الرئيسية
«أن 97» من «نوكيا» بشاشة تستقبل الاوامر باللمس (ام سي تي)
تستشعر ضغط الأصابع والأقلام والأجسام الأخرى
لندن: «الشرق الأوسط»
وقع العالم خلال السنوات القليلة الماضية في هوى الشاشات التي تعمل باللمس المتعدد. لكن واجهات التفاعل الخاصة بالمستهلك اليوم عليها بعض المآخذ، فمثل هذه الشاشات الموجودة على هاتف «آي فون»، و«بلاستيك لوجيكس» (الجهاز الجديد الذي يقرأ الرسائل الإلكترونية) لا تعمل بالقلم الإلكتروني، ولا باليد التي يغطيها القفاز، بل بواسطة الإصبع فقط. أما الشاشات الأخرى مثل «أسطح مايكروسوفت»، و«بيرسيبتيف بيكسيل» التي هي شاشة بحجم الجدار، فهي متينة وغالية الثمن نسبيا، وكبيرة ضخمة الحجم تقريبا.
وتعد دراسة قام بها باحثون في جامعة نيويورك، في أن تجعل واجهات التفاعل العاملة باللمس المتعدد، الرخيصة الثمن أيضا، أن تعمل بالأصابع والأجسام الأخرى على حد سواء. وتدعى هذه التقنية «أجهزة اللمس المتعدد العاملة بالضغط» IMPAD. ويمكن إنتاجها بسمك صغير جدا ـ برقة الورقة، وبحجم صغير، لكي يمكن تركيبها في أجهزة جوالة، أو يمكن تضخيمها وتكبيرها لتغطي طاولة، أو جدارا كبيرا.
وتقوم أجهزة «آي فون» بالتقاط المعلومات الخاصة بعملية اللمس هذه عن طريق قياس التغيير في السعة الكهربائية عندما تقوم الإصبع، أو الأجسام الأخرى الموصلة، بملامسة الشاشة. وتستخدم شاشات «أسطح مايكروسوفت» كاميرات لرؤية موقع هذه الأجسام على سطح الطاولة. أما شاشات «بيرسيبتيف بيكسيل» فتستخدم أيضا الكاميرات، ولكن بطريقة مختلفة، فهي تقوم بتعقب أشعة الضوء تحت الحمراء عندما تنتشر في وجود الإصبع، أو القلم الإلكتروني. وفي الوقت الذي تقوم فيه شاشات «بيرسيبتيف بيكسيل» العاملة باللمس بجمع المعلومات الخاصة بالضغط، فإنها تظل غير عملية في استخدام الكاميرات لأغراض واجهات التفاعل الصغيرة العاملة باللمس.
وتنحو تقنية «أجهزة اللمس المتعدد العاملة بالضغط» IMPAD منحى مختلفا عن طريق قياس التغيير في المقاومة الكهربائية عندما يقوم الشخص، أو الجسم الموضوع، بممارسة ضغط مختلف على رقعة مصممة تصميما خاصا تتألف فقط من طبقات قليلة من المواد.
وإحدى المشكلات التي تعاني منها المستشعرات التي تعمل باللمس المتعدد، هي أنها تتعرف فقط إن كان الشخص يقوم بعملية اللمس أو لا يقوم، كما يوضح كين بيرلن أستاذ أبحاث الوسائط المتعددة في جامعة نيويورك. وهنا تضيع كمية كبيرة من المعلومات المفيدة نتيجة عدم قيام المستشعرات بالتقاط الحركات الثانوية.
ولكن مع رقعة اللمس الحساسة للضغط يمكن للجهاز أن يتبين مقدار الضغط الذي يمارسه الشخص مما يفتح بعدا جديدا في مضمار واجهات التفاعل الخاصة بالمستخدمين. وكان الباحثون قد بينوا أن رقعة اللمس الحساسة للضغط يمكن استخدامها لأغراض تطبيقات الرسم والنحت الافتراضية، ولأغراض الماوس التشبيهي عن طريق النقر باليسار أو اليمين، فضلا عن عمليات السحب والإسقاط إلى جانب الأجهزة والمعدات الموسيقية كلوحة مفاتيح البيانو مثلا.
والعتاد هذا الذي يشمل النموذج الأوّلي المعروض يعمل بشكل مباشر نسبيا، كما يوضح إليا روزنبيرغ الباحث والمؤلف الأساسي لورقة تتعلق بـIMPAD، في حديث نقلته مجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، فهو يتألف من صفحتين، أو طبقتين رقيقتين من البلاستيك يبلغ قياسهما 8×10 بوصات، تضم كل منهما خطين متوازيين من الأقطاب (الكترودات) يبعد كل واحد منهما عن الآخر ربع بوصة (البوصة 2,5 سم تقريبا). وجرى ترتيب الصفحتين بحيث تتصالب الأقطاب منتجة شبكة. وكل تقاطع هو عبارة عن مستشعر للضغط.
وقد غُطيت كلا الصفحتين بطبقة حبر مقاومة حسّاسة للقوة FSR. وهذا نوع من الحبر له مطبات ميكروسكوبية صغيرة جدا على سطحه. ولدى الضغط على شيء مطلي بهذا الحبر، تتحرك هذه المطبات لتتلامس معا، موصلة التيار الكهربائي. وكلما جرى الضغط أكثر كانت الموصلية الكهربائية أفضل، على حد قول روزنبيرغ.
ويقول روزنبيرغ إن حبر FSR قد استُخدم منذ عقود، وأغلبية ذلك كانت على شكل أجهزة ومعدات موسيقية مثل الطبول الإلكترونية، أو لوحات المفاتيح. من هنا فإن صناعة الرقع العاملة باللمس توجب على الباحثين التأكد من أن الرقعة يمكنها تحري الموضع الصحيح والدقيق للإصبع حتى لو كانت المستشعرات متباعدة بعضها عن بعض مسافة ربع بوصة، وهو أمر لا يحتاج مصممو الأجهزة الإلكترونية أن يأخذوه بعين الاعتبار.
وكحلّ مثالي رغب الباحثون أن يكونوا قادرين على قياس تحديد يبلغ 100 نقطة في البوصة المربعة، لكنهم لم يرغبوا في الدخول إلى تعقيدات وكلفة ذلك، ومد الأسلاك عبر عدد كبير من المستشعرات، لذلك خرجوا بحسابات كومبيوترية تسجل إدخال كل مقطع من مقاطع الأقطاب، وبالتالي كشف موقع الجسم حتى لو كان صغيرا صغر رأس القلم الإلكتروني، فضلا عن أنه يتيح التمييز بين إصبعين تقومان بالكبس جنبا إلى جنب. ويجري إرسال نتيجة الكبس إلى كومبيوتر يحلل شدته وموضعه. وحاليا يمكن للبيانات والمعلومات المستحصلة من الرقعة كلها جمعها 50 إلى 200 مرة في الثانية الواحدة.
