د. عبير مبارك
* الارتجاع المثاني الحالبي
* الارتجاع المثاني الحالبي (vesicoureteral reflux)، عبارة عن تدفق عكسي للبول من المثانة إلى الحالبين ثم إلى الكليتين. وفي الوضع الطبيعي يمنع الصمام الموجود عند اتصال الحالب بالمثانة، البول من الرجوع أو العودة من المثانة إلى الحالب أثناء التبول، حيث يكون الضغط داخل المثانة عاليا. أما في حالة الارتجاع المثاني الحالبي فلا يعمل هذا الصمام بشكل جيد، مما يتيح المجال للبول بالتدفق بشكل عكسي إلى الأعلى في اتجاه الكليتين، فيأخذ معه البكتريا من المثانة إلى الكليتين أو يزيد الضغط داخل الكليتين أو الأمرين معا. وكلا الأمرين قد يدمران الكلية.
ينتشر الارتجاع المثاني الحالبي بين الأطفال، ويؤدى الارتجاع الشديد إلى ارتفاع شديد في ضغط الدم، ومن ثم إلي الفشل الكلوي في حال لم يتم العلاج المبكر. أما الارتجاع الخفيف لدى كثير من الأطفال فتتحسن حالته بمرور الوقت.
غالبا لا يسبب الارتجاع أعراضا على الإطلاق، ولكنه قد يسبب الإحساس بالألم في إحدي جانبي الجسم عند الإصابة بعدوى المسالك البولية بصورة متكررة، ويصحبه ارتفاع في درجة الحرارة أو حمى ورجفة وألم أثناء التبول. وفي الحالات الشديدة التي تؤدى إلى الفشل الكلوي يصاب المريض بارتفاع في ضغط الدم، أو أعراض الفشل الكلوي في حالات التلف الكامل للكليتين.
يتم العلاج بعد التشخيص بالمضادات الحيوية بجرعات بسيطة لإبقاء البول خاليا من العدوى البكتيرية، كما ينصح بالتدخل الجراحي في حالات الارتجاع الشديد، حيث يتم قطع الحالبين عند موضع اتصالهما بالمثانة ثم إعادة وصلهما وخياطتهما بالمثانة في زاوية أكثر ميلا، مما يساعد على منع البول من الارتجاع والصعود إلى الأعلى.
* السيلان
* السيلان (gonorrhea) هو أحد أشهر الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس (الأمراض الجنسية)، تسببه بكتريا تعرف باسم «نيسيريا غونوريا» (neisseria gonorrhoeae) التي تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق العلاقة الجنسية، كما قد ينتقل المرض من الأم المصابة إلى وليدها أثناء الولادة.
يسبب مرض السيلان مضاعفات شديدة وخطيرة إذا لم تتم معالجته، فإذا انتشرت البكتريا إلى قناتي فالوب أو إلى الرحم فقد تسبب تليف الرحم أو التهاب الرحم، مما يؤدى إلى إصابة المرأة بالعقم، كما قد يؤدى السيلان إلى الإصابة بالتضيق أو التليف الإحليلي الذي يقلل من تدفق البول، وبالتالي إلى أمراض عدوى المسالك البولية. كما قد تنتقل البكتريا إلي المستقيم والشرج فتسبب التهاب المستقيم. وفي الرجال يمكن أن تسبب التهاب البربخ والتهاب البروستاتا وغيره من الالتهابات التي قد تؤدى إلى عقم الرجل. وقد ينتشر مرض السيلان إلى الجلد والمفاصل والعظام إذا لم يتم علاجه مبكرا.
لا يشعر أغلب النساء بأية أعراض عند الإصابة بالعدوى. وتظهر الأعراض بين 48 ساعة إلى 14 يوما، وكثيرا ما تظهر عند بدء الدورة الشهرية التالية. وتشمل الأعراض ظهور إفراز صديدي من الإحليل أو من المهبل مع ألم أثناء التبول مع كثرة التبول، كما تشعر النساء بألم أثناء الجماع أو ألم في الجزء السفلي من البطن، ويعاني البعض منهن من ارتفاع في درجة الحرارة إذا ما انتشرت البكتريا إلى قناة فالوب. أما الرجال فيعانون من إفراز من الإحليل، إما أن يكون أبيض أو شفافا أو أصفر سميكا شبيها بالصديد، ويظهر هذا الإفراز عند فتحة القضيب، يصحبه ألم وحرقة عند التبول. يشخص المرض على ضوء الأعراض والفحص السريري ويتم تأكيد التشخيص بالفحص المختبري للإفراز. وعادة ما يكون الإفراز واضحا لدى الرجال، أما النساء فيجب إجراء فحص للحوض وأخذ عينه من الإفراز الخارج من عنق الرحم أو الإحليل. ويتم العلاج بالمضادات الحيوية التي يمكن أن تشفي المرض وتمنع انتشاره. وفي حال إصابة الرجل ومعرفته بالإصابة يجب على الزوجة تناول العلاج حتى ولو لم تظهر عليها الأعراض.