الزواج في كــوردسـتان قديماً
تختلف طريقة وطقوس الزواج من بلد لاخر ومن دولة لاخرى ومن منطقة لمنطقة اخرى حسب طبيعة السكان وعاداتهم وتقاليدهم في إحياء مثل هكذا مناسبات حيث لكل منهم طقوس معينة في احياء هذه المراسم من حيث طريقة اقامتها او نوعية الملابس المستعملة معتمدين على الظروف التي تحكم منطقتهم وعلى ماتوارثوه من الاجيال السابقة حيث يكون لتأثير البيئة والعادات والتقاليد الشيء الكثير من هذه المراسيم وإقليمـ كوردستان يتميز عن باقي انحاء العراق في ان له خصوصية معينة حيث الشعب الكوردي والذي يختلف عن بقية سكان العراق الذين يتكون اغلبه من قومية عربية وبالتالي فان من الطبيعي ان تختلف مراسم الزواج في كوردستان عن غيرها من مناطق العراق الأخرى وسنغوص في عمق الذاكرة الكوردية لنرى كيف كان السكان الكورد يقيمون حفلات أعراسهم وكيف كانت طريقة إداراتها ...
نوروز وبداية الربيع موسمـ الأعراس
تشهد كوردستان وفي موسم الربيع وعيد نوروز تحديدا حركة دؤوبة من خلال ما تقوم به منظمات معنية بشؤون التراث والفلكلور في بداية فصل الربيع باقامة مهرجانات شعبية على شكل عروض مسرحية يحيي فيها الأحفاد التقاليد والأعراف الاجتماعية للأجداد بينما تقيم اغلب العوائل الكوردية مع اقتراب فصل الربيع واعياد نوروز
حفلات الزفاف لابنائها حيث تتركز اغلب الاعراس في هذه الفترة تحديدا ويروي الكثير من كبار السن التحضيرات والاعداد لعملية الزواج عندما كانوا شبابا وكيف كانت اجراءاته معقدة تختلف كل الاختلاف عما هو عليه اليوم.
الأشبينة إما ان تتمم الزواج أو ...
كانت الأشبينة وهي المرأة المعروفة والمسؤولة عن تقريب العروسين وجمع رأسين بالحلال هي سيدة الموقف في كل حالات الزواج لأن العروسين ما كان لهما ان يتعرفا على بعضهما البعض إلا في ليلة الزفاف..
وكانت الاشبينة تتولى بمكرها ودهائها عملية تجميل صورة العروس امام اهل العريس او افشال مشروع الزواج برمته وذلك تبعا لقدر المبلغ الذي تاخذه عن دورها في هذا المشروع فتقوم بوصف الفتاة وتقنع العريس بها على اساس مواصفات ربما لا تتواجد في الفتاة اصلا ولكن لكي تثير رغبته في الزواج بها، يضاف الى ذلك هدايا وهبات ذوي العروسين..
وفي حالة عدم رضا الاشبينة عن الموضوع فانها تسعى الى افشاله بطريقة او بأخرى مهما كانت درجة الانسجام بين أسرتي العروسين، مستخدمة اساليبها الملتوية والشيطانية لأسباب تتعلق بما تأخذه في اغلب الأحيان، لا لكونها متسلحة بعصا سحرية،
بل لأن العادات والتقاليد المتبعة وقتذاك كانت تحتم وجود الاشبينة في عملية تهيئة العروس للزواج منذ اللحظات الاولى لخطوبتها وما قبلها من ترتيبات،
وحتى ايصالها الى بيت الزوجية. وكان من المعيب جدا بل من المستحيل ان تتزوج الفتاة من دون ان تتولى امرها اشبينة مخضرمة ومعروفة في الحي او المنطقة برمتها.
وبفضل ما تتمتع به هذه الاشبينة فانها كانت لا تمانع مطلقاً في تلميع وتجميل صورة عجوز في العقد الخامس او السادس من العمر لتزويجه فتاة في عمر حفيدته مقابل حفنة من المال، مستغلة في ذلك التقاليد الاجتماعية السائدة وقتذاك،
والتي ظلت تحظر على الفتاة اختيار شريك حياتها بمحض إرادتها وتمنعها بشدة من الالتقاء او الاختلاط مع الجنس الآخر بل حتى في الدراسة، لذلك كانت غالبية الزيجات فاشلة، وان استمرت ويكابد فيها الازواج حياة بليدة ورتيبة
مراسمـ الخطوبة
اما عن مراسم الخطبة وليلة الزفاف، فإنها قد تغيرت بمرور الزمن ولكن كان المتعارف عليه ان الفتاة ومنذ سن العاشرة كان يحظر عليها الخروج من منزل والدها إلا بإذن مسبق وبرفقة احد افراد الاسرة مع الادثار بعباءة سوداء وتغطية وجهها إما بالحجاب أو بالخمار الاسود، لذلك لم يكن بمقدور الشباب مطلقا اختيار فتاة احلامهمـ او الاتفاق معها على الزواج كما هو الحال الآن حيث لا قيود ولا تقاليد.
وكانت الاشبينة او بعض الوسيطات من اقارب الطرفين السبيل او الوسيلة الوحيدة للجمع بين الفتيات والشباب، اذا كانت الاذن تعشق وتحب، وينطق اللسان بالموافقة قبل ان ترى العين شريك الحياة.
الحلي وايامـ الزفاف
كانت أسرة العريس تتقدم بالمهر المتفق عليه مسبقا الى أسرة العروس وبالحلي الذهبية الى العروس، إما من خلال والدة العريس او شقيقته او احدى قريباته لتلبسها في غرفة أخرى وسط اهازيج وفرح ذوي واقارب العريس متبوعا بتوزيع الحلوى والمشروبات ثم وليمة عشاء كبرى للمشاركين في المناسبة.
وكانت تلك المراسم بمثابة اعلان الارتباط الرسمي، لتأتي بعدها بشهر واحد مرحلة الاستعداد ليوم الزفاف باتفاق عائلتي العروسين،
حيث كانت العروس تخضع قبل ذلك بثلاثة ايام لعمليات تجميل غير جراحية طبعا، وصبغ شعرها بالحناء لتفوح منه رائحة زكية وفي ليلة الزفاف كانت النسوة من أهل العروسين وأقاربهما يجتمعن في بيت العروس لإحياء حفل نسوي خاص كان يسمى ليلة الحناء، حيث كانت الاشبينة تتولى وضع حفنة من الحناء الايراني الشهير في راحتي العروس وعلى اطراف اصابعها واسفل قدميها وكعبيها كنوع من المكياج، اضافة الى توزيع ما يتبقى من الحناء على جميع النساء الحاضرات، وخصوصا الفتيات، جريا على الاعتقاد القائل إن الفتاة التي تتعطر بحناء العروس، يوفر لها الطالع والحظ فرص الزواج في اقرب وقت..
موكب العروس
تقام مراسم زفاف العروس في منزل العريس حيث كانت العروس تنقل من بيت والدها الى عش الزوجية على ظهر حصان يتم تزيينه وتحضيره خصيصا لها، ترافقه عدة خيول يمتطيها رجال يرتدون الزي الكوردي ويحملون بنادق (البرنو) ويتحزمون باشرطة من الاطلاقات النارية، والخناجر في خواصرهم والمسدسات في جنباتهم كجزء من الديكور المكمل للموكب الذي كان ينبغي ان يرافق العروس في زفافها..
وطوال الطريق الى بيت الزوجية كان الفرسان يطلقون النار في الفضاء ابتهاجا. وعند باب منزل الزوجية، كان على العريس ان يستقبل عروسه وينزلها من على ظهر الجواد ويرفع عن وجهها الطرحة البيضاء الرقيقة، ويقبل جبينها تعبيراً عن الترحيب بها في منزلها الجديد. وبعد دخول العروسين الى غرفتهما،
يقام الحفل البهيج بمشاركة الرجال والنساء من الأقارب والمعارف والأصدقاء والجيران، حيث الأغاني والدبكات الكوردية الفلكلورية التي تستمر لساعات طويلة وفي حلقات كبيرة على ضربات الطبل وأنغام المزمار في انتظار خروج العروسين ليعلنا للملأ نجاح زواجهما، لتتعالى بعدها زغاريد اهلهما وأحبتهما مقرونة بدوي المزيد من الاطلاقات النارية في الهواء.
وفي اغلب الاحيان كان الحفل يستمر ثلاثة ايام متتالية بلياليها لاسيما اذا كانت المناسبة تخص العوائل الميسورة.
تختلف طريقة وطقوس الزواج من بلد لاخر ومن دولة لاخرى ومن منطقة لمنطقة اخرى حسب طبيعة السكان وعاداتهم وتقاليدهم في إحياء مثل هكذا مناسبات حيث لكل منهم طقوس معينة في احياء هذه المراسم من حيث طريقة اقامتها او نوعية الملابس المستعملة معتمدين على الظروف التي تحكم منطقتهم وعلى ماتوارثوه من الاجيال السابقة حيث يكون لتأثير البيئة والعادات والتقاليد الشيء الكثير من هذه المراسيم وإقليمـ كوردستان يتميز عن باقي انحاء العراق في ان له خصوصية معينة حيث الشعب الكوردي والذي يختلف عن بقية سكان العراق الذين يتكون اغلبه من قومية عربية وبالتالي فان من الطبيعي ان تختلف مراسم الزواج في كوردستان عن غيرها من مناطق العراق الأخرى وسنغوص في عمق الذاكرة الكوردية لنرى كيف كان السكان الكورد يقيمون حفلات أعراسهم وكيف كانت طريقة إداراتها ...
نوروز وبداية الربيع موسمـ الأعراس
تشهد كوردستان وفي موسم الربيع وعيد نوروز تحديدا حركة دؤوبة من خلال ما تقوم به منظمات معنية بشؤون التراث والفلكلور في بداية فصل الربيع باقامة مهرجانات شعبية على شكل عروض مسرحية يحيي فيها الأحفاد التقاليد والأعراف الاجتماعية للأجداد بينما تقيم اغلب العوائل الكوردية مع اقتراب فصل الربيع واعياد نوروز
حفلات الزفاف لابنائها حيث تتركز اغلب الاعراس في هذه الفترة تحديدا ويروي الكثير من كبار السن التحضيرات والاعداد لعملية الزواج عندما كانوا شبابا وكيف كانت اجراءاته معقدة تختلف كل الاختلاف عما هو عليه اليوم.
الأشبينة إما ان تتمم الزواج أو ...
كانت الأشبينة وهي المرأة المعروفة والمسؤولة عن تقريب العروسين وجمع رأسين بالحلال هي سيدة الموقف في كل حالات الزواج لأن العروسين ما كان لهما ان يتعرفا على بعضهما البعض إلا في ليلة الزفاف..
وكانت الاشبينة تتولى بمكرها ودهائها عملية تجميل صورة العروس امام اهل العريس او افشال مشروع الزواج برمته وذلك تبعا لقدر المبلغ الذي تاخذه عن دورها في هذا المشروع فتقوم بوصف الفتاة وتقنع العريس بها على اساس مواصفات ربما لا تتواجد في الفتاة اصلا ولكن لكي تثير رغبته في الزواج بها، يضاف الى ذلك هدايا وهبات ذوي العروسين..
وفي حالة عدم رضا الاشبينة عن الموضوع فانها تسعى الى افشاله بطريقة او بأخرى مهما كانت درجة الانسجام بين أسرتي العروسين، مستخدمة اساليبها الملتوية والشيطانية لأسباب تتعلق بما تأخذه في اغلب الأحيان، لا لكونها متسلحة بعصا سحرية،
بل لأن العادات والتقاليد المتبعة وقتذاك كانت تحتم وجود الاشبينة في عملية تهيئة العروس للزواج منذ اللحظات الاولى لخطوبتها وما قبلها من ترتيبات،
وحتى ايصالها الى بيت الزوجية. وكان من المعيب جدا بل من المستحيل ان تتزوج الفتاة من دون ان تتولى امرها اشبينة مخضرمة ومعروفة في الحي او المنطقة برمتها.
وبفضل ما تتمتع به هذه الاشبينة فانها كانت لا تمانع مطلقاً في تلميع وتجميل صورة عجوز في العقد الخامس او السادس من العمر لتزويجه فتاة في عمر حفيدته مقابل حفنة من المال، مستغلة في ذلك التقاليد الاجتماعية السائدة وقتذاك،
والتي ظلت تحظر على الفتاة اختيار شريك حياتها بمحض إرادتها وتمنعها بشدة من الالتقاء او الاختلاط مع الجنس الآخر بل حتى في الدراسة، لذلك كانت غالبية الزيجات فاشلة، وان استمرت ويكابد فيها الازواج حياة بليدة ورتيبة
مراسمـ الخطوبة
اما عن مراسم الخطبة وليلة الزفاف، فإنها قد تغيرت بمرور الزمن ولكن كان المتعارف عليه ان الفتاة ومنذ سن العاشرة كان يحظر عليها الخروج من منزل والدها إلا بإذن مسبق وبرفقة احد افراد الاسرة مع الادثار بعباءة سوداء وتغطية وجهها إما بالحجاب أو بالخمار الاسود، لذلك لم يكن بمقدور الشباب مطلقا اختيار فتاة احلامهمـ او الاتفاق معها على الزواج كما هو الحال الآن حيث لا قيود ولا تقاليد.
وكانت الاشبينة او بعض الوسيطات من اقارب الطرفين السبيل او الوسيلة الوحيدة للجمع بين الفتيات والشباب، اذا كانت الاذن تعشق وتحب، وينطق اللسان بالموافقة قبل ان ترى العين شريك الحياة.
الحلي وايامـ الزفاف
كانت أسرة العريس تتقدم بالمهر المتفق عليه مسبقا الى أسرة العروس وبالحلي الذهبية الى العروس، إما من خلال والدة العريس او شقيقته او احدى قريباته لتلبسها في غرفة أخرى وسط اهازيج وفرح ذوي واقارب العريس متبوعا بتوزيع الحلوى والمشروبات ثم وليمة عشاء كبرى للمشاركين في المناسبة.
وكانت تلك المراسم بمثابة اعلان الارتباط الرسمي، لتأتي بعدها بشهر واحد مرحلة الاستعداد ليوم الزفاف باتفاق عائلتي العروسين،
حيث كانت العروس تخضع قبل ذلك بثلاثة ايام لعمليات تجميل غير جراحية طبعا، وصبغ شعرها بالحناء لتفوح منه رائحة زكية وفي ليلة الزفاف كانت النسوة من أهل العروسين وأقاربهما يجتمعن في بيت العروس لإحياء حفل نسوي خاص كان يسمى ليلة الحناء، حيث كانت الاشبينة تتولى وضع حفنة من الحناء الايراني الشهير في راحتي العروس وعلى اطراف اصابعها واسفل قدميها وكعبيها كنوع من المكياج، اضافة الى توزيع ما يتبقى من الحناء على جميع النساء الحاضرات، وخصوصا الفتيات، جريا على الاعتقاد القائل إن الفتاة التي تتعطر بحناء العروس، يوفر لها الطالع والحظ فرص الزواج في اقرب وقت..
موكب العروس
تقام مراسم زفاف العروس في منزل العريس حيث كانت العروس تنقل من بيت والدها الى عش الزوجية على ظهر حصان يتم تزيينه وتحضيره خصيصا لها، ترافقه عدة خيول يمتطيها رجال يرتدون الزي الكوردي ويحملون بنادق (البرنو) ويتحزمون باشرطة من الاطلاقات النارية، والخناجر في خواصرهم والمسدسات في جنباتهم كجزء من الديكور المكمل للموكب الذي كان ينبغي ان يرافق العروس في زفافها..
وطوال الطريق الى بيت الزوجية كان الفرسان يطلقون النار في الفضاء ابتهاجا. وعند باب منزل الزوجية، كان على العريس ان يستقبل عروسه وينزلها من على ظهر الجواد ويرفع عن وجهها الطرحة البيضاء الرقيقة، ويقبل جبينها تعبيراً عن الترحيب بها في منزلها الجديد. وبعد دخول العروسين الى غرفتهما،
يقام الحفل البهيج بمشاركة الرجال والنساء من الأقارب والمعارف والأصدقاء والجيران، حيث الأغاني والدبكات الكوردية الفلكلورية التي تستمر لساعات طويلة وفي حلقات كبيرة على ضربات الطبل وأنغام المزمار في انتظار خروج العروسين ليعلنا للملأ نجاح زواجهما، لتتعالى بعدها زغاريد اهلهما وأحبتهما مقرونة بدوي المزيد من الاطلاقات النارية في الهواء.
وفي اغلب الاحيان كان الحفل يستمر ثلاثة ايام متتالية بلياليها لاسيما اذا كانت المناسبة تخص العوائل الميسورة.