خدمة «سيمانتيك» الجديدة
تشكل وسيطا شفافا بين الجانبين
واشنطن: «الشرق الأوسط»*
المخربون، والذين يتنمرون على الآخرين عبر الإنترنت ويتآمرون عليهم، ليسوا مرغوبين عندما يستخدم الأطفال هذه الشبكة العالمية، وهذا ما يجعل الآباء والأمهات يخشون على أطفالهم، خصوصا مع وجود قناعة واسعة بأن الصغار يفقهون في هذه التقنية أكثر بكثير من الآباء والأمهات.
وأخيرا أطلقت «سيمانتيك» خدمة واعدة أساسها الشبكة تدعى «أونلاين فاملي. نورتون» OnlineFamily.Norton لمساعدة الآباء والأمهات في السيطرة على ما يفعله أولادهم على الإنترنت. والجيد في الأمر أن الخدمة مجانية حتى يناير (كانون الثاني) المقبل. لكنها بعد ذلك لا تلتزم بسعر، إلا أنها تقول إن اشتراكا لمدة سنة كاملة قد يكلف نحو 60 دولارا.
ويقول إدوارد بيغ في صحيفة «يو إس إيه توداي»: «كنت خلال هذا الوقت أجرب نسخة تجريبية أطلقت باكرا، على جهازي «بي سي» و«ماك»، ووجدت أنها غير مكتملة بعدُ عمليا، أو مصقولة، بيد أن نسخة «ويندوز» كانت متقدمة على نسخة «ماك». لكنني قدرت جهود «سيمانتيك» في هذا الاتجاه، لأن المقصود من خدمة «أونلاين فاملي» أن تكون وسيطا شفافا تماما بين الآباء والأمهات. مراقبة وحوار الآباء
* ومثال على ذلك، أنه في الوقت الذي يستطيع فيه الآباء والأمهات الاطلاع على تقارير تتعلق بما كان يفعله أبناؤهم على الإنترنت، فإن هذا البرنامج ليس أداة خفية، أو سرية يجري عبره استراق النظر أو السمع عليهم، إذ يمكن بواسطته تشجيع الآباء والأمهات على الدخول في حوار مفتوح مع أطفالهم لتنظيم أسس وقواعد داخلية معمول بها تتعلق باستخدام الكومبيوتر والإنترنت. فعندما يقوم هؤلاء الصغار بتصفح الإنترنت وإرسال الرسائل الفورية والقيام بعمليات البحث، يدركون في الوقت ذاته ما هو مسموح به وغير مسموح، بحيث يقوم «نورتون» بتذكيرهم بأن هناك ما يراقب تصرفاتهم.
في هذا الوقت يستطيع الآباء والأمهات النقر على تقارير نشاطات أولادهم السريعة من أي كومبيوتر آخر موصول إلى الشبكة والتلصلص على الصور الصغيرة (بحجم الطابع البريدي) لمواقع الشبكة التي جرى منعها.
والخدمة الجديدة تستهدف الآباء والأمهات الذين تتراوح أعمار أولادهم بين 8 و13 سنة، على الرغم من أنها قد تثبت صلاحيتها أيضا للعائلات الذين لهم أولاد في سن أصغر أو أكبر.
ويبدو أن «سيمانتيك» استطاعت «إعادة اختراع العجلة» هنا، فقد استعارت عناصر من برنامج التحكم الأبوي الذي شيد خصيصا لأجهزة «بي سي» و«ماك»، ومن برنامج الفريق الثالث الذي هو موجود منذ سنوات. وهذا يشمل فرض قيود على استخدام الطفل للكومبيوتر في أوقات محددة، ورصد الرسائل الآنية، ومنع الدخول إلى بعض مواقع الشبكة وخدماتها.
مزايا الخدمة ـ وفي ما يلي بعض التفصيلات الإضافية:
* البداية: تركيب الخدمة سهل وسريع نسبيا. فبعد تركيب حساب تسجيل للأب والأم، يجري تأسيس سيرة ذاتية لكل طفل وصولا إلى 15 طفلا كحد أقصى. قم باختيار صورة أيقونية لكل طفل مع تاريخ ميلاده لتقوم «سيمانتيك» بشكل أوتوماتيكي بتركيب قوانين وأحكام داخلية تناسب العمر على الرغم من إمكانية تعديل هذه الأحكام في أي وقت من الأوقات. ولرصد ما يحصل، عليك بتنزيل تطبيق صغير وتركيبه يدعى «سايفتي مايندر» Safety Minder في كل كومبيوتر يستخدمه أطفالك وصولا إلى 10 أشخاص، مع تخصيص الجهاز المستخدم من قِبل الشخص سواء «ويندوز» أو «ماك». وعليك أن تركّب حساب استخدام منفصلا إذا كان الأطفال يتشاركون في كومبيوتر واحد.
* الأدوات التي تحمي الأطفال: عليك أن توالف بدقة كيفية مراقبة طفلك على الشبكة. كما يمكن تحديد الدخول إلى مجموعة من المواقع الشبكية الخاصة بالمشاركة في ملفات تتعلق بممارسة الميسر، والعنف، والإباحيات، وغيرها، أو يمكن وضع حد للدخول على المواقع الإفرادية ضمن الفئة من المواقع المسموح باستخدامها. كما أن هناك خيارا يتيح لك أن تنبه الأطفال في ما يتعلق بمواقع معينة، لكنها مسموح لهم بدخولها في أي حال.
وإذا حاول هؤلاء الصغار زيارة موقع لم توافق عليه قبلا، تظهر رسالة تخبرهم أن هذا الموقع هو مخالفة صريحة للأحكام والقيود الداخلية المتفق عليها. ولكن يمكن للطفل أن يتقدم طباعةً بالتماس يقول فيه مثلا إنه بحاجة إلى هذا الموقع لأغراض تحضير واجبه المدرسي، فيمكن عند ذاك منحه هذا الإذن أو حجبه عنه. وهناك ما يسمى «البحث الأمين» الذي يتحول إلى أدوات ترشيح (فلترة) هي مشيدة داخل مواقع مثل «غوغل» و«ياهو» و«أسك دوت كوم» و«يو تيوب» ولكنها ليست دائما سهلة العثور.
ويمكن أيضا التحكم في دردشات الرسائل الفورية بحيث يمكن للآباء والأمهات مشاهدة مقاطع من الحديث، أو الدردشة الدائرة، أو منع أحدها من الاستمرار، مع قدرة الآباء والأمهات على التقرير أي الأشخاص يمكن التحدث إليهم في التراسل الفوري مع إخطارهم ما إذا كان الطفل يقوم بإرسال معلومات شخصية مثل رقم الضمان الاجتماعي أو أي أرقام هاتفية.
الأمر الآخر المذهل هنا هو أنه يمكن إخطار الوالدين ما إذا كان أطفالهم يقومون بتزوير أعمارهم ومحاولة الدخول إلى الشبكات الاجتماعية.