عادة عن جلطات الأوردة العميقة بتوظيف الموجات فوق الصوتية. وتشمل الاختبارات الأخرى «الفينوغرام» venogram (وهي صورة خاصة للرجل بأشعة إكس)، أو التصوير بالمرنان المغناطيسي.
أما في حالة الشك في وجود انسداد وعائي رئوي فيجري اختبار يسمى «دي ـ دايمر» D ـ dimer test. وبمقدوره الكشف عن المستويات العالية لنواتج تكسر أو انفصال الخثرات الدموية في مجرى الدم. كما يجري عادة التصوير بالأشعة المقطعية.
* العلاج
* الهدف الرئيسي لعلاج جلطات الأوردة العميقة هو درء حدوث الانسداد الوعائي الرئوي. ثم يأتي بعد ذلك تخفيف الأعراض وتحسين تدفق الدم في الأطراف المصابة. والاستلقاء في الفراش مع رفع القدمين، إما في المنزل أو في المستشفى إلى جانب توفير أجواء من الحرارة الرطبة بمقدورها أن تخفف من الألم والتورم.
الأدوية مهمة أيضا. «الهيبارين» Heparin أو الأدوية المسيّلة للدم التي تحقن في الجسم مثل «الهيبارين ذي الوزن الجزيئي الضئيل» low ـ molecular ـ weight heparin أو «فوندابارينكس» fondaparinux (»اريكسترا» Arixtra) تمنع من تزايد حجم الخثرة وتدرأ تشكيل خثرات جديدة. ويتم تناولها لما بين خمسة إلى سبعة أيام، ثم يجري استبدالها تدريجيا باستعمال «وارفارين» warfarin (»كومادين» Coumadin، «جانتوفين» Jantoven، والأدوية الأصلية generic) لمدة ستة أشهر أو أكثر. كما يوصى باستعمال الجوارب الضاغطة التي تعصر الرجلين. وفي العادة فإن العوامل المدمرة للتخثر الموجودة طبيعيا في الجسم تقوم بتدمير الخثرات. ومن المهم أحيانا تسريع مثل هذه العملية. ويمكن أن يتم هذا بعملية لإزالة الخثرة تسمى «إزالة الجلطة الوريدية» venous thrombectomy وذلك بحقن عقار مذيب للخثرات.
ويظل علاج الانسداد الوعائي الرئوي أمرا أكثر أهمية ويحمل طابعا استعجاليا. ويستخدم «هيبارين» و«وارفارين» لضمان استقرار الخثرة ومنع تشكيل خثرات أخرى. وتتراوح العلاجات الإضافية وفقا لحجم الخثرة وحدتها، بين استعمال أدوية مذيبة للخثرات إلى إزالة الخثرة، أو وضع راشح في الوريد الأجوف السفلي inferior vena cava، وهو الوريد الكبير الذي يحمل الدم من الجزء الأسفل من الجسم إلى القلب.
[/size][/b]
كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»
[size=12][b]*الجلطات أو الخثرات الدموية تنقذ حياة الإنسان عندما تعمل على لأم الجراح. لكنها تكون خطيرة، بل ومميتة، عندما تتشكل داخل الشريان أو الوريد.
الخثرة الدموية التي تتشكل في الشريان التاجي بمقدورها أن تقود إلى حدوث نوبة قلبية. أما الخثرة الموجودة في شريان يغذي الدماغ فقد تؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية. وإن تشكلت الخثرة الدموية داخل الارجل فإنها قد تتسبب في حدوث الجلطات (السدادات) thrombosis داخل الأوردة العميقة فيها.
وفي استطلاع أجرته رابطة الصحة العمومية الأميركية، لم يتعرف سوى واحد بالكاد من كل أربعة من البالغين على هذا المرض، كما قل عدد الذين يعرفون منهم علاماته أو أعراضه. وهذه حالة مؤسفة لأن هيئة الجراحة العامة في الولايات المتحدة والخبراء الآخرين يقولون إن هذا الاضطراب في الأوعية الدموية يتسبب في عواقب صحية وخيمة وفي أعداد معتبرة من الوفيات سنويا.
* خثرات الأوردة العميقة
* إن جلطات الأوردة العميقة Deep ـ vein thrombosis (DVT) هي خثرات دموية تتشكل داخل الوريد الذي يوجد في أعماق الرجل أو الذراع. أما الانسداد الوعائي الرئوي pulmonary embolism (PE) فهو من النتائج الخطيرة لهذه الجلطات، وغالبا ما يكون مميتا. وتحدث هاتان الحالتان لدى 600 ألف أميركي كل سنة، مؤدية إلى مقتل 100 ألف منهم على الأقل. وتعادل أعداد الوفيات هذه الأعداد الناجمة عن سرطانات الثدي والبروستاتا والقولون مجتمعة. كما يظل ثلث المصابين بها يعانون من نتائجها لزمن طويل.
ولعلكم كنتم قد سمعتم بهاتين الحالتين المرتبطتين بعضهما ببعض بوصفهما ما أطلق عليه اعتباطا اسم «متلازمة مقاعد الدرجة الاقتصادية» (في الطائرات ـ المحرر). إلا أن رحلات الطيران لا تؤدي إلا إلى حدوث نسبة ضئيلة من جلطات الأوردة العميقة أو الانسداد الوعائي الرئوي. إذ إن التعرض للأذى والجروح، والإعاقة الحركية، واضطرابات تخثر الدم، تعتبر الأسباب الرئيسية لحدوثهما.
* خثرات مؤذية
* الدم الذي يدور في الرجلين والقدمين، يقوم بالتدفق ضد قوى الجاذبية الأرضية لدى عودته من رحلته، راجعا إلى القلب. وتساعد تقلصات عضلات الرجل على تحريك الدم العائد، أثناء المشي أو تحريك الأطراف. وتقوم هذه التقلصات بالضغط على الأوردة وعصرها، الأمر الذي يدفع الدم عبرها. وتقوم الصمامات الصغيرة داخل الأوردة بالحفاظ على تدفق الدم باتجاه القلب. ولكي يظل الدم في حالته السائلة، يتوجب عليه أن يكون متدفقا. وأي شيء يبطئ تدفق الدم عبر الذراعين أو الرجلين يوفر الظروف لتشكيل الخثرات الدموية. وقد يظهر هذا في عدد من الحالات تتراوح بين شخص وضعت رجله أو ذراعه في الجبس من دون حركة، أو الجلوس أو الاستلقاء في السرير لفترات طويلة. كما أن الحالات التي تؤدي إلى احتمال تخثر الدم مثل الاضطرابات الوراثية وأمراض السرطان، هي أمور أخرى تقود إلى حدوث جلطات الأوردة العميقة.
وعندما ينفصل جزء من الخثرة الدموية ويتحرك عبر مجرى الدم فإنه يصبح «سدّادة»، وعندما يصل إلى الرئة، يحدث الانسداد الوعائي الرئوي الذي يؤدي إلى وفاة واحد من كل خمسة مصابين به.
* التعرف على العلامات
* إن واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه عملية رصد جلطات الأوردة العميقة، أو حالة الانسداد الوعائي الرئوي، تتمثل في أن علاماتهما وأعراضهما يحاكيان أعراضا لمجموعة من الحالات المرضية الأخرى.
وفي ما يلي أكثر العلامات التحذيرية شيوعا:
• جلطات الأوردة العميقة: الألم أو الشعور بالألم عند الضغط على الرجل (خصوصا في إربة الساق، مع شعور بتقلصات أو تشنجات لا يبدو أنها زائلة)، أو ذراع تسوء حالتها، ولا تتحسن، مع الزمن. التورم في رجل أو في ذراع واحدة. احمرار جلد الرجل أو الذراع أو ازرقاقه. الشعور بالحرارة في أحد الأطراف عند لمسه.
• الانسداد الوعائي الرئوي: صعوبات في التنفس، ألم في الصدر أو شعور بعدم الراحة فيه يزداد سوءا مع التنفس العميق أو السعال. السعال المصحوب بالدم. تسارع دقات القلب، الشعور المفاجئ بالدوار أو الإغماء.
ويظهر الخطر عندما يبدو أي من هذه الأعراض مع وجود تاريخ مرضي للشخص الذي ظهرت عليه. ويبحث الأطباء عادة عن جلطات الأوردة العميقة بتوظيف الموجات فوق الصوتية. وتشمل الاختبارات الأخرى «الفينوغرام» venogram (وهي صورة خاصة للرجل بأشعة إكس)، أو التصوير بالمرنان المغناطيسي.
أما في حالة الشك في وجود انسداد وعائي رئوي فيجري اختبار يسمى «دي ـ دايمر» D ـ dimer test. وبمقدوره الكشف عن المستويات العالية لنواتج تكسر أو انفصال الخثرات الدموية في مجرى الدم. كما يجري عادة التصوير بالأشعة المقطعية.
* العلاج
* الهدف الرئيسي لعلاج جلطات الأوردة العميقة هو درء حدوث الانسداد الوعائي الرئوي. ثم يأتي بعد ذلك تخفيف الأعراض وتحسين تدفق الدم في الأطراف المصابة. والاستلقاء في الفراش مع رفع القدمين، إما في المنزل أو في المستشفى إلى جانب توفير أجواء من الحرارة الرطبة بمقدورها أن تخفف من الألم والتورم.
الأدوية مهمة أيضا. «الهيبارين» Heparin أو الأدوية المسيّلة للدم التي تحقن في الجسم مثل «الهيبارين ذي الوزن الجزيئي الضئيل» low ـ molecular ـ weight heparin أو «فوندابارينكس» fondaparinux (»اريكسترا» Arixtra) تمنع من تزايد حجم الخثرة وتدرأ تشكيل خثرات جديدة. ويتم تناولها لما بين خمسة إلى سبعة أيام، ثم يجري استبدالها تدريجيا باستعمال «وارفارين» warfarin (»كومادين» Coumadin، «جانتوفين» Jantoven، والأدوية الأصلية generic) لمدة ستة أشهر أو أكثر. كما يوصى باستعمال الجوارب الضاغطة التي تعصر الرجلين. وفي العادة فإن العوامل المدمرة للتخثر الموجودة طبيعيا في الجسم تقوم بتدمير الخثرات. ومن المهم أحيانا تسريع مثل هذه العملية. ويمكن أن يتم هذا بعملية لإزالة الخثرة تسمى «إزالة الجلطة الوريدية» venous thrombectomy وذلك بحقن عقار مذيب للخثرات.
ويظل علاج الانسداد الوعائي الرئوي أمرا أكثر أهمية ويحمل طابعا استعجاليا. ويستخدم «هيبارين» و«وارفارين» لضمان استقرار الخثرة ومنع تشكيل خثرات أخرى. وتتراوح العلاجات الإضافية وفقا لحجم الخثرة وحدتها، بين استعمال أدوية مذيبة للخثرات إلى إزالة الخثرة، أو وضع راشح في الوريد الأجوف السفلي inferior vena cava، وهو الوريد الكبير الذي يحمل الدم من الجزء الأسفل من الجسم إلى القلب.
[/size][/b]