السارس
الالتهاب الرئوي الحاد او (السارس) .. مرض انتشر في فتره وجيزه لاسباب غامضه .. واصبح حديث العالم اجمعه وشغله الشاغل .. بل واخذ شهرته بسبب سرعة انتشار العدوى فيه اكثر من الامراض المعديه الاخرى التي سبقته مثل حمى الوادي المتصدع والحمى القلاعيه ..
وقد تمكن العلماء من منع انتشاره والحد من عدواه .. بإستخدام اسلوب العزل .. التي حدت من توسع مناطق انتشاره ..
وفي الحديث عن العزل .. يتوجب علينا العوده إلى فرع مهم من فروع الطب البديل وهو الطب الوقائي ..
الذي اهتم به الطب النبوي ... وسبق غيره من العلوم الحديثه بألف واربعمائة سنه ..
فقد اعتنت التربيه الاسلاميه بالوقايه من الامراض وجعلت منه علم له فروع .. وضع مبادئه وقوانينه سيدنا ومعلمنا محمد صلوات الله عليه وسلامه ... الذي اصبح فيما بعد القاعده الاساسيه للعلوم الحديثه التي اهتمت بهذا العلم ..
تقوم فكرة الطب الوقائي في اهمية القضاء على مسببات المرض لتجنب حدوثه ومنع انتشاره ..
فالوقاية تعتمد على معرفة الاسباب وسبر اغوار الجوهر .. الذي من خلالة يسهل علينا علاج مايصب الجسد من امراض ..
فعندما نقضي على الاسباب .. والبحث فيها حيث انها ثابته لاتتغير ... حيث ان الثوابت اسهل بكثير من دراسة المتغيرات ..
ومتى عولجت تلك الاسباب بإجتنابها والقضاء عليها سيشفى الجسد وتقوى مناعة على الامراض ..
وعوده إلى الطب النبوي واهتمامه بالوقاية من الامراض ... حيث اعطى عنايه خاصه للطب الوقائي في كل مجالاته_وماحواه من إعجازات علميه اكتشفها العلم الحديث _ بدئاً بالعناية الشخصية للمسلم بما يشمل عليه من الوضوء وسلوكنا في الاكل والشرب وتجنب امراض التخمه و ممارسة الرياضه والسواك , وايضا الوقاية من الأمراض النفسيه وتجنبها , إنتهاء بالوقاية من الامراض المعديه_ والتي سنسلط الضوء عليها في مقالنا هذا _ التي استقاها من هدي الرسول وسلوكه فيها ..
وقد قسم الطب النبوي الامراض إلى امراض معديه وبائيه .. وامراض غير معديه. حيث وضع الوصايا لكل قسم في كيفية الوقاية منها وتجنبها ..
ولو اخذنا الأمراض الساريه الوبائيه والحديث عنها ..
فقد ثبت عن الرسول في الصحيحين قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (( إذا كان الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ))
نستخلص من هذا الحديث الاسلوب والطريقة المستخدمه في الحد من انتشار الامراض الساريه او المعديه والقضاء عليها .. وذلك بما يسمى (( الكارنتيا)) اي العزل الصحي او الحجر الصحي والتي اكتملت تجهيزاتها الفنيه والهندسيه بعدما ان نشطت الامم لمكافحة الامراض الساريه وذلك في القرن العشرين ..
بكونها الوسيله الفعاله لمنع انتشار المرض والقضاء عليه عن طريق الوقاية منه وعلاج الحالات المصابه ..
وبذلك يكون رسولنا الكريم هو من وضع نظام الحجر الصحي وأمر به .. قبل ان يكتشفه العلماء وعلى رأسهم العالم (باستور) في القرن التاسع عشر الميلادي ..
وإذا نظرنا للوقت الحالي .. وفي مطلع الالفيه الثالثه نجد ان العالم يواجه مرضا معديا جديدا _السارس_ ولم يجدوا له لقاح ناجع في الوقايه منه .. حيث اجريت الكثير من الابحاث والتشخيصات للمساعده على خلق لقاح ربما يساعد في منع انتشار المرض ووبائه , وقد كانت طريقة العزل هي الاسلوب الانجع في الحد من انتشاره حيث يوضع المرضى في امكان معزوله مع وضع جاحز يمنع الاخرين من التعرض التعرض للافرازات المخاطيه والتنفسيه لكونها تحمل فايروس هذا المرض .
إضافه إلى استخدام الاقنعه على الوجه للوقايه من الفيروس وتطهير المناطق الملوثه .. حيث ساعدت على الحد من انتشاره إلى ان يكتشف العلماء لقاح للوقايه منه ..
وبذلك يكون الفضل للإسلام في تأسيس الطب الوقائي بجميع فروعه .. التي وضعها لنا الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلى وحي يوحى ..
واختم حديثي ببيت يقول فيه شاعره ..
توقى الداء خير من تصد .... لأيسره وإن قرب الطبيب
ملاحظه : انصح بقرائه كتاب الطب الوقائي من القرآن والسنه للدكتور عبدالباسط السيد ..