كشفت دراسة أجريت مؤخرا عن نجاح باحثين في إبطال بعض الضرر الذي تتسبب به نوبة قلبية عبر استخدام خلايا المنشأ المستحدثة من خلايا نسيج رابط.
وتمثل هذه التجربة التي أجريت على فئران مختبر المحاولة الأولى لاستخدام خلايا المنشأ المتعددة الوظائف المستحدثة لمعالجة أمراض القلب.
والهدف من التجربة التي نشرت في مجلة "سيركوليشن" هو أن يتمكن الطب من استخدام خلايا المريض نفسه لعلاج قلبه بدلا من اللجوء إلى زرع قلب أخر، وهي طريقة غير متوفرة كما أنها تستلزم تناول أدوية خطيرة لمنع الجسم من رفض القلب الغريب.
وقال معد الدراسة اندريه تيرزيك من "عيادة مايو" في روتشستر بولاية مينيسوتا إن فكرة استخدام خلايا "IPS" تمهد الطريق لتطبيقات في مجالات أخرى، مضيفا أنه من خلال التقدم الذي أحرز في إعادة برمجة نوايا الخلايا، من المفترض أن يتمكن العلماء من عكس مصير الخلايا البالغة واستحداث علاج على الطلب لأمراض القلب.
وقام ترزيك وفريقه بإعادة برمجة خلايا ليفية برعمية جينيا، وهي خلايا تساهم في تشكيل الندوب والنسيج الرابط، لتصبح خلايا منشأ قادرة على التحول إلى عضلة قلب جديدة.
ثم قاموا بزرع هذه الخلايا في قلوب متضررة لفئران مخبرية، ولاحظوا أن هذه الخلايا نجحت خلال أربعة أسابيع في وقف انتشار الضرر في بنية القلب، واستعادة أداء عضلة القلب الذي تراجع بعد النوبة، إضافة إلى إعادة تجديد النسيج مكان الضرر.
وتقدم خلايا المنشأ فرصة هائلة للطب التجديدي لأنه من الممكن تطويعها واستخدامها لاستبدال خلايا قلب أو كبد او جلد او أي خلايا أخرى تالفة جراء المرض او الحوادث او الحروب او مجرد التقدم في السن.
كما توفر هذه الخلايا أيضا إمكانيات كبيرة لشفاء أمراض مثل باركنسون والزهايمر والسكري من النوع الأول، لكن الأبحاث في هذا المجال كانت محدودة لان الخلايا مأخوذة من أجنة.
وكان علماء اكتشفوا في العام 2007 طريقة من اجل إعادة برمجة الخلايا الجلدية للبالغين إلى خلايا منشأ، الأمر الذي زاد عدد خلايا المنشأ المتاحة لأغراض بحثية وابتعد بالتالي عن الجدل حول استخدام أجنة لغايات طبية.
ولم يتم الترخيص بعد لاختبار خلايا المنشأ المتعددة الوظائف المستحدثة على البشر، وقد تمر سنوات قبل التوصل إلى أي علاج منها.