الاهتمام بالتشخيص المبكر لحالاتها «الصامتة» ضرورةطبية
الرياض: د. حسن صندقجي
[size=12][b]لدى غالبية المُصابين بمرض السكري، تسير أمراض القلب والأوعية الدموية يدا بيد، مع تطور وطول أمد الإصابة به. وتُجمع المصادر الطبية المعنية بصحة القلب وباضطرابات الغدد الصماء في الجسم، على أن الاحتمالات ترتفع لدى المرضى المُصابين بالسكري للإصابة أيضا بنوبة الجلطة القلبية وبالسكتة الدماغية وبارتفاع ضغط الدم. وأن الاحتمالات ترتفع كذلك للإصابة بأمراض شرايين مناطق أخرى من الجسم، أي غير القلب والدماغ. ولذا فإن التضيّق في المجرى، وبالتالي تدني تدفق الدم، يطال الشرايين المغذية للأطراف العلوية والسفلية، والشرايين المغذية للأمعاء والكلى. وعليه، فإن مرضى السكري مُعرضون لاحتمالات المعاناة من آلام الذبحة المعوية، أي آلام نقص تروية الأمعاء بالدم الكافي بُعيد تناول وجبات الطعام، وكذلك مُعرضون للقروح في القدمين، نتيجة نقص التروية الدموية لهما. والإشكالية في شأن السكري وأمراض الشرايين، أيا كان موقعها بالجسم، لا يقتصر على ارتفاع احتمالات حصولها، بل أيضا في أن حصولها يبدأ في وقت مبّكر نسبيا، مقارنة مع بقية الناس، وأن هذه المضاعفات والتداعيات الشريانية غالبا ما تحصل بشكل صامت، بخلاف ما يجري لدى بقية الناس السليمين من الإصابة بمرض السكري.
وهذه الحقائق الطبية، بالرغم من قسوتها، يجب أن تكون واضحة جدا لدى المُصابين بمرض السكري. ولا فرق في هذا بين منْ يعتقدون أن إصابتهم بالسكري «طفيفة»، نتيجة عدم احتياجهم إلى تلقي العلاج بحقن هرمون الأنسولين، أو بين منْ تتطلب معالجتهم، وضبط الارتفاعات في نسبة سكر الدم، تلقي تلك الحقن الهرمونية.
وكانت رابطة القلب الأميركية قد أضافت في عام 1999، وبعد تواتر الأدلة العلمية، مرض السكري إلى قائمة عوامل الخطورة الرئيسية ذات الصفة التي يُمكن التقليل من تأثيرها، للإصابة بأمراض شرايين القلب وشرايين الدماغ. وهذا الاعتراف الطبي الرسمي بالتأثيرات المحتملة لمرض السكري على شرايين القلب والدماغ، وإن جاء متأخرا، إلا أنه تطلّب تواتر الأدلة العلمية للجزم بصحته.
* أمراض قلبية صامتة
* تشير إصدرات رابطة القلب الأميركية إلى أن أمراضا على درجة عالية من الأهمية قد تطال شرايين المُصابين بمرض السكري وهم صغار في السن، أي قبل بلوغ سن الثلاثين من العمر. ومن المعلوم أن هناك نوعين من مرض السكري، أحدهما يُدعى بالنوع الأول، والأخر يُدعى بالنوع الثاني. والنوع الأول هو الذي يُعالج من البداية بأخذ حُقن هرمون الأنسولين بشكل متكرر في اليوم الواحد. وتحصل الإصابة بهذا المرض نتيجة لنشوء عمليات مناعية تُؤدي إلى إتلاف خلايا معينة في البنكرياس مهمتها إنتاج الأنسولين.
وبالنتيجة، يظهر اضطراب جلي في تعامل الجسم مع سكر الغلوكوز، نظرا لعدم إنتاج البنكرياس لأي كمية من هرمون الأنسولين بالجسم، ما يتطلب بالتالي المعالجة بأخذ حُقن الأنسولين. وهو النوع الذي يُصاب به عادة صغار السن من الأطفال والمراهقين. أما النوع الثاني فيتميز بأن إنتاج البنكرياس، من هرمون الأنسولين، لا يفي بالكمية التي يحتاجها الجسم. وأهم أسباب ظهور النوع هذا هو زيادة وزن الجسم، وتحديدا زيادة كمية الأنسجة الشحمية بالجسم. وتتطلب المعالجة في البداية العمل على ضبط مقدار وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية له، وتناول كميات معتدلة من الطعام اليومي، وتوزيع وجبات الطعام على عدة أوقات من اليوم، وتناول أدوية تُقلل من إنتاج الكبد للسكريات وتقلل من امتصاص الأمعاء لها، وأدوية تُحفز البنكرياس على إنتاج هرمون الأنسولين، وربما يضطر الطبيب، لمعالجة هذا النوع من السكري، إلى وصف أخذ حُقن الأنسولين.
ووفق ما تُشير إليه الرابطة الأميركية لمرض السكري، في إصداراتها الحديثة، فإن تضرر وتأذي الشرايين القلبية لدى المصابين بالنوع الأول من السكري، يحصل بشكل صامت ودون ضجيج بنسبة تتراوح ما بين ضعفين إلى أربعة أضعاف، وذلك بالمقارنة مع حصول نفس الأضرار والأذى الشرياني لدى عامة الناس السليمين من الإصابة بمرض السكري. ومعلوم أن حصول مرض في الشرايين القلبية يؤدي بالعادة إلى شكوى المريض من آلام في منطقة الصدر وغيرها من الأعراض التي تقول للمريض وطبيبه بصوت واضح إن «ثمة شيء ما غير طبيعي» في شرايين القلب. ولأن المصابين بمرض السكري قد تتأثر أيضا لديهم قدرات الجهاز العصبي، فإن حصول حالة من نقص تروية وتزويد عضلة القلب بالدم، حال وجود أمراض في شرايين القلب، قد لا يصحبها حصول الإحساس بالذبحة الصدرية، وبالتالي تكون الأمراض في الشرايين القلبية صامتة. ولذا، تُؤكد الرابطة الأميركية لمرض السكري، على ضرورة الاهتمام بالتشخيص المبكر لوجود أمراض شرايين القلب، لدى هؤلاء المصابين بالسكري. وبضرورة البدء المبكر في المعالجة وللضبط المبكر لأي انفلات في أحد عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب لديهم. ومعلوم أن العوامل تلك تشمل ارتفاع نسبة كولسترول الدم وارتفاع ضغط الدم وزيادة وزن الجسم وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم والخمول البدني عن ممارسة الرياضة والتدخين وغيرها.
كما تشير الرابطة الأميركية لمرض السكري صراحة إلى أن هناك العديد من الدراسات الطبية التي توصلت إلى نتيجة حقيقية مفادها أن المصابين بالنوع الثاني من السكري هم كذلك أكثر عُرضة للإصابة بأمراض الشرايين القلبية في هيئتها الصامتة. وذكرت في الحقيقة أن ثمة إحدى الدراسات العلمية القوية التي توصلت إلى أن وجود مرض السكري من النوع الثاني لدى إنسان ليس لديه أي أعراض لوجود مرض في شرايين القلب، يجعله في حالة طبية مساوية لشخص آخر سليم من مرض السكري وأُصيب في السابق بنوبة قلبية واحدة نتيجة لمرض في الشرايين القلبية. بمعنى أن وجود مرض السكري يجب أن يُؤخذ بجدية لجهة ارتفاع احتمالات وجود مرض صامت في شرايين القلب.
[/size]
[/b]
الرياض: د. حسن صندقجي
[size=12][b]لدى غالبية المُصابين بمرض السكري، تسير أمراض القلب والأوعية الدموية يدا بيد، مع تطور وطول أمد الإصابة به. وتُجمع المصادر الطبية المعنية بصحة القلب وباضطرابات الغدد الصماء في الجسم، على أن الاحتمالات ترتفع لدى المرضى المُصابين بالسكري للإصابة أيضا بنوبة الجلطة القلبية وبالسكتة الدماغية وبارتفاع ضغط الدم. وأن الاحتمالات ترتفع كذلك للإصابة بأمراض شرايين مناطق أخرى من الجسم، أي غير القلب والدماغ. ولذا فإن التضيّق في المجرى، وبالتالي تدني تدفق الدم، يطال الشرايين المغذية للأطراف العلوية والسفلية، والشرايين المغذية للأمعاء والكلى. وعليه، فإن مرضى السكري مُعرضون لاحتمالات المعاناة من آلام الذبحة المعوية، أي آلام نقص تروية الأمعاء بالدم الكافي بُعيد تناول وجبات الطعام، وكذلك مُعرضون للقروح في القدمين، نتيجة نقص التروية الدموية لهما. والإشكالية في شأن السكري وأمراض الشرايين، أيا كان موقعها بالجسم، لا يقتصر على ارتفاع احتمالات حصولها، بل أيضا في أن حصولها يبدأ في وقت مبّكر نسبيا، مقارنة مع بقية الناس، وأن هذه المضاعفات والتداعيات الشريانية غالبا ما تحصل بشكل صامت، بخلاف ما يجري لدى بقية الناس السليمين من الإصابة بمرض السكري.
وهذه الحقائق الطبية، بالرغم من قسوتها، يجب أن تكون واضحة جدا لدى المُصابين بمرض السكري. ولا فرق في هذا بين منْ يعتقدون أن إصابتهم بالسكري «طفيفة»، نتيجة عدم احتياجهم إلى تلقي العلاج بحقن هرمون الأنسولين، أو بين منْ تتطلب معالجتهم، وضبط الارتفاعات في نسبة سكر الدم، تلقي تلك الحقن الهرمونية.
وكانت رابطة القلب الأميركية قد أضافت في عام 1999، وبعد تواتر الأدلة العلمية، مرض السكري إلى قائمة عوامل الخطورة الرئيسية ذات الصفة التي يُمكن التقليل من تأثيرها، للإصابة بأمراض شرايين القلب وشرايين الدماغ. وهذا الاعتراف الطبي الرسمي بالتأثيرات المحتملة لمرض السكري على شرايين القلب والدماغ، وإن جاء متأخرا، إلا أنه تطلّب تواتر الأدلة العلمية للجزم بصحته.
* أمراض قلبية صامتة
* تشير إصدرات رابطة القلب الأميركية إلى أن أمراضا على درجة عالية من الأهمية قد تطال شرايين المُصابين بمرض السكري وهم صغار في السن، أي قبل بلوغ سن الثلاثين من العمر. ومن المعلوم أن هناك نوعين من مرض السكري، أحدهما يُدعى بالنوع الأول، والأخر يُدعى بالنوع الثاني. والنوع الأول هو الذي يُعالج من البداية بأخذ حُقن هرمون الأنسولين بشكل متكرر في اليوم الواحد. وتحصل الإصابة بهذا المرض نتيجة لنشوء عمليات مناعية تُؤدي إلى إتلاف خلايا معينة في البنكرياس مهمتها إنتاج الأنسولين.
وبالنتيجة، يظهر اضطراب جلي في تعامل الجسم مع سكر الغلوكوز، نظرا لعدم إنتاج البنكرياس لأي كمية من هرمون الأنسولين بالجسم، ما يتطلب بالتالي المعالجة بأخذ حُقن الأنسولين. وهو النوع الذي يُصاب به عادة صغار السن من الأطفال والمراهقين. أما النوع الثاني فيتميز بأن إنتاج البنكرياس، من هرمون الأنسولين، لا يفي بالكمية التي يحتاجها الجسم. وأهم أسباب ظهور النوع هذا هو زيادة وزن الجسم، وتحديدا زيادة كمية الأنسجة الشحمية بالجسم. وتتطلب المعالجة في البداية العمل على ضبط مقدار وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية له، وتناول كميات معتدلة من الطعام اليومي، وتوزيع وجبات الطعام على عدة أوقات من اليوم، وتناول أدوية تُقلل من إنتاج الكبد للسكريات وتقلل من امتصاص الأمعاء لها، وأدوية تُحفز البنكرياس على إنتاج هرمون الأنسولين، وربما يضطر الطبيب، لمعالجة هذا النوع من السكري، إلى وصف أخذ حُقن الأنسولين.
ووفق ما تُشير إليه الرابطة الأميركية لمرض السكري، في إصداراتها الحديثة، فإن تضرر وتأذي الشرايين القلبية لدى المصابين بالنوع الأول من السكري، يحصل بشكل صامت ودون ضجيج بنسبة تتراوح ما بين ضعفين إلى أربعة أضعاف، وذلك بالمقارنة مع حصول نفس الأضرار والأذى الشرياني لدى عامة الناس السليمين من الإصابة بمرض السكري. ومعلوم أن حصول مرض في الشرايين القلبية يؤدي بالعادة إلى شكوى المريض من آلام في منطقة الصدر وغيرها من الأعراض التي تقول للمريض وطبيبه بصوت واضح إن «ثمة شيء ما غير طبيعي» في شرايين القلب. ولأن المصابين بمرض السكري قد تتأثر أيضا لديهم قدرات الجهاز العصبي، فإن حصول حالة من نقص تروية وتزويد عضلة القلب بالدم، حال وجود أمراض في شرايين القلب، قد لا يصحبها حصول الإحساس بالذبحة الصدرية، وبالتالي تكون الأمراض في الشرايين القلبية صامتة. ولذا، تُؤكد الرابطة الأميركية لمرض السكري، على ضرورة الاهتمام بالتشخيص المبكر لوجود أمراض شرايين القلب، لدى هؤلاء المصابين بالسكري. وبضرورة البدء المبكر في المعالجة وللضبط المبكر لأي انفلات في أحد عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب لديهم. ومعلوم أن العوامل تلك تشمل ارتفاع نسبة كولسترول الدم وارتفاع ضغط الدم وزيادة وزن الجسم وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم والخمول البدني عن ممارسة الرياضة والتدخين وغيرها.
كما تشير الرابطة الأميركية لمرض السكري صراحة إلى أن هناك العديد من الدراسات الطبية التي توصلت إلى نتيجة حقيقية مفادها أن المصابين بالنوع الثاني من السكري هم كذلك أكثر عُرضة للإصابة بأمراض الشرايين القلبية في هيئتها الصامتة. وذكرت في الحقيقة أن ثمة إحدى الدراسات العلمية القوية التي توصلت إلى أن وجود مرض السكري من النوع الثاني لدى إنسان ليس لديه أي أعراض لوجود مرض في شرايين القلب، يجعله في حالة طبية مساوية لشخص آخر سليم من مرض السكري وأُصيب في السابق بنوبة قلبية واحدة نتيجة لمرض في الشرايين القلبية. بمعنى أن وجود مرض السكري يجب أن يُؤخذ بجدية لجهة ارتفاع احتمالات وجود مرض صامت في شرايين القلب.
[/size]
[/b]
عدل سابقا من قبل استاذ شيركو في الأربعاء مايو 13, 2009 8:01 am عدل 1 مرات