اكتشف علماء في المستشفى الجامعي لعلاج الأمراض النفسية في مدينة توبنغن الألمانية كيفية تعرف المخ البشري على الحالة المزاجية للشخص بمجرد الاستماع إلى نغمة الصوت التي يتكلم بها.
وشدد الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة "كارانت بيولوجي" على أهمية هذا الأمر في المحادثات الهاتفية التقليدية، لاسيما في ضوء حقيقة أنه لا يرى الطرف الآخر تعبيرات الوجه لمن يتحدث معه.
وحسب هذه الدراسة فإنه إذا تقلصت قدرة الفرد على التعرف على الحالة المزاجية للمحاور بسبب إصابته بأمراض نفسية مثلا، فربما تأثرت تبعا لذلك قدرته على ممارسة الحياة الاجتماعية بصورة صحيحة.
وقام فريق البحث بقيادة توماس إيتهوفر باختيار كلمات لا معنى لها وأسمعوها لعدد من الأشخاص أثناء إجراء تصوير للمخ باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية.
كما اقترنت هذه الكلمات بعرض بصور مختلفة في حالة الفرح والغضب والاعتدال والحزن.
وقالت الدراسة إن النتائج أظهرت أن الحالة المزاجية للشخص الخاضع للاختبار يمكن التعرف عليها من خلال ردود أفعال الدماغ في أثناء تعرضه للموجات الكهرومغناطيسية.
ومن شأن هذه النتائج أيضا أن تمكن الباحثين من فهم أفضل لأمراض اللغة والنطق، خاصة فيما يتعلق بالتعرف على استجابة الدماغ للإشارات العصبية المختلفة التي تمثل الحالة المزاجية للمتحدث.
وثمة أسباب عديدة لاختفاء الصوت الصادر عن جهاز النطق في الإنسان منها العدوى أو تعاطي جرعة دوائية زائدة أو القلق والتوتر أو تكوّن نتوءات على الأوتار الصوتية.
وفي معظم الحالات يعود الصوت خشنا بعد بضعة أيام، لكن عند بعض الناس قد تستمر الأعراض سنوات لا يبقى من الصوت خلالها إلا الهمس.
لكن ليس الجانب النفسي وحده الذي يمكنه أن يؤثر على الصوت، فالمشكلات البدنية والهرمونية والعصبية يمكنها أيضا أن تعوق قدرة الشخص على الكلام.
بل إن الإصابة بانزلاق غضروفي يمكن أن تتسبب في مشكلات نطقية وذلك بسبب توتر الجسم البشري في رد فعله على الألم الشديد.
والنتائج المترتبة على مشاكل النطق متعددة؛ فالشخص الذي فقد القدرة على الاستخدام الكامل للصوت قد يتعرض لأمور تؤثر سلبا في العمل أو ربما قد يمنع من العمل مطلقا.
وربما يتجه مثل هذا الشخص إلى الانعزال وتقل مغادرته للمنزل وأحيانا يعقب فقد القدرة على الكلام نوبات من الفزع.
ويرى البروفيسور راينر شوينفايلر، رئيس الجمعية الألمانية للكلام والصوت وعلاج اللغة، ضرورة أن يحافظ المرء على صوته في حالة جيدة من خلال عدد من الأمور مثل التنفس السليم والملابس المريحة وشرب كميات كافية من السوائل.