في الولايات المتحدة يسعى مشرعون لحظر التوسع في بحوث الخلايا الجذعية بعد قرار الرئيس باراك أوباما السماح بتمويلها من أموال دافعي الضرائب، حيث يعزى هذا الخلاف إلى الطبيعة الدينية المتشددة لكثير من المسيحيين في أميركا.
إلا أن قطر لم تجد مشكلة في هذا المجال، حيث افتتحت مؤخرا بنكا للخلايا الجذعية في الدوحة التي تسعى لأن تصبح رائدة في مجال تكنولوجيا الخلايا الجذعية. وكان حفل افتتاح بنك فيرجن للصحة براقا حيث حضرته العائلة المالكة القطرية والملياردير ريتشارد برانسون الذي قال في كلمة له إن "قطر دولة يمكن الاعتماد عليها، ولدى قادتها رؤية عظيمة".
وكان برانسون قد أنشأ البنك في بريطانيا عام 2007 غير أنه قرر نقل مقره العالمي إلى مركز علمي ضخم في الدوحة أطلق عليه اسم واحة العلوم والتكنولوجيا. ويعد المركز الجديد جزءا من خطط قادة قطر لجعل الدولة الخليجية مركزا للبحوث والابتكارات الطبية. ويتركز هدف بنك فيرجن في تخزين خلايا جذعية تم جمعها من الأحبال السرية بعد الولادة.
وسيتم تخزين جزء من تلك الخلايا لاستخدام الأطفال الذين أخذت منهم إذا احتاجوا لها في المستقبل. أما البقية فستوضع في مركز وطني للبحوث أو تستخدم لعلاج مرضى تتفق أنسجتهم مع تلك المخزنة.
وتستخدم الخلايا الجذعية المستخرجة من دماء الحبل السري لعلاج سرطان الدم والأمراض الأخرى المرتبطة بالدم، حيث أن تلك الخلايا هي المكون الرئيسي للخلايا الحية وتعرف بقدرتها الفائقة على التحول إلى خلايا في أنسجة أخرى.
وبالرغم من أن بنك فيرجن هدفه تخزن خلايا جذعية من دماء الأحبال السرية، إلا أن العلماء في قطر متفتحون للعمل على تلك الخلايا الجذعية المستخرجة من أجنة.
وهو ما يثور بشأنه جدل كبير الآن. وهناك جماعات تعارض إنتاج خلايا جذعية من الأرحام لأنها تستلزم تدمير الأجنة البشرية.
ويعتبر استخدام خلايا جذعية جنينية مثيرا للجدل في الولايات المتحدة بسبب المعتقدات المحافظة لأغلبية المسيحيين. إلا أن دكتورة حنان الكواري، مديرة مركز حمد للتعاون الطبي، تقول إن الموقف الأخلاقي بشأن الأجنة مختلف بالنسبة للمسلمين.
وتضيف أن الإسلام لا يعتبر الجنين إنسانا إلا بعد مرور 40 يوما على التخصيب. "الإسلام دين معتدل، وهو يرحب بالعلم. ولا تثار به بعض المشاكل الجدلية التي نراها في الغرب بشأن بحوث الخلايا الجذعية."
وفي أحدث مؤتمر بحثي بشأن الخلايا الجذعية عقد في قطر، ساد تفاؤل بعد رفع الرئيس الأميركي باراك اوباما حظرا على حصول الخلايا الجذعية الجنينية على تمويل حكومي، وهو الحظر الذي فرضه الرئيس السابق جورج بوش.
أما ريتشارد برانسون فيقول إنه يعتقد أن هناك أملا تمنحه الخلايا الجذعية وأضاف أنه يتنبأ لقطر بأن تكون مركزا للخلايا الجذعية في المنطقة. "أعتقد أن بنك الخلايا الجذعية المستخرجة من دماء الأحبال السرية هذا، قد يصبح سريعا أكبر من بنوك الخلايا الجذعية في بريطانيا."
جدير بالذكر أن قطر خصصت ملايين الدولارات لواحة العلوم والتكنولوجيا، وعمدت معاهد علمية شهيرة مثل معهد البحوث الطبي بجامعة كورنيل لافتتاح فرع له في الدوحة. ويقول القطريون إن هذا من شأنه المضي قدما في سعيهم لأن تصبح بلادهم مركزا متقدما للبحوث الطبية المعقدة.