لدرء التهابات اللثة وتسوس الأسنان
[b]
[size=12][b]د. علي حبيب
إن تنظيف الأسنان بالطرق التقليدية باستخدام الفرشاة والمعجون كل يوم، يساعد على حماية أسنانك من التسوس ولثتك من الالتهاب، ولكنه في معظم الأحيان يعتبر غير كاف للتخلص من التسوس وأمراض اللثة نهائيا. ويرجع السبب في المقام الأول إلى وجود مناطق يصعب الوصول إليها وتنظيفها باستخدام الفرشاة فقط، ألا وهي الفراغات البينية للأسنان. وهذا بالطبع يؤثر على صحة اللثة في المقام الأول، كما إنه يسبب تسوس أسطح الأسنان في تلك المناطق غير المرئية بالنسبة للمريض. إن تسوس الأسنان في تلك المناطق أخطر بكثير من التسوسات الظاهرة، وذلك لصعوبة التعرف عليها من قبل المريض والطبيب، وعادة ما تبقى غير ظاهرة إلى أن تتحول إلى تجاويف كبيرة تحتاج إلى حشوات كبيرة. والحال نفسه ينطبق على أمراض اللثة، فإذا لم نعتن باللثة، يمكن أن يصل الالتهاب إلى العظام، التي بدورها قد تلتهب وتتآكل إذا لم يتم علاجها، وبالتالي فالنتيجة النهائية في أسوأ الظروف هي سقوط أسنانك إن لم تكن هذه العظام بالقوة الكافية لتحمل الأسنان في مكانها. وقد تحدثنا في السابق عن تسوس الأسنان واليوم أود أن أركز على أمراض اللثة.
* أمراض اللثة
* إن الجير كما هو معروف يعتبر المسبب الأول لأمراض اللثة. وهو تلك الطبقة اللاصقة من البكتيريا التي تنتج من عدم تنظيف الأسنان يوميا، الذي يؤدي إلى تراكم بقايا الطعام والبكتيريا على الأسنان، مما يجعلها صعبة الإزالة بالفرشاة. وتفرز هذه البكتيريا سموما تهيج اللثة وتلحق الضرر بالأسنان. وأسلم طريقة للتخلص من الجير بصفة عامة تكمن في الزيارة الدورية لطبيب الأسنان. ويعد التهاب اللثة أول مراحل مرضها، وهو عبارة عن ورم اللثة الناتج عن تراكم الجير فوق وتحت مستوى خط اللثة. وإهمال تلك الطبقة قد يؤدي إلى التهاب الأنسجة والعظام المحيطة، الذي بدوره قد يسبب انحسار اللثة، وتكون الجيوب العميقة حول الأسنان.
* التعرف على الإصابة
* هل أنا معرض للإصابة بأمراض اللثة ؟ ـ نعم. يمكن لأمراض اللثة أن تصيبك في أي عمر، ولكنها غالبا ما تصيب البالغين، إذ أن ثلاثة من كل أربعة بالغين مصابون أو أصيبوا بأمراض اللثة. ويتزايد خطر الإصابة مع التدخين وبعض الحالات الصحية. لذلك من المهم إبقاء طبيب أسنانك على علم بحالتك الصحية.
> كيف أتعرف على الإصابة بمرض في اللثة؟
ـ قد تكون مصابا بمرض في اللثة إذا لاحظت: نزفا عند تفريش الأسنان، أو حساسية وتوَرّما واحمرارا في اللثة، أو رائحة كريهة أو طعما كريها في فمك، أو وجود إفرازات صديدية من اللثة أو من بين الأسنان. أو تحرك أسنانك بحيث تتباعد.
* نظافة ما بين الأسنان إن جميع الأعراض والمشكلات سابقة الذكر قد تحدث مع أي منا من دون أن يشعر بها، وذلك إذا ما حصلت في الفراغات البينية للأسنان. ولذلك فإن الاهتمام بنظافة تلك الفراغات مهم جدا. وأبسط وأسلم طريقة لذلك هي استخدام الخيط السني.
هل تعلم أن عدم التنظيف بالخيط يعني أن 40 % من مساحة سطح الأسنان تبقى من دون أي تنظيف؟
ـ اقطع نحو 50 سم من الخيط ثم لف معظمه حول الإصبع الأوسط من كل يد (لف أكثر حول أحد الأصبعين) بحيث يبقى حوالي 5 سم ما بين الأصبعين.
ـ مستعملا إبهاميك والسبابة، اجعل الخيط مشدودا ومرره بعناية إلى الأسفل بين الأسنان. تجنب الضغط على اللثة بقوة.
ـ لف الخيط حول كل سن بشكل C وحركه بلطف صعودا ونزولا على سطح السن وتحت مستوى خط اللثة. استخدم جزءا جديدا من الخيط كلما انتقلت من سن إلى آخر.
في البدء، قد تشعر بأن التنظيف بالخيط صعب. ولكن واظب على القيام به، فمع قليل من الصبر والممارسة ستشعر أنه طبيعي تماما مثل التنظيف بالفرشاة.
أحيانا قد يشتكي البعض من أن لثته تنزف عند استخدام الخيط السني. وهذا أمر طبيعي جدا في المرحلة الأولى. وقد يشير ذلك إلى وجود مرض في اللثة. ولكن وبعد عدة أيام من التنظيف بالخيط يجب أن يتوقف النزف بسبب تحسن حالة اللثة. استشر طبيب الأسنان إذا استمر النزف.
* أنواع الخيوط أي أنواع الخيوط أفضل؟ على الرغم من وجود عدة أنواع من الخيوط (مشمع أو غير مشمع أو ذي نكهة معينة) فكلها مصممة للدخول بين الأسنان وتحت مستوى اللثة لإزالة البلاك. لذا استعمل النوع الذي تفضله. بعض الأنواع الجديدة أسهل للاستعمال كونها تقاوم التنسل وتنزلق بسهولة بين الأسنان. والمشمع منها أقل ضررا وأكثر حماية للثة.
إذا واجهت صعوبة في استعمال الخيط، قد تود أن تجرب Flossette (الخيط في مقبض بلاستيكي) الذي يلغي الحاجة للف الخيط على الأصابع، وتوجيهه بين الأسنان ويعطيك تحكما أفضل. بعد إدخال الفلوسيت بين الأسنان اتبع نفس طريقة التنظيف بالخيط. اطلب من طبيب الأسنان أن يريك الطريقة الصحيحة للاستعمال إذا لم تكن متأكدا.
وفي حالة وجود جسور، فيحبذ استخدام خيط خاص يحتوي على طرف قاس يتيح لك توجيهه بين الأسنان أو تحت الجسور.
* منتجات تنظيف أخرى
* هل الخيط هو الطريقة الوحيدة للتنظيف بين الأسنان؟ بالإضافة إلى الخيط، هناك منتجات أخرى مصممة لتنظيف ما بين الأسنان. اطلب مساعدة طبيب أسنانك لتحديد تلك التي تناسبك.
ـ فرش أسنان Interdental لتنظيف التجاويف ما بين الأسنان. فإذا ما كانت هناك فراغات بين أسنانك أو كنت تستخدم تيجانا أو جسورا أو أسنانا مزروعة، فقد يفيدك استخدام هذه الفرشاة التي لها رأس صغير جدا مستدق أو اسطواني وشعيرات ناعمة.
ـ المسواك الخشبي ( Woodsticks )، وهو عصا خشبية مثلثة تساعد على التنظيف ما بين الأسنان وتدليك اللثة.
* نظم مائية للعناية بالفم
* تستخدم هذه النظم تدفقا مائيا مضغوطا لتنظيف المناطق حول اللثة. يجب أن تتمتع بخاصية التحكم بضغط المياه وذلك لاستعمالها في المناطق الحساسة. يمكن استخدامها بالماء فقط أو مع غسول الفم. اسأل طبيب أسنانك ما إذا كان استعمال النظام المائي يحسن العناية بالفم في البيت.
وقد يسأل أحدنا: لم أنظف ما بين أسناني من قبل، هل تأخرت كثيرا؟
أبدا. مهما كان عمرك فإن التنظيف ما بين الأسنان ذو فائدة عظيمة لأسنانك ولثتك وستلاحظ فوائده على الفور، لذلك كلما بدأت باكرا، كان ذلك أفضل.
التنظيف ما بين الأسنان يعطي شعورا بالنظافة لأسنانك ولثتك، كونه ينظف مناطق لا تصل إليها فرشاة الأسنان، ويبقي رائحة فمك منعشة، والأهم من ذلك، يستطيع معالجة أمراض اللثة.
[/b][/size][/b]