الرئيسية
(ام سي تي)
شارك أصدقاءك مواقعهم وتفاعل معهم في الزمن الحقيقي
لندن: «الشرق الأوسط»
[b][size=12]الكثير من النشاطات على شبكة الإنترنت اجتماعية جدا، مثل كتابة المدونات وقراءتها، وزيارة مواقع الشبكات الاجتماعية، وإرسال الرسائل الفورية والبريد الإلكتروني، وإجراء المكالمات الهاتفية من خلال الإنترنت. ومع ذلك فإن تصفح الإنترنت يبقى عملا منفردا أو «وحدانيا».
ويأمل الباحثون من كلية «كوليدج أوف وليام أند ماري» في وليامسبيرغ في ولاية فيرجينيا الأميركية، تغيير هذا الأمر عن طريق برنامج يدعى «آر سي بي» RCB، وهو اختصار لعبارة (real ـ time collaborative browsing)، أي «التصفح التعاوني، أو الجماعي، في الزمن الحقيقي»، الذي يبسط عملية التواصل مع شخص آخر في الوقت الذي يقوم فيه بتصفح الإنترنت.
* تصفح مشترك
* هناك أساليب عدة لتصفح صفحات الإنترنت بصورة تعاونية، غير أن لكل منها محدوديتها. فخدمة «تريلفاير» Trailfire مثلا تتيح للمستخدم تسجيل جلسات التصفح، لكنها لا تسمح للمستخدمين التصفح سوية في الوقت ذاته. وثمة خدمة أخرى تدعى «ويبلن» Weblin تقدم أسلوبا لتعليق الحواشي على المواقع، عن طريق الرسوم المتحركة والرموز، لكنها مصممة فقط للتفاعل في صفحة واحدة للإنترنت. أما الخدمة الأخرى الأكثر فعالية «سكرين شيرنغ» (المشاركة في الشاشة) فتتيح للمستخدمين القيام بعملية التصفح معا، كما لو أنهم يتشاركون في الصفحة ذاتها، لكن هذا الأمر يتطلب الاتصال بخادم خارجي. لكن الذي يميز «آر سي بي» هو بساطته، كما يقول هينغ وانغ الأستاذ المساعد في علوم الكومبيوتر في كلية «وليام أند ماري» في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو». فقط الشخص الذي يقود جلسة التصفح بحاجة إلى تركيب هذه الإضافة للتصفح، بينما يمكن للآخرين المشاركة بأي متصفح عادي للشبكة. «وهذا ما يجعل التصفح التعاوني بسيطا وعمليا»، كما يقول وانغ.
ويعتقد الباحثون أن «آر سي بي»، قد يكون عمليا ومفيدا بالنسبة إلى الأعمال التجارية، من حيث تقديم دعم للزبائن، كتنظيم دورات دراسية وتعليمية، أو بالنسبة إلى الأصدقاء الراغبين في المشاركة بالروابط.
ولاستخدام «آر سي بي» يتوجب على أحدهم تركيب أداة إضافية، أو «امتدادية» لنظام التصفح «فايرفوكس». وهذا ما يتيح له تأسيس عنوان للموقع، الذي يمكن إرساله إلى المشتركين الآخرين. ولدى قيام الشخص الثاني بالنقر على هذا العنوان تقوم خدمة «آر سي بي» الإضافية لدى الشخص المضيف بإرساله إلى صفحة الشبكة، ومن ثم إلى متصفح الشخص الأول. وحال إجراء هذا الاتصال يستطيع كلا المستخدمين الاثنين هذين، التفاعل مع صفحة الشبكة المذكورة، وملاحقة الروابط بحيث تجري جميع العمليات عبر متصفح الشخص المضيف. ويتحكم الشخص المضيف بجلسة التصفح هذه، ويمكنه إضافة أو إزالة المشتركين الآخرين حسب رغبته وحاجته. ويمكن للمضيف التواصل مع عشرة مشتركين آخرين، من دون فقدان الكثير من قدرة الأداء، لكن الباحثين يقولون، إن «آر سي بي» تلائم أكثر شخصين في وقت واحد.
«ويبدو أن هناك رغبة حقيقية من قبل المستخدمين للتشارك في عناوين مواقعهم URL مع المتعاونين الآخرين في الزمن الفعلي» كما تقول ميرديث رينغيل موريس، عالمة الكومبيوتر من مجموعة التفاعل والمنظومات التأقلمية في «مايكروسوفت ريسيرش» للأبحاث التي أطلقت أداة بحث تعاونية تدعى «سيرش توغذر» SearchTogether (البحث معا) في العام الماضي. وكان استطلاع أجرته موريس في عام 2006 وجد أن 30 في المائة من المشاركين ذكروا أنهم حاولوا القيام بالتصفح مع الآخرين مستخدمين التراسل الفوري.
* تطوير المهارات
* وتقول موريس، إن جهود الباحثين لتبسيط عمليات التصفح التعاوني عبر «آرسي بي» هي خطوة رائدة في الاتجاه الصحيح. وأضافت أن المستخدمين من ذوي المهارات التقنية المحدودة قد يستفيدون من أداة التصفح التعاوني هذه، لكونها تتيح لذوي الخبرة الأكثر في مضمار استخدام الإنترنت توجيههم عبر الأعمال غير المألوفة لهم. ولضرورة أن يكون هذا سهل الاستخدام، فإنه من الضرورة أن يستخدم «آر سي بي» متصفحا عاديا للشبكة.
من ناحية أخرى، تخشى موريس أن يقوم «آر سي بي» بممارسة الكثير من العبء على مستضيف جلسات التصفح التعاونية. ولكون تنفيذ هذا النظام يجري حاليا فلا يمكن للمستخدم تنظيم جلسة تصفح، إلا إذا كان يعرف اسم مستضيف جهازها الكومبيوتري، أو عنوان بروتوكول الإنترنت IP، إضافة إلى رقم بوابة بروتوكول التحكم بالبث TCP غير المستخدمة.
ويقول فلاديمير استيفيل ـ كاسترو، الأستاذ في كلية المعلومات وتقنية الاتصالات في جامعة غريفيث في أستراليا، الذي درس مدى استخدام أدوات التصفح التعاوني، أو الجماعي، إن المسعى هذا يبدو مناسبا، لكنه يعتقد أنه بحاجة إلى المزيد من الجهود لتحسين النظام، بحيث يمكن للعديد من المستخدمين الدخول إلى صفحة واحدة في الإنترنت والعمل فيها.
ولا يتوفر نظام «آر سي بي» حاليا للجمهور، غير أن الباحثين قدموا عملهم هذا إلى قبل عدة أسابيع في مؤتمر يوسينيكس الفني في سان دييغو في كاليفورنيا. ويقول وانغ، إن فريق العمل تقدم بطلب للحصول على براءة اختراع مؤقتة في سبتمبر (أيلول) الماضي، آملين أن تقوم المؤسسات التي تسوق منظومات التصفح الكبرى باعتماد هذه التقنية.
[/size][/b]
