ارتفاع أسعار الذهب يفرض السؤال
هل تقبلين بالشبكة الفضة بديلاً ؟
رغم انخفاض أسعار الذهب خلال الأيام الماضية إلا أن سعره يظل بعيداً عن متناول أيدي الكثيرين ، بل بات قاصراً على القادرين مادياً فقط ، أما محدودي الدخل ومعتدليه ، فليمتنعوا ، الأمر الذي أدي إلي ازدياد معدلات العنوسة ، وللتغلب علي هذه الأزمة والخروج منها ، ولأن الحاجة أم الاختراع فقد قرر أهالي قرية "كوم الضبع" بمركز نقادة محافظة قنا جنوب مصر ، إعلان مقاطعتهم التامة للذهب وخاصة الشبكة .
وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المشغولات الذهبية ، تلألأت الفضة متألقة بأشكالها المنافسة للذهب الأبيض والألماس ، فهل الأيام التالية ستشهد تحولاً في اختيار شبكة من فضة للتحايل على تضخم معدلات العنوسة ؟ فهل تقبل الفتيات بالاستغناء عن الشبكة الذهبية ؟ وهل يتخذ الوطن العربي نفس موقف قرية "كوم الضبع" من أجل تيسير الزواج ؟ "محيط " تستطلع الأراء خلال التحقيق التالي .
بدون كذب
ترفض مروة فتحي، 24 سنة - محاسبة - الاستعراض بالمظاهر الزائفة ، وتقبل بشبكة من فضة وشرطها الوحيد لذلك أن يكون الجميع على علم بأن شبكتها ليست من الذهب الأبيض .
مؤكدة أنها لا تحب أن تبدأ حياتها بكذبة صغيرة هي في غني عنها ، وإن لم يقبل الجميع - الأهل قبل الأغراب - صراحتها ستفضل الاستغناء عن الشبكة تماماً مهما كانت العواقب .
لا للفضة
أما رشا سامي 22 سنة بكالوريوس تجارة ، لازالت تتشبث بالذهب الأصفر كشبكة، رافضة تماماً فكرة الشبكة الفضة ، قائلة : " كيف أقبل بشبكة فضة وأنا لا أميل إلى الذهب الأبيض المرصع بالألماس رغم ذوقه الرفيع؟! ، والسبب في ذلك أن شكله قريب من الفضة .. إنني أكره الفضة حتى وإن كانت منافسة هذه الأيام للألماس " .
فضة عند اللزوم
أما سارة عزت 30 عاماً سنة بكالوريوس حاسب آلي ، لا تمانع في أن يحضر خطيبها لها شبكة من الفضة تيسيراً للأمور.
وتضيف : لقد أصبحت في عمر لا يسمح لي إلا بتيسير إجراءات الزواج ، وإلا لن أجد من يقصد باب منزلي ثانية ، ولأننا مجتمع يهتم بالمظهر أكثر من الجوهر لا أجد حرجاً في أن أقول أن شبكتي من الذهب الأبيض من أجل رفع قيمة خطيبي أمام العائلة والأصدقاء .
إهانة للعروس
في الوقت الذي تقبل به الفتيات شبكة من فضة ، يرى تامر على 29 سنة مهندس كهرباء ، أن الشبكة الفضة فكرة سيئة للغاية ، وإنها سيئة جداً في حق البنت ، موضحاً أن بعض الأهالي لا يطالبون بالشبكة من الأساس ، حتي ولو عرض عليهم من قبل العريس ، وذلك في سبيل إتمام الزواج في ظل المحنة الاقتصادية التي يمر بها الشباب .
مؤكداً أنه لو عُرضت عليه هذه الفكرة لن يوافق كي لا يضع نفسه في مأزق آخر وهو أن تقوم زوجته في المستقبل بمعايرته .
ويوافقه في الرأي حسام خيرالله 34 سنة محاسب ، مشيراً إلى أن الشبكة الفضة عديمة القيمة ، في نظره، قائلاً : "إذا مر الزوج بظروف صعبة يبيع شبكة زوجته الذهبية ، ولم أسمع عن أحد يفك كربه بخاتم من فضة !"
لا داعي على الإطلاق
تقول شادية عبد الكامل 48 سنة ربة منزل ، بالرغم من حبي الشديد للفضة وأشكالها المميزة ، إلا أني لا أوافق على أن يحضر عريس لابنتي شبكة فضة ، فأرى أنه لا داعي لها والاستغناء عنها بدبلة ذهب أفضل من أن أقلل من قيمة ابنتي بالفضة .
أما سمية محمود 50 سنة ربة منزل ، فتشير إلى أن الشبكة هدية العريس للعروس مهما كانت قيمتها ، وإن لم يكن مقتدراً فلا داعي منها على الإطلاق .
وفي الوقت الذي أكد فيه فتحي علي 55 سنة ، أنه لم يتفق مع أزواج بناته الثلاثة على قيمة شبكة ، وأنها كانت متفاوتة حسب مقدرة كل عريس ، شدد على أنه لن يقبل أن تكون مقدرة زوج ابنته الصغيرة من الفضة ، فبالرغم من عدم حبه للمظاهر والتعالي إلا أنه لا يمانع في أن تكون الشبكة مطعمة بالفضة ، كأن تكون مثلاً دبلة من الذهب وأسورة من الفضة شرط أن يكون الجميع على علم بأنها فضة .
أكثر تميزاً وجاذبية
بينما يعتقد الكثيرون أن مظهر الحلي الفضية يمكن تفرقته بسهولة عن الذهب الأبيض ، يؤكد أحد خبراء صناعة وبيع الفضيات الذي يعمل في هذا المجال منذ 15 عاماً تقريباً ، أنه لا مجال الآن للتفريق بين الفضة والذهب الأبيض من حيث التصميم والشكل ، فقد اختلفت أشكال الفضة الآن عن الماضي، فأصبحت أكثر جمالاً وجاذبية.
مشيراً إلى تنوع الموديلات وفخامتها بين السويسري والإيطالي والتركي والبلجيكي ، موضحاً أن الموديل السويسري هو الأفخم والأقيم لقربه الشديد من الذهب .
ويفيد خبير الفضيات أن الأحجار الكريمة والفيروز والفصوص المميزة لم تعد حكراً على المشغولات الذهبية فقط ، بل دخلت مجال الفضة أيضاً ، فاكتسبت الحلي الفضية نفس بريق الذهب الأبيض ، موضحاً زيادة الإقبال على الفضة هذه الأيام بسبب الارتفاع الجنوني في سوق الذهب .
ويتابع : أنه يرد عليه حالات قليلة لشراء شبكة فضية كاملة ، ولكن أغلبية العرسان يطعّمون الذهب بالفضة ، كأن يشتروا أسورة قيمة مثلاً ، ويضعونها في علبة الشبكة على أنها من الذهب الأبيض .
غلاء الذهب يغير عادات الزواج
وقد ألقت أزمة ارتفاع أسعار الذهب بظلالها علي العديد من البلدان العربية حتي أدت إلي تغيير بعض عادات الزواج في الدول العربية , علي سبيل المثال لجأت الكثير من الأسر السعودية إلى أساليب مختلفة للتغلب على أسعار الذهب , واكتفت المقبلات على الزواج هناك بالإكسسوارات ذهبية اللون أو بأطقم صغيرة أو فضة أو تأجير الشبكة ، وبذلك غيرن بعض العادات من شراء أطقم كبيرة وتوابعها من ( هامة - وحزام - وأكف ذهبية ).
ويقول أحد البائعين في محلات لبيع الذهب إن المبيعات تقلصت عند معظم التجار بنسبة 70% بسبب الغلاء وصعوبة الشراء ، مضيفاً أن الشباب والشابات يقبلون على الذهب الخفيف والسلاسل الخفيفة والأطقم البسيطة , أو الذهب الإيطالي والذهب عيار 18 .
بيع الذهب بعد الزواج
وأشار تاجر آخر إلى وجود ظاهرة جديدة هي بيع الذهب بمجرد انتهاء مراسم الزواج, وذلك بسبب الديون التي تتفاقم على الزوج بعد الزواج, مضيفاً أن هناك انحساراً وقلة إقبال من المشترين على شراء الذهب, وأن عدد المشترين لا يمثل 1% من العدد سابقاً وأصبحت محال الذهب تتحمل أعباء العمالة وأجور المحال بسبب الكساد في عمليات البيع.
وذكرت مديرة اللجنة النسائية بالغرفة الصناعية بأبها أن الفتاة السعودية أصبحت مدركة ضرورة التوقف عن شراء الذهب , وكثيرات من الفتيات يفضلن ادخار المال لحين انخفاض الذهب, وأخريات فضلن تنفيذ مشاريع صغيرة أو شراء أراض بالمبالغ المخصصة للذهب ) ، حسب ما ورد بجريدة " الثورة ".
وفي المقابل شهدت محلات بيع الإكسسوارات في كثير من الدول العربية إقبالاً من الزبائن وذلك لتناسبه لعدة طبقات مختلفة كونها تصلح للاستخدام على مدار السنة وليس لها أوقات معينة, وأسعارها في متناول الجميع, وتضاعف إقبال الزبائن على هذا النوع لانخفاض سعر الإكسسوارات, وأيضاً بسبب ابتكار تصاميم جديدة وتماشيها مع كافة المناسبات.
تأجير الشبكة في مصر
وتنتشر في مصر ظاهرة غريبة أيضاً للتغلب على غلاء أسعار الذهب وهي تأجير إكسسوارات شبيهة بالشبكة الأصلية , بحيث يتم إيهام المدعوين أن الشبكة ذهب حقيقي وليست تقليداً .
وفي أحيان أخرى يتم اللجوء إلى استخدام صيغة الأخوات بحيث يبدو الأمر وكأن هناك شبكة حقيقية كبيرة.
وأحياناً يتم اللجوء إلى شراء الشبكة بحيث يتم بيعها بعد الزفاف مباشرة مع تحمل العريس للخسارة, وفي بعض المناطق, يتم استئجار شبكة حقيقية مع كتابة شيك على بياض يستلمه العريس بمجرد إعادته للذهب المستأجر, وذلك مقابل مبالغ تتراوح بين 100و 200 جنيه.
الشبكة في الشرع
في النهاية يفيد الدكتور فرحات سعيد المنجي وكيل الأزهر الشريف سابقاً ، بأن الشبكة في الشرع وعد بزواج وهدية مقدمة من الخاطب للخطيبة ، ودليل على حسن نيته أو دليل عملي على مدي حرصه الشديد بالارتباط بهذه المرأة .
ويوضح د. فرحات أن الشبكة قديماً كانت عادة في صورة هدايا كوعد بالزواج من هذه المرأة ، بدليل أنه لو لم يتم هذا الوعد تكون الشبكة أو الهدايا من حق الخاطب وترجع له مرة أخري .
أما إذا قدمت بعد عقد العقد فهي لا ترد في حالتين ، إذا كانت الشبكة جزء من المهر الخاص بالعروس ، فإن طلقت فبل الدخول فلها نصفها فقط ، أما لو طلقت بعد الدخول فلها كل المهر أو كل الشبكة .
وحول رأي د. فرحات في أن تكون الشبكة من الفضة ، قال إنها هدية ، والهدية على قدر المهدي مهما كانت فاسمها هدية ويجب أن يكون غير مبالغ فيها تيسيراً للخاطب وهذه احدي الحلول في تيسير أمر الزواج وإتمامه ، واستشهد بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم " أيسرهن مهوراً أكثرهن بركة " .
وفي النهاية قدم د. فرحات بعض النصائح المهمة للمقدمين على الزواج :
أولاً : للزوج
* أن يختار الزوجة الصالحة صاحبة الدين ، وأن ينظر إلى من تصلح أن تكون أماً لأولاده أو من يكون خالاً لأولاده .
*إياك أن تنظر للمرأة ذات المال والجمال ، ويكون كل هذا همك فاختارها نقية تقية من أصل طيب .
* اكرمها كما يقول النبي صلي الله عليه وسلم " ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم " .
* ولتكن معاشرتك لها طيبة كما أمر الله عز وجل .
ثانياً : للزوجة
* لا تنخدعي بمظهر الرجل أو جماله ، أو الرجل الذي يقولون عنه " الدنجوان " أو الشاب الذي يقال عنه " الولد الفتك" .
* كوني امرأة مثل النساء وليكن زوجك رجل كمثل الرجال .
* اختاري حسن الخلق إن أبغضك فأرسلك إلى أهلك معززة مُكرمة .
* كوني معه شريكة طيبة وإلا نزع الله البركة من بينكم .
وأنت هل تقبلين بالفضة شبكة لكِ ؟ .. شاركونا
هل تقبلين بالشبكة الفضة بديلاً ؟
رغم انخفاض أسعار الذهب خلال الأيام الماضية إلا أن سعره يظل بعيداً عن متناول أيدي الكثيرين ، بل بات قاصراً على القادرين مادياً فقط ، أما محدودي الدخل ومعتدليه ، فليمتنعوا ، الأمر الذي أدي إلي ازدياد معدلات العنوسة ، وللتغلب علي هذه الأزمة والخروج منها ، ولأن الحاجة أم الاختراع فقد قرر أهالي قرية "كوم الضبع" بمركز نقادة محافظة قنا جنوب مصر ، إعلان مقاطعتهم التامة للذهب وخاصة الشبكة .
وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المشغولات الذهبية ، تلألأت الفضة متألقة بأشكالها المنافسة للذهب الأبيض والألماس ، فهل الأيام التالية ستشهد تحولاً في اختيار شبكة من فضة للتحايل على تضخم معدلات العنوسة ؟ فهل تقبل الفتيات بالاستغناء عن الشبكة الذهبية ؟ وهل يتخذ الوطن العربي نفس موقف قرية "كوم الضبع" من أجل تيسير الزواج ؟ "محيط " تستطلع الأراء خلال التحقيق التالي .
بدون كذب
ترفض مروة فتحي، 24 سنة - محاسبة - الاستعراض بالمظاهر الزائفة ، وتقبل بشبكة من فضة وشرطها الوحيد لذلك أن يكون الجميع على علم بأن شبكتها ليست من الذهب الأبيض .
مؤكدة أنها لا تحب أن تبدأ حياتها بكذبة صغيرة هي في غني عنها ، وإن لم يقبل الجميع - الأهل قبل الأغراب - صراحتها ستفضل الاستغناء عن الشبكة تماماً مهما كانت العواقب .
لا للفضة
أما رشا سامي 22 سنة بكالوريوس تجارة ، لازالت تتشبث بالذهب الأصفر كشبكة، رافضة تماماً فكرة الشبكة الفضة ، قائلة : " كيف أقبل بشبكة فضة وأنا لا أميل إلى الذهب الأبيض المرصع بالألماس رغم ذوقه الرفيع؟! ، والسبب في ذلك أن شكله قريب من الفضة .. إنني أكره الفضة حتى وإن كانت منافسة هذه الأيام للألماس " .
فضة عند اللزوم
أما سارة عزت 30 عاماً سنة بكالوريوس حاسب آلي ، لا تمانع في أن يحضر خطيبها لها شبكة من الفضة تيسيراً للأمور.
وتضيف : لقد أصبحت في عمر لا يسمح لي إلا بتيسير إجراءات الزواج ، وإلا لن أجد من يقصد باب منزلي ثانية ، ولأننا مجتمع يهتم بالمظهر أكثر من الجوهر لا أجد حرجاً في أن أقول أن شبكتي من الذهب الأبيض من أجل رفع قيمة خطيبي أمام العائلة والأصدقاء .
إهانة للعروس
في الوقت الذي تقبل به الفتيات شبكة من فضة ، يرى تامر على 29 سنة مهندس كهرباء ، أن الشبكة الفضة فكرة سيئة للغاية ، وإنها سيئة جداً في حق البنت ، موضحاً أن بعض الأهالي لا يطالبون بالشبكة من الأساس ، حتي ولو عرض عليهم من قبل العريس ، وذلك في سبيل إتمام الزواج في ظل المحنة الاقتصادية التي يمر بها الشباب .
مؤكداً أنه لو عُرضت عليه هذه الفكرة لن يوافق كي لا يضع نفسه في مأزق آخر وهو أن تقوم زوجته في المستقبل بمعايرته .
ويوافقه في الرأي حسام خيرالله 34 سنة محاسب ، مشيراً إلى أن الشبكة الفضة عديمة القيمة ، في نظره، قائلاً : "إذا مر الزوج بظروف صعبة يبيع شبكة زوجته الذهبية ، ولم أسمع عن أحد يفك كربه بخاتم من فضة !"
لا داعي على الإطلاق
تقول شادية عبد الكامل 48 سنة ربة منزل ، بالرغم من حبي الشديد للفضة وأشكالها المميزة ، إلا أني لا أوافق على أن يحضر عريس لابنتي شبكة فضة ، فأرى أنه لا داعي لها والاستغناء عنها بدبلة ذهب أفضل من أن أقلل من قيمة ابنتي بالفضة .
أما سمية محمود 50 سنة ربة منزل ، فتشير إلى أن الشبكة هدية العريس للعروس مهما كانت قيمتها ، وإن لم يكن مقتدراً فلا داعي منها على الإطلاق .
وفي الوقت الذي أكد فيه فتحي علي 55 سنة ، أنه لم يتفق مع أزواج بناته الثلاثة على قيمة شبكة ، وأنها كانت متفاوتة حسب مقدرة كل عريس ، شدد على أنه لن يقبل أن تكون مقدرة زوج ابنته الصغيرة من الفضة ، فبالرغم من عدم حبه للمظاهر والتعالي إلا أنه لا يمانع في أن تكون الشبكة مطعمة بالفضة ، كأن تكون مثلاً دبلة من الذهب وأسورة من الفضة شرط أن يكون الجميع على علم بأنها فضة .
أكثر تميزاً وجاذبية
بينما يعتقد الكثيرون أن مظهر الحلي الفضية يمكن تفرقته بسهولة عن الذهب الأبيض ، يؤكد أحد خبراء صناعة وبيع الفضيات الذي يعمل في هذا المجال منذ 15 عاماً تقريباً ، أنه لا مجال الآن للتفريق بين الفضة والذهب الأبيض من حيث التصميم والشكل ، فقد اختلفت أشكال الفضة الآن عن الماضي، فأصبحت أكثر جمالاً وجاذبية.
مشيراً إلى تنوع الموديلات وفخامتها بين السويسري والإيطالي والتركي والبلجيكي ، موضحاً أن الموديل السويسري هو الأفخم والأقيم لقربه الشديد من الذهب .
ويفيد خبير الفضيات أن الأحجار الكريمة والفيروز والفصوص المميزة لم تعد حكراً على المشغولات الذهبية فقط ، بل دخلت مجال الفضة أيضاً ، فاكتسبت الحلي الفضية نفس بريق الذهب الأبيض ، موضحاً زيادة الإقبال على الفضة هذه الأيام بسبب الارتفاع الجنوني في سوق الذهب .
ويتابع : أنه يرد عليه حالات قليلة لشراء شبكة فضية كاملة ، ولكن أغلبية العرسان يطعّمون الذهب بالفضة ، كأن يشتروا أسورة قيمة مثلاً ، ويضعونها في علبة الشبكة على أنها من الذهب الأبيض .
غلاء الذهب يغير عادات الزواج
وقد ألقت أزمة ارتفاع أسعار الذهب بظلالها علي العديد من البلدان العربية حتي أدت إلي تغيير بعض عادات الزواج في الدول العربية , علي سبيل المثال لجأت الكثير من الأسر السعودية إلى أساليب مختلفة للتغلب على أسعار الذهب , واكتفت المقبلات على الزواج هناك بالإكسسوارات ذهبية اللون أو بأطقم صغيرة أو فضة أو تأجير الشبكة ، وبذلك غيرن بعض العادات من شراء أطقم كبيرة وتوابعها من ( هامة - وحزام - وأكف ذهبية ).
ويقول أحد البائعين في محلات لبيع الذهب إن المبيعات تقلصت عند معظم التجار بنسبة 70% بسبب الغلاء وصعوبة الشراء ، مضيفاً أن الشباب والشابات يقبلون على الذهب الخفيف والسلاسل الخفيفة والأطقم البسيطة , أو الذهب الإيطالي والذهب عيار 18 .
بيع الذهب بعد الزواج
وأشار تاجر آخر إلى وجود ظاهرة جديدة هي بيع الذهب بمجرد انتهاء مراسم الزواج, وذلك بسبب الديون التي تتفاقم على الزوج بعد الزواج, مضيفاً أن هناك انحساراً وقلة إقبال من المشترين على شراء الذهب, وأن عدد المشترين لا يمثل 1% من العدد سابقاً وأصبحت محال الذهب تتحمل أعباء العمالة وأجور المحال بسبب الكساد في عمليات البيع.
وذكرت مديرة اللجنة النسائية بالغرفة الصناعية بأبها أن الفتاة السعودية أصبحت مدركة ضرورة التوقف عن شراء الذهب , وكثيرات من الفتيات يفضلن ادخار المال لحين انخفاض الذهب, وأخريات فضلن تنفيذ مشاريع صغيرة أو شراء أراض بالمبالغ المخصصة للذهب ) ، حسب ما ورد بجريدة " الثورة ".
وفي المقابل شهدت محلات بيع الإكسسوارات في كثير من الدول العربية إقبالاً من الزبائن وذلك لتناسبه لعدة طبقات مختلفة كونها تصلح للاستخدام على مدار السنة وليس لها أوقات معينة, وأسعارها في متناول الجميع, وتضاعف إقبال الزبائن على هذا النوع لانخفاض سعر الإكسسوارات, وأيضاً بسبب ابتكار تصاميم جديدة وتماشيها مع كافة المناسبات.
تأجير الشبكة في مصر
وتنتشر في مصر ظاهرة غريبة أيضاً للتغلب على غلاء أسعار الذهب وهي تأجير إكسسوارات شبيهة بالشبكة الأصلية , بحيث يتم إيهام المدعوين أن الشبكة ذهب حقيقي وليست تقليداً .
وفي أحيان أخرى يتم اللجوء إلى استخدام صيغة الأخوات بحيث يبدو الأمر وكأن هناك شبكة حقيقية كبيرة.
وأحياناً يتم اللجوء إلى شراء الشبكة بحيث يتم بيعها بعد الزفاف مباشرة مع تحمل العريس للخسارة, وفي بعض المناطق, يتم استئجار شبكة حقيقية مع كتابة شيك على بياض يستلمه العريس بمجرد إعادته للذهب المستأجر, وذلك مقابل مبالغ تتراوح بين 100و 200 جنيه.
الشبكة في الشرع
في النهاية يفيد الدكتور فرحات سعيد المنجي وكيل الأزهر الشريف سابقاً ، بأن الشبكة في الشرع وعد بزواج وهدية مقدمة من الخاطب للخطيبة ، ودليل على حسن نيته أو دليل عملي على مدي حرصه الشديد بالارتباط بهذه المرأة .
ويوضح د. فرحات أن الشبكة قديماً كانت عادة في صورة هدايا كوعد بالزواج من هذه المرأة ، بدليل أنه لو لم يتم هذا الوعد تكون الشبكة أو الهدايا من حق الخاطب وترجع له مرة أخري .
أما إذا قدمت بعد عقد العقد فهي لا ترد في حالتين ، إذا كانت الشبكة جزء من المهر الخاص بالعروس ، فإن طلقت فبل الدخول فلها نصفها فقط ، أما لو طلقت بعد الدخول فلها كل المهر أو كل الشبكة .
وحول رأي د. فرحات في أن تكون الشبكة من الفضة ، قال إنها هدية ، والهدية على قدر المهدي مهما كانت فاسمها هدية ويجب أن يكون غير مبالغ فيها تيسيراً للخاطب وهذه احدي الحلول في تيسير أمر الزواج وإتمامه ، واستشهد بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم " أيسرهن مهوراً أكثرهن بركة " .
وفي النهاية قدم د. فرحات بعض النصائح المهمة للمقدمين على الزواج :
أولاً : للزوج
* أن يختار الزوجة الصالحة صاحبة الدين ، وأن ينظر إلى من تصلح أن تكون أماً لأولاده أو من يكون خالاً لأولاده .
*إياك أن تنظر للمرأة ذات المال والجمال ، ويكون كل هذا همك فاختارها نقية تقية من أصل طيب .
* اكرمها كما يقول النبي صلي الله عليه وسلم " ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم " .
* ولتكن معاشرتك لها طيبة كما أمر الله عز وجل .
ثانياً : للزوجة
* لا تنخدعي بمظهر الرجل أو جماله ، أو الرجل الذي يقولون عنه " الدنجوان " أو الشاب الذي يقال عنه " الولد الفتك" .
* كوني امرأة مثل النساء وليكن زوجك رجل كمثل الرجال .
* اختاري حسن الخلق إن أبغضك فأرسلك إلى أهلك معززة مُكرمة .
* كوني معه شريكة طيبة وإلا نزع الله البركة من بينكم .
وأنت هل تقبلين بالفضة شبكة لكِ ؟ .. شاركونا