توفي الطفل الياباني ساتورو في سنته الأولى إذ وقع ضحية مصيبتين، الأولى تشوه خلقي في القلب والثانية ولادته في بلد يحظر وهب الأعضاء لمن هم دون الخامسة عشرة.
وبعد مرور ستة أشهر على وفاة الطفل، لم تخف نقمة أبيه بعد على الحكومات والبرلمانات المتتالية في اليابان.
وقال الأب في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية "لو قدر لابني أن يولد في الولايات المتحدة، لكان اسمه قد وضع على لائحة الانتظار لزرع قلب له، ولكان لا يزال على قيد الحياة الآن".
وأضاف "لقد تعهدت السلطات بتعديل القوانين، لكن الوعود بقيت حبرا على ورق فيما يموت عشرات آلاف الأطفال والبالغين بانتظار عملية زرع قلب". ويناقش البرلمان الياباني حاليا أربعة تعديلات ويتوقع التصويت عليها الأسبوع المقبل.
وكان قانون زرع الأعضاء قد اقر في 1997. ومذاك لم تجر سوى 81 عملية زرع في اليابان فيما تجرى آلاف الجراحات من هذا النوع في الولايات المتحدة والمئات في أوروبا.
ويضم الأرخبيل الياباني حاليا أكثر من 12 ألف مريض بانتظار واهب، علما أن 10 آلاف شخص يعلنون في "حالة موت دماغي" سنويا وهي حالة تستمر الأعضاء الحيوية كالقلب بأداء وظيفتها بمساعدة الأجهزة بانتظار عملية زرع.
ويعود السبب في ذلك إلى شرطين مسبقين لعملية زرع وهما بلوغ المريض الخامسة عشرة وتوافر موافقة خطية للواهب مرفقة بتوقيع عائلته. ويسافر الميسورون عادة إلى الخارج للخضوع لعملية زرع، وغالبا ما يقصد اليابانيون الولايات المتحدة من اجل زرع قلب، حيث تتراوح كلفة العملية بين مليون أو مليون ونصف المليون دولار.
أما للخضوع لعملية زرع كبد أو كلية فيقصدون الصين أو الهند حيث يشهد الاتجار بالأعضاء فورة. وقررت منظمة الصحة العالمية تاليا وضع حد "لسياحة زرع الأعضاء" وستوصي اعتبارا من العام 2010 بإجراء الجراحات في بلد المريض والواهب.
وقد أعلنت كل من استراليا وبريطانيا وألمانيا أنها سترفض معالجة المرضى اليابانيين. إلا أن الأمل الوحيد لحوالي 50 طفلا يابانيا هم على لائحة الانتظار، هو السفر للخضوع لجراحة الزرع، ويتم ذلك عادة بفضل الهبات الرسمية.
واقترح النائب كونو، الذي وهب جزءا من كبده لوالده في العام 2002، تعديل القانون بحيث يلغى شرط العمر وشرط الموافقة المزدوجة. وبالتالي، في حال غياب أي وثيقة خطية، يعتبر أي متوف واهبا محتملا إلا إذا اعترضت العائلة في اللحظة الأخيرة.
أما التعديلات الثلاثة الأخرى التي يدرسها البرلمان حاليا فتقضي بتخفيض السن لعمليات الزرع حتى الثانية عشرة وبتوضيح مفهوم "الموت الدماغي" الذي لا يميز دائما في اليابان عن حالة الغيبوبة.
ويقول بهذا الشأن الطبيب تسوتومو ساجي، أستاذ طب الأطفال في جامعة طوهو، "آن الأوان ليتقبل الناس في اليابان أن الموت الدماغي هو موت فعلي في الواقع".